مشوار

الأوطان.. أتعرف كيف تقوم؟

خالد رزق
خالد رزق

هل تعرف من الذى يحمى الوطن الأرض وفيها بيتك والناس وأنت منهم.. أجيبك بالحاضر عندى وعندك فوراً هم الجيش أبناؤنا فى خدمة العلم والشرطة أبناؤنا فى خدمة المجتمع..، بديهى أن نتفق فى ذلك، لكن اسمح لى أسألك أتعرف أن هؤلاء الحماة جميعهم ممنوع عليهم المشاركة السياسية محجوب عنهم التعبير عن الرأى فى غير مهامهم المباشرة، وأجيبك نعم ممنوع عليهم كل ذلك.
هم «الحماة» فقط جنود مقاتلون ورجال إنفاذ قانون وهبوا ومنذ اليوم الأول لانتسابهم للمؤسسة العسكرية ولهيئة الشرطة أرواحهم فداء للوطن.. الأمر هكذا وببساطة ومن دون تزيد فالواحد من هؤلاء أكان من القوة الأساسية أم الموقوتة فى خدمة الوطن قدم من حيث المبدأ صكاً بروح مرشحة للارتقاء فى أى وقت، وصكاً آخر فوض فيه أصحاب الحق بالمشاركة والرأى بالنيابة تحقيقاً لمصالحه الشخصية والوطنية العامة وهؤلاء أصحاب الحق هم الطيف الوطنى المدنى كله، وهو ما يحتم قيام حياة سياسية تتنوع فيها الأيديولوجيات والأفكار ويحكمها الصالح الوطنى العام والإيمان بحرية المجتمع وحقوق أفراده ومنهم حماتنا وهبة الحياة ومن لهم من أهل وأحبة بيننا.
هل اقتربت الصورة.. أوضحها ثانية جيشنا وشرطتنا مؤسسات انضباط عسكري، ليس مفترضاً بمنتسبيهما غير تنفيذ الأوامر والتكليفات كل فى نطاق اختصاص مهمته الوطنية المحددة، ولهذا فلن تجد من أيهما تدخلاً فى الحياة المدنية.. وإن بقيت وفق السوابق مهمة حماية هذه الحياة وإعمال إرادة الشعب أبدية عندهما لا تتبدل وتتغير فيها وبها الأوامر.
يثق ويؤمن شعب مصر أقصد أصحاب الضمير الوطنى السليم وهم الأكثر، بجيش بلدهم وشرطتهم فى عمومها حتى وإن أخذ على الأخيرة فى مرحلة ما ـ ما ـ أخذ، والمتصور حتى تقوم حياة سياسية سليمة تخدم صالح أبنائنا فى المؤسسات المحجوب عنهم إبداء الرأى فيها، أن تؤمن وتثق بدورها، المؤسسات قاداتها وهياكلها كلها بالشعب حامياً ومدافعاً عن هذا الصالح.
الممارسة السياسية فى مناخ مدنى سليم مهما اتسعت اختلافاته هى الطريق الصحيح لقيام أوطان صلبة لا تخترق.