عاجل جدا

طلبات مدارس أم جهاز عروسة؟!

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

فوطة، وصابونة، وفرشة شعر، وعلب مناديل مبللة وجافة، وجل مطهر ومنظفات، وشوك وملاعق وأكواب بلاستيك، وطقم ملابس داخلى وآخر خارجي.هذا ليس جهاز عروسة كما قالت احدى الأمهات فى تصريحاتها لمحررة فى الزميلة «اليوم السابع»، بل هى طلبات المدارس الخاصة لأطفال مرحلة رياض الأطفال، كل هذا طبعا بالإضافة للأدوات المكتبية، والتى لا تقل عن 15 كراسة وكشكول مختلفة الأشكال والأحجام، ومجموعة أقلام رصاص وجاف، وأقلام ماركر وكوريكتور، وعدة أساتيك وبرايات، وعلب ألوان مختلفة، إلى جانب اوراق الكانسون والجلاد الملون والتيكيت، وغيرها.
مطالب لا تقل تكلفتها عن خمسمائة جنيه للطفل الواحد، بخلاف المصروفات، والزى المدرسى وزى الألعاب، والكتب الخارجية، وبالاضافة لوحش الدروس الخصوصية الذى يلتهم الأخضر واليابس.
ماذا تفعل المدارس بكل هذه الطلبات، ولماذا تطلبها بصورة مجمعة ترهق الأسرة، ولماذا لا تترك لكل أسرة حرية شراء ما يحتاجه الطفل فى وقته، فالمؤكد أن طفل الحضانة والسنوات الأولى لا يستخدم كل هذه الأدوات، ولا نعرف من المستفيد الحقيقى من هذا المخزون الهائل الذى تحصده المدارس أول كل عام.زمان، كانت المطالب أقل والعلم أكثر، لأن المدارس كانت تهتم بجودة التعليم وكفاءة المدرس، لا بالتيكيت ونوع القلم وألوان الجلاد.
كان «خالد» حريصا على قراءة الأخبار والموضوعات العلمية التى أنشرها، وكان كثيرا ما يناقشنى فيها ويستفسر عن معلومات أكثر، وفى أحد الأيام قرأ لى حوارا مع طبيب كبد عالمى يحذر فيه من انتشار مرض الكبد الدهنى،  مؤكدا أنه الخطر القادم على كبد الإنسان بعد أن نجحنا فى السيطرة على فيروس سي، ويشرح الطبيب كيف يظل هذا المرض فترة طويلة دون أعراض حتى يصل الكبد إلى مرحلة التليف، ولا يصبح له علاج سوى زراعة الكبد،  وقتها جاءنى «خالد» فى مكتبى وطلب منى كقارئ تكرار الكتابة عن هذا المرض لتوعية الناس،  ومطالبة الدولة بأن تخصص له مبادرة ناجحة جديدة للقضاء عليه مثل فيروس سي،  ووعدته بالكتابة وطرح الفكرة باسمه باعتباره صاحبها،  لكنى علمت أمس أنه لاقى وجه ربه فجأة قبل أن أنفذ وعدى، رحم الله زميلى «خالد عبد المطلب»،  والذى كان صديقا لجميع العاملين، ووسيطا فى الخير لكل من يحتاج مساعدة، رحمه الله بخلقه وسماحته وابتسامته الدائمة التى كان يلقانا بها يوميا.