نقطة فى بحر

هدم الاستقرار.. خيانة

محمد درويش
محمد درويش

محمد درويش

العنوان اقتبسه من بوست للمهندس الاستشارى فرج حمودة كتبه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قال نصا: «والله والله البلد فى حالة حرب حقيقية، صارحهم ياسيسى بالموقف عشان أى خروج على استقرار الوطن فى حالة الحرب هو خيانة للوطن».
ما كتبه اللواء فرج حمودة وهو خريج الدفعة ١٠ فنية عسكرية، لمس شغاف القلب والوجدان فيما ألمسه من أحداث مرت عليها سنوات وما حصدته من مطالعات لوطنيين عظام راحلين وحاضرين حاولوا أويحاولون تنبيهنا إلى المؤامرات التى ينسجها الغرب منذ عقود واستراتيجيات ثابتة لا تتغير كل هدفها أن تقع مصر آخر معاقل الشرق والتى على أبوابها تبددت مطامعهم وتبخرت أحلامهم على مدى التاريخ.
يستخدم المشروع الصهيونى الغرب غلافا له وتحاك المؤامرات منذ عهد محمد على مرورا بـمؤتمر بازل فى سويسرا عام ١٨٩٧ الذى قرر إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وعام ١٩٤٨ تم الإعلان عن قيام إسرائيل ولاحظ أن من أعلنوا قيامها ليسوا هم بالطبع من قرروا ذلك قبلها بـ٥١ عاما، أى أن الاستراتيجية ثابتة وتتغير بمعطيات التاريخ وتطور التكنولوجيا إلى أن وصلنا إلى أسلوب الفوضى الخلاقة ومحاولات التفتيت من الداخل بالاستعانة ببنى جلدتنا، وهؤلاء هم المأجورون.
وعلى نفس الموقع طرح زميلى عمرو جلال نائب رئيس القسم العسكرى فى «الأخبار» سؤالا يقول: ليه مفيش محمد على قطرى ولا محمد على أوروبى أو تركى أو حتى موزمبيقى، ليه دايما المتثورجين ماركة صنع فى مصر؟
رددت على عمرو قائلا: ولماذا مصر فقط هى المرصودة والعين عليها بعد أن تمكنت الفوضى الخلاقة من غرس أنيابها فى أجساد العراق وسوريا وليبيا وغيرها.
الإجابة ستعيدنا إلى صدارة هذا المقال وهى تتلخص فى كلمتين فتش عن الصهيونية، فتش عمن يحلم بوطن من النيل إلى الفرات، فتش عمن لا يريد أن تقوم لهذا الوطن قائمة فقيامته خطر على مصالح من يحيطون بك شرقا قبل أن تكون خطرا على قوى عالمية تتمثل فى الاستعمار الجديد.
فتش عن مخطط برنارد لويس لتقسيم بلاد العرب وبينها مصر وهو ما شرحه باستفاضة الراحل د. «حامد ربيع» فى مقالاته الصحفية عام ١٩٨٣.
وإذا كان هناك من يغريه بريق المال يقبضه ثمنا للخيانة وهؤلاء يجب أن نستأصل شأفتهم قبل أن يتمكنوا من محاولة الهدم التى يوفرها لهم أسيادهم.
ولا أجد أفضل من هذه الكلمات التى تعبر عن حالنا مع الاستعمار القديم وحالنا الآن مع الاستعمار الجديد أنقلها من صفحة الاستاذة هيام الزيات:
قديما: جاب سلاحه وطياراته وغواصاته ودباباته
واعتدى عشان نسلم.
حديثا: جاب نشطاءه وتمويلاته وهاشتاجاته
 وقنواته واعتدوا عشان نتقسم.
أفيقوا.. يرحمكم ويرحم بلدنا الله.