أفكار متقاطعة

فكرة لإراحة المواطنين

سليمان قناوى
سليمان قناوى

تظل حجة المرتشى الصغير واحدة فى كل المصالح والمؤسسات والمستشفيات وهى: أعيش منين أنا وأولادى. المرتب يدوب يكفى اسبوع.. الاسعار نار». وحتى نبطل هذه الحجة التى تعذب الكثير من المواطنين الذين يتكبدون ما لا يطيقون عند دفع المعلوم أو الشاى أو«حسنتنا» أو ضريبة «كل سنة وانت طيب». علينا تطبيق الفكرة البسيطة التى بدأتها شركة مصر للطيران وقضت بها على المحسوبية. الفكرة هى خدمة اسمها «أهلا» تستطيع من خلالها دفع رسوم رسمية للشركة مقابل أن يتولاك أحد موظفى مصر للطيران منذ لحظة وصولك المطار فتجد سيارة فى انتظارك عند مهبط الطائرة تحملك إلى استراحة أنيقة مزودة بالمشروبات والوجبات الخفيفة، وأثناء ذلك يتم انهاء اجراءات وصولك من ختم الجواز واحضار الحقائب إلى أن يحملك إلى سيارتك مرتاحا دون الوقوف فى طوابير الجوازات او على سير الحقائب. قضت مصر للطيران بذلك على الباب الخلفى للقيام بكل هذه الخدمات دون أن يدخل مليم لخزينتها. فى الوقت الذى تصل فيه لجيوب بعض المرتشين الصغار. تعالوا نطبق نفس الفكرة فى جميع المصالح الحكومية المختلفة بتخصيص مراكز للخدمة المميزة التى تستطيع عبر مكتب واحد تجلس فيه مستريحا أن تنهى مصلحتك مقابل تحصيل رسوم لهذه الخدمة، على ان يخصص نسبة كبيرة من هذه الرسوم كحوافز للموظفين الذين يؤدونها وتكون تعويضا مناسبا ومعادلا لما كانوا يحصلون عليه من رشوة حتى تغنيهم هذه الرسوم الحلال عن الرشوة الحرام. ويجب تخصيص عدد كبير من المنافذ لهذه الخدمات المميزة حتى لا يتكدس فيها الجمهور وينتفى السبب من وجودها. وعلى الجانب الآخر سيسارع كل الموظفين للانضمام لهذه الخدمة التى تجنبهم الوقوع تحت طائلة القانون لو ضبطوا بتقاضى الرشوة. وسيدفع المواطن طالب الخدمة هذه الرسوم الاضافية وهو راضٍ، لأنها تجنبه التعامل مع اشباح الاقتصاد السرى الذين ينتشرون حول شبابيك التعامل مع الجمهور لتخليص مصالحهم والذين يغالون فيما يطلبونه من رشوة عكس الرسوم الرسمية لهذه الخدمة التى ستكون محددة، كما ستجنب المواطن ايضا أن يدخل دائرة الحرام باعتباره راشيا» لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى والمرتشى». جربوها فهى تبطل حجة المرتشين وتحقق لهم دخلا حلالا وايضا عائدا للدولة وتريح المتعاملين مع المصالح الحكومية.