الرئيس يطرح طموحات القارة السمراء وهمومها على الجمعية العامة للأمم المتحدة

الرئيس عبدالفتاح السيسى
الرئيس عبدالفتاح السيسى

تقف مصر فى الأمم المتحدة لتعرض بكل قوة وصراحة هموم ومشاغل المنطقة بأكملها وفى القلب منها إفريقيا، فخلال رئاستها للاتحاد الأفريقى كانت حريصة على دعم كل دول القارة فى المحافل الدولية والتجمعات المعنية بالتنمية فى القارة السمراء.

وخلال مشاركتها السادسة فى اعمال الدورة 74 للامم المتحدة، يقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى تجربة فريدة فى السياسة الخارجية المصرية بحرصه على التواجد والمشاركة الفعالة فى اعمال إجتماعات الأمم المتحدة وايضاح موقف مصر تجاه العديد من القضايا باعتبارها قوة محورية فى اقليمها.

لا تهتم مصر فقط بالقضايا المطروحة عليها اقليميا مثل التنمية ومكافحة الارهاب ولكنها أيضا تشارك العالم تخوفه تجاه قضايا تغير المناخ وتسعى بكل السبل لدعم جهود الأمم المتحدة لملاحقة آثاره السلبية على حياة الشعوب.

ويرى مراقبون أفارقة ودوليون، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعات الدورة ٧٤ للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى تنطلق اليوم تمثل أهمية تاريخية لقارة إفريقيا، حيث يذهب الرئيس إلى نيويورك حاملا آمال وطموحات وهموم شعوب القارة الأفريقية لطرحها على مائدة المجتمع الدولى كرئيس للاتحاد الافريقي.

ويقول المحلل الاستراتيجى روبرت مالى، رئىس مجموعة الأزمات الدولية، أن الرئيس السيسى أمامه عدة أولويات كرئيس للاتحاد الافريقي، من أجل تحقيق السلام والاستقرار ودفع جهود التنمية فى القارة. وعلى رأس هذه الاولويات مواصلة جهود إصلاح الاتحاد الافريقى وتسوية النزاعات الأهلية فى العديد من الدول الافريقية إلى جانب التصدى لقضية الفقر.

ويشير المحللون إلى المشاركة الفعالة للرئيس السيسى فى اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فى فرنسا ومجموعة العشرين فى اليابان خلال الشهور القليلة الماضية. حيث حرص الرئىس على طرح وجهات النظر الإفريقية فى كل القضايا وشدد على ضرورة حشد الجهود الدولية لدعم خطط التنمية فى القارة وهو ما يؤكد أهمية مشاركة الرئيس فى اجتماعات  الجمعية العامة للأمم المتحدة من منظور مصالح القارة الافريقية.

وقد استبق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش مشاركة الرئيس السيسى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأكيد على اعتزام المنظمة الدولية التعاون مع الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقى لدعم جهود التنمية والسلام فى القارة.

وبحسب جدول اعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة فإن قضايا النزوح واللاجئين والإرهاب فى منطقة الساحل والصحراء بقارة إفريقيا والتنمية المستدامة ستشغل مساحة واسعة من المناقشات.

وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة إلى ارتفاع عدد النازحين فى القارة السمراء إلى أكثر من ٢٤ مليون شخص بنهاية ٢٠١٧.

وقال الأمن العام للأمم المتحدة انطوينو جوتيريش إن افضل طريقة لحماية اللاجئين  والنازحين هى منع الاسباب التى تدفعهم إلى مغادرة منازلهم. «وهذا يعنى معالجة الأسباب الجذرية الفقر والصراع والتمييز والاستبعاد بجميع انواعه. ووفق بيانات الأمم المتحدة تزايد عدد النازحين قسريا فى أفريقيا بمقدار ٤٫٦ مليون شخص عن عام ٢٠١٦ ليصل عددهم بنهاية عام ٢٠١٧ إلى ٢٤٫٢ مليون شخص وهو ما يمثل عبئا كبيرا على اقتصاد القارة والبيئة وطريقة حياة المجتمعات المضيفة.

وأشار جوتيريش إلى خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ وخطة الاتحاد الافريقى للتنمية لعام ٢٠٦٣  اللتين تسيران جنبا إلى جنب ويكملان بعضهما البعض، وفى صميمهما القضاء على الفقر.

وعلى صعيد مكافحة الارهاب فى القارة الافريقية وبخاصة فى منطقة الساحل والصحراء أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى مطالبة المجتمع الدولى بالمساهمة فى تمويل تشكيل قوة عسكرية تعمل فى دول هذه المنطقة لملاحقة الجماعات الإرهابية.

فى الوقت نفسه فإن مشاركة الرئيس السيسى فى اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتى بعد شهور من دخول اتفاقية التجارة الحرة لقارة أفريقيا التى لعب الرئىس دورا فعالا فى التوصل إليها حيز التنفيذ.

تعطى هذه المشاركة أهمية إضافية حيث ستكون الفرصة متاحة أمام الرئيس السيسى لاستعراض فرص التنمية والاستثمار فى مصر ودول القارة خلال لقاءاته الثنائية العديدة أو الاجتماعات الفرعية التى يشارك فيها على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.