بعد «جمعة الفنكوش»| المؤسسات الدينية تؤكد على حب الوطن.. و«الإخوان تحتاج للبتر»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

شهدت الأيام الماضية تغيير اسم عدد كبير من صفحات موقع «فيسبوك»، مع إيضاح انتمائها لجماعة الإخوان الإرهابية، مع الإساءة لمصر والجيش والشرطة والتشكيك في عدد من الأحداث.


وليلة أمس، تم تداول العديد من مقاطع الفيديو المفبركة أو التي تعود إلى دول أخرى أو سنوات سابقة، مع إشاعة أنها من مصر مساء أمس، إلا أن عدد من الصفحات الأخرى كشفت كل هذه الأكاذيب بالإضافة إلى برامج التوك شو التي أوضحت كل الحقائق بالأدلة.


وكان للمؤسسات الدينية دورها في هذه الأحداث، حيث قامت بحالة من دعم الوطن ورجال الجيش والشرطة من خلال توجيه العديد من الرسائل جاءت كالتالي:


الإفتاء: «حب الوطن من الإيمان»
فمن جانبها دونت دار الإفتاء المصرية، منشورات إيجابية، عبر الحسابات المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيها أن حب الوطن من الإيمان؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا ...» (رواه البخاري).
وفي منشور آخر، ذكرت أن قيمة حب الوطن تدفعنا إلى الجد والاجتهاد والحرص على طلب العلم والسعي لأجله؛ كي ننفع أوطاننا ونخدمها ونرد إليها بعض أفضالها علينا.


مرصد الأزهر يطلق حملة «وطني» لمدة خمسة أيام
أما مرصد الأزهر فعلق على الأحداث بأنه «إيمانًا بأن وطننا هو الوعاء الذي يحتوينا وننعم في خيراته ونحيا في كنفه ونفترش أرضه ونلتحف بجوه ونتغطى بسمائه وأنه مصدر أمننا واستقرارنا، يطلق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف غدًا ولمدة خمسة أيام حملة بعنوان وطني عبر صفحته الرئيسية على الفيسبوك، والحملة عبارة عن خمسة رسائل تذكير وتوعية بقيمة الوطن وأهميته والحث على المحافظة على كيانه وتماسكه والسعي إلى ازدهاره وتنميته والجد في إعماره والذود عنه».


وجاء في الرسالة الأولى: فطر الله تعالى الإنسان على حب وطنه والانتماء إليه كحبه لنفسه وروحه، فالوطن للإنسان كالجسد للروح، وقد شبه الله تعالى خروج الإنسان من الوطن بإخراج الروح من الجسد قتلا حين ساوى بينهما في قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ} سورة النساء.


الأوقاف: «الإخوان مرض خبيث يحتاج للبتر»
وقررت وزارة الأوقاف، أن يكون الدعاء لمصر وأهلها بالأمن والأمان والسخاء والرخاء وسعة الأرزاق أمرا ثابتا في الدعاء في نهاية الخطبة الثانية كل جمعة  من جميع الأئمة والخطباء في جميع مساجد مصر التي تقام فيها خطبة الجمعة.


كما أعاد وزير الأوقاف قراءة في وثيقة القاهرة للمواطنة، والتي أصدرها علماء الأمة ومفكروها من وزراء الشئون الإسلامية والأوقاف، والمفتين، والعلماء، والباحثين، والكتاب بالإجماع وثيقة القاهرة للمواطنة، في قراءة جديدة لمفهوم المواطنة، تتجاوز حصرها في تقبل المختلف دينيًا إلى تقبل التنوع والتعددية واعتبارهما ثراء للمجتمع ، وقد تضمنت الوثيقة ما يأتي:


1- أن المواطنة عطاء وانتماء واحترام لكل شعارات الدولة من عَلَمِها ونشيدها الوطني وسائر شعاراتها المادية والمعنوية.


2- ضرورة احترام القانون والدستور والنظام العام للدولة ومؤسساتها .


3- احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة سواء أكان المسلم في دولة ذات أغلبية مسلمة أم في دولة ذات أغلبية غير مسلمة.


4- أن فقه المواطنة لا ينحصر في محور العلاقة بين أصحاب الديانات المختلفة ، وإن كان العمل على ترسيخ أسس العيش المشترك بين أصحاب الديانات المختلفة أحد أهم مرتكزاتها .


5- أن مفهوم المواطنة يتسع لتحقيق جميع جوانب العدالة الشاملة بين المواطنين جميعًا ، بعدم التفرقة بينهم على أساس الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق، أو المذهب، وضرورة إعطاء المرأة حقها كاملاً غير منقوص، فهي تعني الإيمان بالتعددية الوطنية في مختلف جوانبها، وتؤمن بالتنوع وتعده ثراء وطنيا .


6- ضرورة العناية بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وإعلاء قيم التكافل المادي والمعنوي بين أبناء الوطن جميعًا، وهو ما يحققه الفهم المستنير، والتطبيق الصحيح لفقه الواجب الكفائي.


