بالبلدى..

عزبة الصعايدة

مصطفى يونس
مصطفى يونس

هنا الأدب والاحترام والعائلات.. هنا الأصول والتقاليد والعادات.. هنا «أولاد عمرو» رمز الطيبة والتسامح والواجبات.. هنا أحفاد العمد والمشايخ والحسب والنسب.. هنا قراءة الفاتحة عقد.. هنا أبناء جزيرة الزمالك المهاجرين من جنوب الصعيد بحثا عن لقمة العيش.. هنا الحب بلا مقابل، الكرم بلا حدود.. هنا «عزبة الصعايدة» مصنع الرجولة والجدعنة.. أكثر مناطق إمبابة شهرة لها قصص وحكايات، تاريخها بدأ فى النصف الأول من القرن الماضى، مع العمدة عبد النعيم محمدين الذى جاء إلى القاهرة قادما من محافظة قنا، واستقر فى جزيرة الزمالك والتى لم تكن على وضعها الحالى، فالزمالك لم تكن سوى جزيرة مهجورة مليئة بالثعالب والذئاب والأفاعى، حتى إنها اتخذت تسميتها من كلمة زملك التركية، وهى العشش التى يستخدمها الجند على ضفاف النيل، ليدرك عبد النعيم آنذاك أن لديه كنزا لا يعوض فبدأ فى شراء الأراضى بثمن بسيط ليتسع نفوذه فى هذه الناحية بعد أن استدعى أقاربه من القناوية ليشاركوه تعمير المكان وأصبحوا عددا وعدة، وولوه عمدة عليهم. ومع تزايد الاهتمام بالزمالك وانتقال الأمراء والوجهاء إليها لوجود قصر الخديو إسماعيل، صدر قرار بتوطين هؤلاء المهاجرين فى منطقة أخرى، وهى «عزبة الصعايدة» الحالية التى عرفت سابقا باسم عزبة عبدالنعيم وكانوا وقتها عبارة عن خمسة عائلات تحت اسم أولاد عمرو، ليحدث بينهم وبين عائلات العزبة والمناطق المجاورة نسبا وصهرا ويتناسلون ويصبحون من أكبر تجمعات الصعايدة.. طبيعة أبناء العزبة لم تتغير عن أبناء الجنوب، فما زالوا يتمتعون بطيبة القلب وحسن المعاملة.. فى السراء يتهافتون فرحا لك وفى الضراء يحملون أسلحتهم دفاعا عنك.. فهم المجاهدون فى سبيل لقمة العيش.. الحالمون بمستقبل أفضل لابنائهم.. يساندون الدولة فى جميع الأوقات، ويشاركون فى جميع المناسبات.. شأنهم كباقى الصعايدة وعائلات إمبابة الشرفاء ينتظرون الأمل مع كل مسئول جديد.. يتعطشون للخدمات مع كل دورة برلمانية.. الشباب مطالبهم بسيطة، مجرد فرصة عمل للسترة والزواج.. مشروع صغير يكفى احتياجات أسرته.. تنفيذ وعود المسئولين بإقامة مصانع ومشاريع تنموية للعيش مثل الآخرين.