حديث وشجون

عكس الاتجاه

إيمان راشد
إيمان راشد

قررت وزيرة التضامن منح المدمن المتعافى قرضاً مائة الف جنيه ليبدأ حياته!!
يا سيدتى هذا المبلغ أو القرض الذى تمنحينه لشاب تعافى من الادمان ممكن ان يساهم بشكل جدى فى عودته للادمان مرة أخرى فمعلوماتى المتواضعة ان علاج المدمن لا يتم بين يوم وليلة وإنما على مراحل ووجود مثل هذا المبلغ قد يضر به بالعودة للإدمان مرة أخرى او ان يتحول الى «ديلر» ليتاجر ويوزع المخدرات على امثاله. وانا لست ضد هذا القرض ولا ضد الضحية التى ادمنت ولكن لابد من توجيه هذا المبلغ فى طريقه الصحيح.. فالمدمن يحتاج مبالغ باهظة لعلاجه فى المصحات ومن الممكن أن يتم تقديم القرض للاسرة التى تعانى من ذلك ومازال مريضها فى طور العلاج على ان يقنن ذلك بأن يدفع جزء منه تحت حساب العلاج فى المصحة التى يتلقى العلاج فيها بإشراف من الوزارة وبذلك نساهم فى انتشال شاب من الضياع واسرته من القهر.
سيدتى اغفرى لى واسمحى فما قررتيه منطق معكوس ونحن بشر وجل من لا يخطئ.
> وتتوالى امامى القرارات غير المنطقية.. فقد طالعتنا الصحف فى صفحاتها الأولى الاسبوع الماضى بإعلان بنك ناصر الاجتماعى لتمويل المصاريف المدرسية ومنح ولى الامر قرض 50 الف جنيه يسدد على عشرة أشهر واختص القرار الموظف الحكومى واصحاب المعاشات للاستفادة من هذا القرض بجانب المهن الحرة.. واتساءل من هو موظف الحكومة الذى فى استطاعته ان يلحق ابنه بمدرسة مصاريفها أكثر من دخله السنوى.. فلو أفترضنا ان ما يحصل عليه هو 4 آلاف جنيه شهرياً اذن فى خلال العشرة شهور مدة سداد القرض فإن كل دخله 40 الف جنيه اى عليه ان يستدين 10 آلاف جنيه ليكمل سداد القرض ويمتنع تماماً عن الاكل او الشرب او لا يستخدم كهرباء ولا ماء حتى يتمكن من ادخار كل راتبه.
وإذا افترضنا ان هذا الموظف أو صاحب المعاش يحصل على دخل اكثر من ذلك فهو يستطيع ان يسدد المصروفات المدرسية على اقساط كالمتبع بدلاً من قرض بفوائد.. وسؤالى على استحياء من هم اصحاب المعاشات الذين لديهم اطفال بالمدارس؟ أعتقد ان عددهم قليل جداً.
أرجوكم التروى فى القرارات وتوجيه القروض فى موضعها.. هناك الكثير من الشباب فى أمس الحاجة لمثل هذه المبالغ لإقامة مشاريع صغيرة أو للمساهمة فى الزواج.. لا تسيروا عكس الاتجاه.