دافع عن كرامته فمات شهيدًا.. قصة طفل أبكى أهالي قنا

 أحمد سيف الأحمر
أحمد سيف الأحمر

لم يعلم الطفل الذي ينتمي إلى قبيلة الأشراف، أحد أهم قبائل قنا، أن يلقى مصيره بهذه الطريقة الوحشية، التي هزّت محافظة قنا بأكملها، وحزن الجميع على وفاة الطفل، ووصفوه بالملاك البريء وعصفور الجنة، وطالبوا بالقصاص من القاتل وإعدامه في مكان عام، بالرغم من كونه حدث لا يتعدى الثامنة عشر من عمره.

هنا في مدينة قنا، حيث يقطن أحمد سيف الأحمر، 11 عامًا، مع أسرته، المشهود لها بالاحترام وحسن الخلق، يلهو الطفل مع أصدقائه مع أصدقائه، يذاكر بجد حتى يجتهد فلعله يلتحق بكليات القمة مثله مثل العديد من أقاربه، كان حلم أسرته أن يرونه متفوقًا ينتظرون بشغف أن يكبر أمام أعينهم، دائمًا ما يحسنون تربيته كعادتهم، إلا أن حلم الفرحة أصبح كابوسًا يطاردهم بداية من لحظة تغيبه حتى العثور على جثته قتيلًا.

بداية القصة

خرج الطفل يوم الجمعة الماضية، عقب الظهر من منزله، لشراء احتياجات لمنزله، خرج يلهو وترفرف روحه أرجاء المكان كعادته، لأنه معروف بصفة "روحه حلوة"، يبتسم أمام الجميع، حتى أصبح محبوبًا لدى جميع من يراه.

خرج ولم يعد، بهذه الكلمات التي سجلها أقاربه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مطالبين الجميع بالمساعدة في البحث عنه، هرول أقاربه في كل مكان محيط بالمنطقة التي يقطن بها، ولكن لم يجده أحد، حتى جن الليل، استخدم أقاربه كل الوسائل وعرضوا مكافأة مالية ضخمة لمن يعثر عليه، حتى يعود مرة أخرى في أحضان والديه وأن تنطفي نار الحسرة على تغيبه.

استمر البحث قرابة 4 أيام، في كل مكان، البعض غير حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بصورة الطفل أحمد،  وامتلأت صفحات قنا بصورته، وسط دعاء من الجميع بأن يعود لأهله سالمًا، ولكن الأمر أصبح مخيفًا للجميع، خاصة مع دخول المدارس وانتشار شائعة خطفه وذبحه تارة لتجارة الآثار و "فتح القية"، والتارة الأخرى، بأنه قُتل لسرقة أعضائه، انتشر الخوف جميع أنحاء قنا، خاصة مع انتشار صورة الطفل على فيسبوك بصورة كبيرة، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية لتكثيف التحريات لكشف غموض الواقعة واللغز الذي حير الجميع.

العثور على الجثة

وعثرت الأجهزة الأمنية بقنا، على جثة الطفل، بعد تغيبه بقرابة 4 أيام، أسفل منزل، بمنطقة السوق الفوقاني، بمدينة قنا، موضوع عليها كمية من الرمال، وباب، ظن البعض وقتها أنه سقط من طابق أعلى، ولكن بعد تلاحظ وجود خنق في رقبته، كثفت الأجهزة الأمنية من تحرياتها وجندت مصادر سرية، حتى كشفت الواقعة في بضعة ساعات.

ضبط المتهم واعترافاته

وتمكنت قوة أمنية، قادها اللواء محمد ضبش، مدير المباحث الجنائية، والرائد محمد إيهاب، مفتش مباحث قنا، والرائد محمد مغربي، رئيس مباحث بندر قنا، والنقيب أحمد حماد، معاون أول مباحث البندر، من ضبط المتهم بالقتل، وهو ابن حارس العقار، الذي عثر على جثة أحمد بداخله.

 

واعترف المتهم، بأنه قتل أحمد، بعد أن حاول التعدي عليه، مستغلًا عدم وجود عمال في العقار ظهر الجمعة، إلا أن المجني عليه رفض بشدة أكثر من مرة، مما دفعه إلى تكبيل يديه بسلك كهربائي، وبعد مشادات بينهما، قام بخنقه بسلك كهربائي، وأثناء محاولة المجني عليه، الهروب منه، ألقاه في "منور" العقار، من الطابق الخامس، وسقط قتيلًا، وقام بوضع رمال على جثته وباب، في محاولة لإخفاء الجثة، إلا أنه بعد 4 أيام تم اكتشاف الواقعة، بعد أن خرجت رائحة كريهة من "منور العقار".