ضحايا داعش من النساء.. تعددت الأسماء والرواية واحدة

صورة مجمعة لفتيات هربن للإنضمام لداعش
صورة مجمعة لفتيات هربن للإنضمام لداعش

«ليندا وينسل»..اسم واحد بين أسماء أخرى كثيرة لنساء هن ضحايا لتنظيم داعش الإرهابي في الفترة التي سعى فيها لاستقطاب الشباب والفتيات القُصر من مختلف دول العالم لينضموا لما كانوا يطلقون عليه وقتها «الدولة الإسلامية في سوريا والعراق».


كان عمر وينسل حوالي 17 عامًا عندما لاحظت عائلتها –المسيحية- تحول سلوكها واهتمامها بالأفكار الإسلامية، ثم بالتدريج أصبحت أكثر تمسكًا بها وأعلنت أنها اعتنقت الديانة الإسلامية.


الرواية كما عاشتها الأسرة..تمثلت في أن ابنتهم المراهقة سرقت أوراق والدتها وزوت ما تحتاجه للسفر من ألمانيا، حيث ولدت إلى اسطنبول ومن هناك إلى الدولة الإسلامية.

 


ما كُشف لاحقًا، هو أن وينسل كانت تتحدث عبر الإنترنت مع عدد من الفتيات المتشددات دينيًا وتحديدًا فتاة سورية اقنعتها بضرورة الهرب من بيتها للانضمام للتنظيم الإرهابي، والزواج من أحد الشباب المنضمين للتنظيم من الشيشان.


رجل لم تعرفه من قبل، «بلا مراسم أو احتفال» -وفقًا لتصريحاتها لصحيفة التليجراف البريطانية عام 2017- وجدت نفسها زوجته.


«كنت أقضي معظم أوقاتي مع بقية النسوة، غالبًا من أجل إعداد الطعام والاهتمام بالأطفال، وهما أمران لم أكن أحبهما»..هكذا وصفت وينسل حياتها مع تنظيم داعش خلال الفترة التي بدأتها عام 2016 وأنهتها  في 2017، مع مقتل زوجها وإلقاء القبض عليها بواسطة القوات العراقية التي رضت تسلميها وفضلت محاكمتها في بغداد.


«صورتي انتشرت ولن أحظي بأي حياه حال عدت إلى بلادي»...على الرغم من ندمها على الفترة التي أصبحت فيها جزءًا من تنظيم إرهابي، إلا إن ليندا وينسل تعلم جيدًا أن هذا الندم لن يعيد لها حياتها السابقة، ولن يجعلها تعود للمجتمع من جديد، وهو ما أكدته في تصريحاتها خلال الحوار الذي أجرته معها التليجراف.


وصفت وينسل نفسها بـ«الغباء»، قائلة: «لا أعلم من أين جاءتني هذه الفكرة التي دمرت حياتي».


في فبراير 2018، حكمت محكمة عراقية على وينسل، أو التي لُقبت بعد ذلك بـ«قناصة داعش» -نتيجة لما صرحت به السلطات العراقية بأنها حصلت على تدريب خاص-، بالسجن لمدة ست سنوات؛ «سنة حبس لدخولها العراق بصورة غير مشروعة و 5 سنوات فقط، لكونها قاصرا، لانخراطها مع داعش».


وينسل ليست الوحيدة


و لا تعتبر وينسل هي الفتاة الوحيدة التي تنخدع بأفكار داعش المتطرفة؛ فقد تعددت وجوه الضحايا وإن كانت قصصهم جميعًا متشابهة، والجاني واحد.


«ليندا وينسل أو قناصة داعش»..«شاميما بيجوم أو عروس داعش» .. و «الأمريكية هدى مثنى»، كلهن ضحايا خدعتهن وعود «داعش» الكاذبة والمزيفة بدولة تحكمها الشريعة الإسلامية، لكن كل من ذهب إليها عرف بعد مرور الوقت أنه خُدع، وأنه من غير المنطقي أن يجتمع من يدعو للدين ومن يخطط للإرهاب في مكان واحد.


فكل هؤلاء الفتيات خُدعن بنفس الطريقة ليهربن من عائلاتهن ذاهبين إلى التنظيم الإرهابي.


فقالت بيجوم، أو «عروس داعش»، إنها تعرضت لـ«غسيل دماغي» من قِبل تنظيم داعش، مشيرة إلى أنها لم تصرح بهذا من قبل نتيجة شعورها بـ«الخوف».

 


وأوضحت إنها قررت الانضمام للتنظيم المتطرف بينما كانت مراهقة لايزال عمرها أقل من 19 عامًا. وتابعت، أنها في الليلة التي هربت فيها من أهلها أخبرتهم إنها ذاهبة في رحلة مدرسية، إلا أنها سافرت إلى تركيا، ومن هناك دخلت إلى سوريا.


وأكدت الفتاة البريطانية -التي قررت الحكومة إسقاط الجنسية عنها-، أنها تشعر بالأسى والأسف تجاه كل ما حدث وكل ما فعلته، وأنها تريد العودة لبريطانيا رغم كل شيء، رغبة منها في الحصول على «فرصة ثانية للحياة»، فقد جاءت إلى سوريا بعد ن تعرضت لـ«غسيل دماغي..حيث لم يكن لديها ما يكفي من الحقائق.»