سوريا..جرح تداعى له العرب بالألم

سوريا
سوريا

8 سنوات قضتها سوريا، في حرب وتمزقات سياسية، إرهاب وقتل وولادة أخطر التنظيمات الإرهابية الذي اتخذ من القتل والدموية والبشاعة سلاحه، لتتحول عروس الشام إلى وطن يهاجر منه الجميع، أرض ذبلت وتحولت لساحة قتال.

تسببت الأجواء غير المستقرة في تحويل سوريا من دولة هادئة إلى أخرى يغادرها الكثيرون هربا من ويلات الحرب، حتى لو صارت حياتهم ثمنا لمغامرة هروب عبر البحر أو خلال الحدود مع إحدى الدول.

إذا أردت أن تقرأ كافة أسماء قتلى سوريا خلال تلك السنوات فإن الأمر سيستغرق منك أكثر من 19 ساعة أي قرابة يوم كامل، هذا بالإضافة إلى المباني التي دمرت والدراسة التي توقفت والأمراض وقلة الغذاء والنوم في العراء..الخ.

سوريا في المؤتمر الوطني للشباب

أثناء انعقاد المؤتمر الوطني للشباب في نسخته الثامنة، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الإرهاب مؤكدا كونه يهدف لإضعاف قدرة الدولة الوطنية، ومشيرا إلى أنه لا يمكن لحرب تقليدية تدمير دولة ولكن يمكن للإرهاب فعل ذلك.

كما دعا الرئيس المواطنين للتصدي فكريا للإرهاب والإرهابيين قائلا: "يا تسلموا لهم يحكموا مصر يا تقفوا لهم".

وبالعودة إلى سوريا أكد السيسي، أن ما حدث هناك كان مخططا وتم استخدام التنظيمات الإرهابية في تدمير هذا البلد، وأشار، إلى أن تكلفة الإرهاب واستخدامه لتدمير الدول ليست عالية وهو ما حدث في سوريا حيث تم تدمير البلد من خلال هذه المخططات الإرهابية، محذرا من المساومة على الحكم أو التدمير وأن فكرة الإرهاب أساسها ضرب مركز ثقل الدين وليس الإسلام، وأنه يفعل بالدول مثلما يفعل مرض السرطان في الجسم.

ولادة التنظيم الإرهابي وتأثر مصر

ولد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا جاذبا الآلاف من المرتزقة من حول العالم ليقوم بالقبض على من يطلق عليهم «كفار ومشركين» ويقوم بإعدامهم بدم بارد أمام مرأى ومسمع من العالم كله عبر فيديوهات مسجلة بطريقة احترافية، تظهر مدى بشاعتهم ودمويتهم وتفننهم في إحراق الغير أحياء وذبحهم وإغراقهم.

قد يظن البعض أن ما شهدته سوريا قد أثر عليها وحدها بالسلب، لكن الواقع مغاير لذلك الاعتقاد، فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وبالفعل تداعى العرب وجعا وقهرا على سوريا تأثروا بما حدث لها وكانت من بينهم مصر.

عانت مصر لسنوات من هجمات وأحداث إرهابية غاشمة وقف خلفها التنظيم الإرهابي مستهدفا أبناء الوطن من القوات المسلحة والشرطة وحتى المدنيين، استهدف الكنائس ورجال القانون، بث الخوف من خلال تهديداته وضرباته الجبانة، ووصل بهم الأمر إلى حد الإفتاء بقتل المصلين واعتبار كل من يعارضهم يستحق القتل.

سلاح القتال..لا حد له

وأمام تحول سوريا إلى ساحة قتال يتناحر عليها القريب والبعيد، بدأت باستخدام الأسلحة التقليدية، تحول الأمر فيما بعد ليجعل استخدام الأسلحة غير مختصر على أنواع محددة بل امتد ليشمل الذخائر العنقودية، البراميل المتفجرة، الأسلحة الحارقة، الصواريخ مسمارية، والأسلحة الكيميائية والتي استخدمت على المناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب ما يقترفه التنظيم الإرهابي من جرائم.

سوء الأوضاع المعيشية

دمرت الحرب الاقتصاد السوري، حيث قدر المركز السوري لأبحاث السياسات تكلفة الحرب في 2016 بنحو 255 مليار دولار، إضافة لذلك ازدادت معدلات البطالة مع معاناة الأهل في إيجاد قوت يومهم أو الحصول على سلع غذائية.

ويفاقم من سوء الوضع في سوريا الحالة المتردية لقطاع الزراعة، ويعاني القطاع الزراعي، الذي كان من أكبر القطاعات في سوريا، من سوء الإنتاج والتوزيع، وتواجه الكثير من المناطق معدلات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.

وفيما يخص الرعاية الطبية، فحدث ولا حرج، فقد كانت الهجمات تستهدف المستشفيات والمؤسسات الطبية مما أدى إلى مقتل الآلاف من الأطباء والممرضين، وعن التعليم، فقد قدر عدد المدارس المدمرة بمدرسة واحدة من بين كل 4 مدارس إضافة إلى تحويل المدارس لثكنات أو مأوى للمحتاجين أو استخدامها في أغراض علاجية بدلا من المستشفيات المدمرة.