أصبحت «مزارات سياحية» للأطفال.. حكاية أول محطة نووية في العالم

 اول محطة طاقة نووية في العالم
اول محطة طاقة نووية في العالم

في أبجديات الألفية الثالثة، لا تغفل الدول العظمي عن سلاح النووي، بعضها يستخدمه في أطر سلمية، وأخرى توظفه في تحقيق أهداف عسكرية، غير أن ما لا يختلف عليه اثنين أن هذا التوجه يشغل جميع دول العالم، حتى بلاد العالم الثالث- كما يصفونها.

 

أول محطة نووية
وبالعودة إلى الوراء، وتحديدًا عند إنشاء محطة الطاقة النووية الأولى عالميًا، مطابقة لمعايير التصميم، فوضعت اللبنة الأولى لها في أكتوبر عام 1954، وتم توصيل التيار الكهربائي المولد من أول محطة للطاقة النووية فى العالم عبر شبكة الكهرباء للمستهلكين.


بدأ تأريخ بناء المحطة النووية الأولى في العالم، في أكتوبر 1945، حيث استعرضت اللجنة الفنية التي أنشئت في إطار مجلس مفوضي الشعب في الاتحاد السوفيتي في المديرية الرئيسية الأولى مذكرة للأكاديمي بيتر كابيتسا "حول استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية"، ثم تولى رئيس أكاديمية العلوم سيرغى فافيلوف القيادة العامة للعمل على الذرة السلمية، وبعد ذلك وضح إيجور كورشاتوف أفكاره حول إمكانية استخدام مفاعلات الجرافيت المخصب باليورانيوم لإنتاج الكهرباء. 

 

حكومة الاتحاد السوفيتى
وفى 16 مايو 1949 أصدرت حكومة الاتحاد السوفيتى، إنشاء أول محطة للطاقة النووية، وتم تعيين كورشاتوف، الذي يعرف بأحد أهم علماء الطاقة الذرية في الاتحاد السوفيتي ، مشرفًا على البحوث، وتم تعيين نيكولاي دول ليزال مصممًا رئيسيًا للمفاعل، وفى مايو 1950، أصدرت الحكومة قرارًا بشأن بدء العمل في بناء أول محطة للطاقة النووية، وبعد مرور عام، تم حل مسألة مكان بنائه، حيث صدر القرار الثاني لمجلس وزراء الاتحاد السوفيتي في عام 1951 بوضع التدابير اللازمة لبناء أول محطة للطاقة النووية.

 
بدء المفاعل النووي 1946
بدء المفاعل تم تعيين 4 موظفين لتناوب العمل بالمفاعل، حيث ترأس المجموعة الأولى عالم الفيزياء النووية السوفيتي دوبوفسكى، الذي كان لديه خبرة في تشغيل أول مفاعل F-1 في الاتحاد السوفيتي، والذي تم تنفيذه تحت إشراف كورشاتوف في 26 ديسمبر 1946، ثم عين نيكولايف مديراً لأول محطة للطاقة النووية، وحاز الموظفين الأربعة على جائزة لينين لمشاركتهم في بداية تشغيل المحطة وتطويرها.

 
 الطاقة النووية
منذ عام 1956، تم إجراء العديد من الدراسات فى المحطة لإنشاء مفاعلات لأغراض مختلفة لضرورة إنشاء محطات أكثر قوة، ومنذ عام 1956 أصبحت المحطة مفتوحة للوفود السوفيتية والأجنبية. 
  

خروج المفاعل من الخدمة
بحلول عام 2000، فاقت عمليات التشغيل لمحطة أوبينسك للطاقة النووية، التى خدمت 48 عامًا من التشغيل، لتحقق عمرًا افتراضيًا أطول مما كان مخطط لها بـ18 عامًا، وأصحبت غير مجدية اقتصاديا، وبالفعل تم إيقاف المفاعل فى 29 إبريل 2002.

 

مركز إشعاع ثقافى نووى
أصبحت المحطة فى الوقت الحالى إلى جانب عمليات وقف التشغيل، مجمعًا تذكاريًا ومركزًا تعليميًا، حيث تستضيف العديد من الرحلات الاستكشافية لأطفال المدارس والطلاب كما تزورها أيضا وفود الأجنبية.

ويستقبل المجمع سنويًا أكثر من 5 آلاف زائر، ما بين رؤساء الوزارات والإدارات المختلفة، بما فى ذلك وزراء الدول الأجنبية، وموظفو شركات مؤسسة روسآتوم الحكومية، وطواقم الغواصات النووية، وخريجو الأكاديميات العسكرية، والدارسين للطاقة النووية وغيرهم.