بأقلام الأشقاء

الكويـت ومصـر للأبـد

    بقلم : جاسـم محمـد كمـال
بقلم : جاسـم محمـد كمـال

جاسـم محمـد كمـال

لا يختلف أثنان على وجه هذه المعمورة على أن العلاقات الكويتية المصرية علاقات ذات جذور ضاربة بأعماق التاريخ وهى من أفضل وأرقى الصور للعلاقات بين الدول مجسدةً من خلالها الأخوة العربية بين البلدين الشقيقين بشكل فعلى وواقعى وعملى كون التعاون وتبادل الخبرات بكل سبل الحياة مما يخدم البلدين والشعبين، وكل هذه العلاقات الأخوية جاءت على مدى العقود والمواقف الحقة عند الشدائد للبلدين والشواهد التاريخية كثيرة على هذا والذى يزيد قوتها بين فترة وأخرى تلك الأصوات الشاذة التى تغرد بين فترة وأخرى محاولة ضرب وخلخلة هذه العلاقة الأخوية الكبيرة ولكن على مدى عمر هذه الأخوة كان لقادة البلدين أفضل الأثر لمحاربة هذه الأصوات الشاذة ودحرها فى مكانها وما لها أى نتيجة سوى تقوية أواصر الإخوة بين الشقيقين الكويت ومصر.
والعلاقات السياسية الأولية بين الدولتين بدأت بالتزامن مع الحراك السياسى والشعبى فى مصر بعام 1919م حينما زار نائب الحاكم فى ذلك الزمن الشيخ أحمد الجابر القاهرة والتقى السلطان حسين كامل ملك مصر وقتها بعد الحرب العالمية الأولى وأجروا مباحثات ثنائية، وزار وزير المعارف الشيخ عبدالله الجابر الصباح القاهرة بعام 1953م وكان باستقباله بالمطار كل من اللواء محمد نجيب رحمه الله والرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله،  وبعام 1959م افتتح بيت الكويت بالقاهرة بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله وقبل ذلك عام 1942م وقد بدأت العلاقات الثقافية رسميا بالبعثة التعليمية الكويتية لمصر بالاتفاق بين وزير المعارف الدكتور طه حسين ومدير إدارة المعارف الكويتية بذلك الزمن، وبالعدوان الثلاثى على مصر عارض الكويتيون بشدة العدوان على مصر، وبادرت القيادة الكويتية وقتها بدفع تبرعات كثيرة يصل إجماليها 700 ألف روبية كمساهمة لرفع وتخفيف أضرار العدوان الثلاثي، وعند إعلان الوحدة بين مصر وسوريا بعام 1958م أعلنت الكويت دعمها لتلك الوحدة بالكامل، وعند استقلال الكويت فى عام 1961م أرسل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله برقية للشيخ عبدالله السالم الصبح رحمة الله أمير الكويت قال فيها (فى هذا اليوم الأغر الذى انبثق فيه فجر جديد فى تاريخ الوطن العربى باستقلال الكويت وسيادتها ليسرنى أن أبادر بالإعلان عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة وعظيم اغتباطهم بهذا الحدث التاريخى المجيد) .. وعارضت مصر وقتها تهديدات المقبور الرئيس العراقى عبدالكريم قاسم بضم الكويت للعراق وأصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بيانا قال فيه (إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية فى كل من البلدين وبناء على طلبهما معا ومصر ترفض منطق الضم)، وأيدت مصر طلب الجامعة العربية وشاركت بالقوات العربية للدفاع عن الكويت كما شاركت الكويت بحرب 1967م وحرب 1973م واختلط الدم الكويتى بالدم المصري، ولكوننا أشقاء بالرخاء ووقت المحن كان الموقف المصرى موقف الأبطال بقيادة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك أثناء الغزو العراقى عام 1990م للكويت على المستويين الرسمى والشعبى الرافض الكلى لهذا الغزو البغيض وجاء موقف مصر تجاه الكويت أثناء الغزو من منطلق القومية العربية وكان الموقف المصرى حاسما منذ اللحظة الأولى على المستويين السياسى والعسكرى .
واليوم ونحن نعيش زمن الحب المستمر بين الأشقاء الكويت ومصر بقيادة سيدى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وشقيقه رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الرئيس/ عبدالفتاح السيسى حفظه الله نجد استمرار الزيارات الأخوية بين القائدين العربيين وآخرها الزيارة التى كانت قبل أيام قليلة فى 2019/8/31م فرحت وسعدت الكويت قيادة وشعبا بوصول الرئيس السيسى للكويت ليكون ضيفاً عزيزاً وغاليا على أخيه سمو أمير البلاد رعاه الله، وهى الزيارة الثالثة بعد الزيارتين الأولى كانت بعام 2015/1/5م والثانية فى 2017/5/7م ولذا أقول كمواطن كويتى أهلا بالرئيس السيسى وأهلا برمز مصر الشقيقة أنت بين أهلك وأخوانك حللت أهلا ورحبت سهلا، ولا يصح إلا الصحيح .

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي