«الحروب السيبرانية» الأكثر دمارًا.. والأقل دموية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عندما نسمع كلمة «حروب» أول شئ يخطر ببالنا هي الحروب المسلحة، فتاريخ البشرية ملئ بالكثير من الحروب الدامية، التى راح ضحياتها مئات الآلاف من الأشخاص.


فحديثا ومع التطور التكنولوجي الكبير الذي أصبح ثمة عصرنا، بات الجميع يغشى الحروب لما يتكبده العالم من خسائر لا تعد ولا تحصى، وهو ما دفع لظهور نهج جديد من الحروب؛ ظهر خلال العشر سنوات الماضية، يتعمد المنهج الجديد في الحروب على الإنترنت بدلا من الدبابات والمقاتلات الثقيلة، وهو نظام غير مكلف مادياً للدول؛ لكن يتمد صداه لأكثر بكثير من النظم الأخرى.

نرصد خلال التقرير الآتي أحد أشكال الحروب الإلكترونية التي أًصبحت أشهر الحروب التي تستخدمها الدول والمنظمات مع خصومها..

الحروب السيبرانية

هي أحد أنماط الحروب الإلكترونية، وهي إجراء عسكري يتضمن استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية للتحكم في المجال الذي يتميز باستخدام الإلكترونيات والطيف الكهرومغناطيسي لاستخدام البيانات.

أهداف الحروب السيبرانية

 تستهدف الحرب السيبرانية البنية التحتية للمعلوماتية للقطاعات العسكرية والحكومية والاقتصادية، كما تستهدف تغيير البيئة الثقافية والفكرية للخصوم.

تستخدمها الحكومات والأفراد كسلاح استراتيجي، وأداة هامة في الحروب الحديثة بين الدول.

مخاوف العالم من الحروب السيبرانية

كلما كانت الدول متقدمة وتعتمد على الانترنت، والخدمات الإلكترونية في مؤسساتها العظمى، كلما ازادت مخاوفها من الحروب السيبرانية، فمع التصاعد المستمر وتطور أدوات البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة، كلما كانت خطورة انتشار الهجوم السيبراني أسرع وأقوىوأكثر تدميراً.

 «أكثر دماراً من التفجير الذري..باستطاعته تدمير أنظمة الإلكترونيات، ومحطَّات ضخ المياه، والهواتف، ومحطات الإذاعة والتلفزة، وتوقُّيف الاتصالات، وانهيار الأنظمة المالية» .. هذا ما قال عن مخاوف الهجوم السيبراني في تقرير أعدته لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان البريطاني.

الأمن السيبراني في مصر

 منذ سنوات كثيرة مضت أدرك الجميع خطورة الهجمات الإلكترونية، ومدى التهديدات التي تتعرض لها الدول والبنوك والشركات الكبرى؛ نتيجة اختراقها.

 وبدورها أدرك مصر خطورة الهجمات السيبرانية، فقام الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بتأسيس «المركز المصري للاستجابة لطوارئ الإنترنت والحاسب» في أبريل 2009، وهو مركز مكون من 40 فريق متخصص بدوام كامل على مدار 24 ساعة؛ يقدم الدعم الفني لحماية البنية التحتية الحيوية للمعلومات.

وفي يونيو 2017، احتلت مصر المركز الرابع عشر عالمياً في مؤشر قياس استعدادات الدول في مجال الأمن السيبراني، الذي أصدره الاتحاد الدولي للاتصالات، والمرتبة الثانية على مستوى المنطقة العربية والإفريقية.

الدول العظمى تتعرض للهجمات السيبرانية

لم تنجو الدول العظمى ومؤسساتها من الهجمات السيبرانية،وعلى الرغم من العمل على تحسين الأمن السيبراني ألا أن التدابير الوقائية غير مجدية ولا تنجح دائماً في الوقاية، في كثير من الهجمات.

نرصد أبرز الهجمات التي تعرضت لها بعض دول العالم..

في أكتوبر 2018 أعلن المتحدث باسم البنتاجون المقدم جوزيف بوتشينو، أن خرقا حدث لبعض «المعلومات تحدد الهوية الشخصية» بعدما تم اختراق موقع«متعهد تجاري واحد».

جدير بالذكر أن وزارة الدفاع الوطني الجزائرية تتعرض يوميا لـ 3500 محاولة إختراق لمواقع قيادات قواتها ومديرياتها المركزية، بمعدل 130 ألف محاولة إختراق في السنة، من قبل عصابات «الهاكرز».

وحسبما ذكر تقرير لشركة «ويبروت سوفتوير» أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث تعرض مواقعها لهجمات القراصنة.

ولم نغفل أبرز الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها أجهزة الحاسب الإيرانية عام 2010، بهدف إلحاق الضرر بأجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم في بعض المنشأت النووية الإيرانية.

واتهمت طهران الولايات المتحدة الأمريكية، بشن هذة الهجمات.

أما في ألمانيا استطاع شاب يبلغ من العمر 20 عاما، ليس مخضرم بالقرصنة الإلكترونية، تنفيذ أكبر عملية تسلل الإلكتروني في تاريخ ألمانيا.

وطالت هذة الهجمات بيانات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من الشخصيات العامة، وهو ما سبب حرجا كبير لسلطات الأمن الإلكتروني وصف بـ«الفضيحة الأكبر»، وبحسب بيان للحكومة الألمانية، فإن هذا الهجوم، استخدِمت فيه أحصنة طروادة Trojan Horse، كانت مُخبَّأة داخل مُستندات «مايكروسوفت وورد»، وملفَّات «باور بوينت»، وانه لولا سرعة اكتشاف الهجوم، والتدخُّل السريع من المسؤولين الأمنيين لسرِقة أكثر من 1000 جيجا بايت من البيانات الحساسة.