«مجرى العيون».. رحلة انتشال من «القمامة» إلى العالمية

سور مجرى العيون - صورة أرشيفية
سور مجرى العيون - صورة أرشيفية

 

«سور مجرى العيون» شاهد على تاريخ يقترب من نحو 10 قرون من زماننا الذي نعيش فيه، 875 عاما تفصلنا عن تاريخ بنائه على يد السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب «صلاح الدين الأيوبي»، ليبقى أثرا بعد عين لتعمل أجهزة الدولة حالياً على قدم وساق، لتطويره ضمن منطقة الفسطاط وتحويله إلى مزار سياحي مع إقبال عام 2020. 

 

سور مجرى العيون مجرى مائي مرفوع وسور يوجد في منطقة مصر القديمة يبدأ من فم الخليج إلى باب القرافة بالسيدة عائشة، ويعرف باسم قناطر المياه، وقام بإنشائه السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب «صلاح الدين الأيوبي»، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من سنة 565 هـ  1169 م إلى سنة 589 هـ  1193 م.

 

وجدد «سوار مجرى العيون» السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 هـ - 1312 م، ثم أقام له السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

 

لم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شيئاً غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، كان قد استغل فيها سور القاهرة الذي عمله وجعل مجرى المياه علوه، أما القناطر الحالية فقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم «اسطبل عنتر» تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد على باشا أثناء حكمة إلى «جبخانة» للسلاح

 

تتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة وقد بنى هذا السور من الحجر «النحيت» وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر «العقود المدببة» كانت تنتهي بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغوري أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.

 

«مشروع إحياء سور مجرى العيون»

مشروع متكامل لتطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به يتبناه جهاز التنسيق الحضاري بالمشاركة مع محافظة القاهرة وهيئة الآثار ووزارة السياحة، الهدف إعادة السور لسابق عهده كأقدم سور تاريخي ووضعه على خريطة السياحة العالمية.

 

وكان سور مجرى العيون قد مضى على إنشائه أكثر من خمسمائة عام. والحكومة تعمل وفق نظام متناغم لتطوير السور لأن التعديات كبيرة والمخالفات تتزايد يومًا بعد يوم، يشمل المشروع ترميم الأجزاء المتهدمة وإحياء السواقي الإضاءة بالليزر وإقامة الحدائق والاستراحات والكباري المعلقة إلى جانب مرسى على النيل يربطه بالمناطق السياحية الأخرى.

 

وعلى مدى السنوات السابقة تحول سور مجرى العيون إلى مقلب للقمامة وحظائر للحيوانات وأصبح غير موجود على الخريطة السياحية.