خواطر

يا ليت المسئولين عن مدننا وأحيائنا يتابعون ما يجرى فى مدن العالم (٢)

جلال دويدار
جلال دويدار

التحديث والتجديد يجب ألا يكون هدفا وغاية الا اذا كان مرتبطا بحل المشاكل وتسهيل حياة المواطنين وضمان راحتهم واستقرارهم. ان التحرك على هذا المسار لابد ان يعتمد على الدراسة والبحث واستطلاع آراء الخبراء والمستهدفين بهذه الجهود. ان غير ذلك يدخل فى مجال العشوائية واهدار المال العام وهو الأمر الذى يستحق المحاسبة.
إن دافعى للتطرق إلى هذه المبادئ يعود إلى ما هو مثار بشأن الاعمال التى يشهدها حى مصر الجديدة. انها تشمل ازالة المترو وتغيير وتشويه معالم الشوارع والميادين. ما يجرى ازعج سكان الحى الذى خططه البلجيكى البارون إمبان وجعل منه كيانا مميزا للحياة.
من هذا المنطلق فإنه يستوجب الحرص والرعاية عند التفكير فى اجراء أى تغيير فى ركائز هذا التخطيط ذى الطابع الخاص تجنبا للمساس بمقوماته الجمالية. بعد الملاحظات التى أبدتها الدكتورة جليلة القاضى أستاذ التخطيط العمرانى التى اشرت اليها فى مقال سابق تعبيرا عن الانزعاج بشأن ما يقوم به المسئولون عن حى مصر الجديدة بزعم التحديث والتطوير. فى هذا الاطار تلقيت الرسالة التالية على بريدى الإلكترونى من الاستشارى العمرانى ماجد حسنى.
تقول الرسالة:
.... جلال دويدار
الحاقا لمقال يوم الجمعة الماضى حول ما يجرى فى حى مصر الجديدة.. احب ان أشير الى أننى زرت براغ عاصمة دولة التشيك للسياحة وبحث عرض من احدى الشركات هناك لإقامة خط مترو داخل احد المشروعات التى كنّا نقوم بتنفيذها.
لمشاهدة ما هو مطبق فى العاصمة التشيكية تمت دعوتى للقيام بجولة فى المدينة. كان الهدف اطلاعى على نظم المواصلات وبالأخص المترو والترولى وعمليات التحكم فى إشارات المرور بواسطة التكنولوجيا الحديثة. تبين لى خلال جولتى وعلى الطبيعة انضباط المواعيد بصورة دقيقة. هذا النظام ادى إلى تشجيع المواطنين التشيك على تفضيل استخدام المواصلات العامة بدلا من سياراتهم الخاصة. هذا الامر ساهم بشكل كبير فى تسهيل حركة المواصلات وانسيابها. حدث ذلك نتيجة الالتزام بالمواعيد واتخاذ كل ما يلزم لضمان أمان وراحة مستخدمى المواصلات العامة.
بعد هذه الرسالة فإننى أضيف اليها ان العاصمة النمساوية فيينا التى تعد واحدة من اعرق العواصم الأوربية مازالت تفخر بتسيير الترام فى شوارعها.
ياليت مسئولينا الهواة الذين تسند اليهم مهمة إدارة شئون مدننا وأحيائها ان يتعلموا ويجاروا هذه النماذج فى حل المشاكل والحفاظ على التراث الجمالى.