ذكرى ميلاد إسماعيل ياسين| عمل صبيًا في مقهى بحثًا عن لقمة العيش

إسماعيل ياسين
إسماعيل ياسين

تحل اليوم 15 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان إسماعيل ياسين المُلقب بـ«أبو ضحكة جنان»، حيث ولد في محافظة السويس في 15 نوفمبر من عام 1912.

انتقل «سمعة» إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء، فاقتحم عالم التمثيل عام 1939 عندما اختاره فؤاد الجزايرلي للمشاركة في فيلم «خلف الحبايب».

وامتلك إسماعيل ياسين الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض، حيث أنه مطرب و‌مونولوجست وممثل، لم يكن وسيما ولا جذابا في هيئته أو ملامحه، لكنه جذب قلوب الملايين وانتزع منهم ضحكاتهم، حيث قدم أعمالا كثيرة رسمت البسمة على وجوه المشاهد المصري والعربي.

«سمعة» هو أحد رواد فن المونولوج في مصر، والفنان الوحيد الذي اقترنت الأفلام باسمه، توفي والده وهو في سن صغيرة، فهجر المنزل خوفا من بطش زوجة أبيه، واضطر للعمل مناديا أمام أحد محال بيع الأقمشة لتحمل مسئولية نفسه.

عشق منذ صغره أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب، وحلم أن يكون منافسا له، وعندما بلغ عامه السابع عشر اتجه إلى القاهرة وعمل صبياً في أحد المقاهي بشارع محمد علي وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية، ثم التحق بالعمل مع أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت، ولكنه لم يجد ما يكفيه من المال فتركها وعمل وكيلاً في مكتب أحد المحامين بحثاً عن لقمة العيش.

ذهب إلى بديعة مصابني، وانضم إلى فرقتها كمونولوجست بعد أن اكتشفه المؤلف الكوميدي "أبو السعود الإبياري" الذي كون معه ثنائيا ناجحا، وكان شريكاً له في مشواره الفني، وتألق في إلقاء المونولوج 10 سنوات من عام 1935 إلى عام 1945، حتى أصبح يقدمها في الإذاعة، ولعب الدور الثاني في مجموعة من الأفلام من أشهرها "علي بابا والأربعين حرامي، ونور الدين والبحارة الثلاثة، والقلب له واحد".

استعان به أنور وجدي في معظم أفلامه، وأنتج له أول بطولة مطلقة عام 1949 في فيلم "الناصح" أمام ماجدة، ثم سعى المنتجون للتعاقد معه بعد أن أصبح نجما لشباك التذاكر، وكان يقدم قرابة الـ16 فيلماً في العام الواحد.

كون الفنان الراحل ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية مع المؤلف أبو السعود الإبياري، والمخرج فطين عبد الوهاب، وقدم أكثر من 482 فيلماً من أبرزها "إسماعيل يس في الجيش، وإسماعيل يس في الأسطول، وإسماعيل يس في مستشفى المجانين، وابن حميدو، والعتبة الخضراء، والستات ما يعرفوش يكدبوا، وملك البترول، والمجانين في نعيم".

أصيب في العقد الأخير من حياته بمرض القلب فتعثر مشواره الفني وابتعد عن الفن وانحسرت عنه الأضواء تدريجياً، كما تراكمت عليه الضرائب وأصبح مطارداً بالديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966م، ثم سافر إلى لبنان وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج، وعندما عاد إلى مصر عمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل حتى وافته المنية يوم 24 مايو عام 1972م إثر أزمة قلبية حادة.