7- ترسيخ مبدأ الحق والواجب بين المواطنين والدولة وبين بعضهم وبعض، فكما يحرص المواطن على أخذ حقه يحرص على أداء ما عليه من واجبات تجاه الدولة وتجاه غيره من الأفراد، وقيام الدولة بالعمل على توفير حياة كريمة لمواطنيها، والعمل على حفظ حقوقهم في الداخل والخارج .


8- قيام سائر المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والإعلامية بالعمل الجاد على بيان مفهوم المواطنة المتكافئة، وضرورة الحفاظ على الدولة والعمل على رقيها ، وتفنيد أباطيل الجماعات المتطرفة تجاهها، وتعاون هذه المؤسسات في تنفيذ ذلك وفق استراتيجية شاملة ومشتركة .


9- التوصية بتشكيل فريق عمل من العلماء المشاركين ليكونوا سفراء لهذه الوثيقة في مختلف دول العالم، من خلال ذلك كله نؤكد أن الدولة الوطنية هي دولة التعاقد القانوني الصريح أو الضمني بين الدولة ومواطنيها، هي الدولة التي تحكم بالقانون، وتعامل الجميع به، وتؤمن بأن التعددية مصدر قوة لها، والتعايش السلمي بين أبنائها أحد أهم عوامل أمنها واستقرارها، مع التأكيد على أن الخيانة أكبر نقيض للوطنية، وأن الجماعات الخائنة العميلة شوكة في ظهر الدولة الوطنية، يجب اقتلاعها وبترها، وأن صوت الدولة تجاه الخونة والعملاء يجب أن يكون قويًا، وسيفها يجب أن يكون مصلتًا، فهؤلاء الخونة كالعضو الفاسد الذي يجب بتره واستئصاله حفاظًا على بقاء الجسد على قيد الحياة .


وأكدت الوثيقة على أن الانتماء الوطني والحفاظ على كيان الدولة الوطنية يتطلب من أبنائها أن يكونوا على قلب رجل واحد في حمايتها والدفاع عنها، والضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول العبث بأمنها وأمانها من جماعات الشر والظلام، سواء أكانت محاولاتهم النيل منها مادية كالإفساد والتخريب والهدم والتدمير أم معنوية بالافتراء والأكاذيب والبث الممنهج للشائعات، مع تأكيدنا أن كشف هؤلاء الخونة مطلب شرعي ووطني، وأن التستر على أي من عناصر الجماعات الإرهابية أو الضالة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدور في فلكها أو يسير على نهجها في العمالة هو خيانة للدين والوطن، لأن هذه الجماعات وعناصرها الضالة المنحرفة خطر على الدين والوطن، وهم شر حيث حلوا وحيث ارتحلوا، فهم كالمرض الخبيث الذي يحتاج إلى البتر والاستئصال .


مدير الفتاوى التكفيرية: الإخوان اعتمدوا على الشائعات والمظلومية
وأكد مدير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة حسن محمد، أن قناة الجزيرة والقنوات الإخوانية تعمل على تكثيف المحتوى الخبري التحريضي ضد الدولة المصرية، وتعمل على نشر الشائعات والأخبار المغلوطة، كما تقوم باستضافة شخصيات متطرفة لديها أجندات سياسية معروفة للتحريف في إنجازات الدولة المصرية.


وأضاف خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم» أنها تعمل على استغلال بعض المنشورات والتغريدات والفيديوهات التي يتم يتداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهي معروفة بدوافعها الخبيثة وإعادة نشرها وتدويلها في تلك القنوات لنشرها على نطاق واسع، وتتبني القنوات التابعة للإخوان والجزيرة على التباكي والمظلومية التي تمثل سلاح الجماعة منذ نشأتها في التحريف والتضليل لكسب تعاطف الناس واللعب على عواطف الشباب. 

وذكر أن العنف لدى «الإخوان» لم يكن وليد اللحظة الراهنة، بل يعتبر استراتيجية متجذرة وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا في العديد من كتاباته ورسائله الموجهة إلى أنصاره، وسار على نهجها من بعده قيادات ومنظرو الجماعة كافة، وعلى رأسهم سيد قطب، وقد سعى «البنا» إلى شرعنة العنف من خلال إضفاء صبغة دينية عليه تحت دعاوى الجهاد لاستعادة الحكم الإسلامي، واعتبر العنف وسيلة لا غنى عنها في استعادة الحكم الإسلامي.


وأضاف أن المرشد الخامس للجماعة مصطفى مشهور اعترف بإرهاب الجماعة عندما قال في إحدى محاضراته: «نحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب ألا ننهزم نفسيا من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون»، كما نوعت بعد ذلك الجماعة في وسائلها الإرهابية منذ تأسيسها بدءا من التنظيم الخاص، كما خرج من عباءتها العديد من الشخصيات المتطرفة، كما لاحظنا بعد 2011 محاولات الجماعة فرض سيطرتها ووصايتها بالقوة على المجتمع، لولا ثورة 30 يونيو، كما شاهدنا عنف الجماعة لاحقا في العديد من الحوادث، وقد أثبتت السنوات الماضية صدق الرؤية المصرية تجاه الجماعة الإرهابية.