خواطر

صرخـات واســتغاثات مصـر الجديـدة من عمليات التخريب والتشويه للتراث

جلال دويدار
جلال دويدار

حقا فإن مواجهة الأزمة المرورية لا يمكن ان تتحقق سوى بتطوير ورفع مستوى المواصلات العامة وليس بإلغائها وهدم الشوارع وتغيير وتشويه معالمها. هذه العشوائية التى يتم تبنيها فى حى مصر الجديدة الذى كان مثالا رائعا لجمال التخطيط كانت مثار الرفض والتعليق المصحوب باستغاثات الآلاف المتطلعين إلى انقاذه من العبث والتخريب.
رغم أنى لست من سكان مصر الجديدة الا ان ما لفت نظرى إلى هذه القضية ما جاء على لسان متخصصة فى شئون تخطيط المدن وهى الدكتورة جليلة القاضى استاذة التخطيط العمرانى. ان ما يجرى حاليا فى هذا الحى يشمل تغيير الشوارع والميادين بنزع الأشجار وقضبان الترام التاريخى بحجة إقامة كبارٍ خراسانية علوية.
تصف د. جليلة ما يحدث بأنه جريمة فى حق المنطقة بيئيا وتراثيا. اضافت بانه دليل على الانتهاك والتجاهل لكل المواثيق الدولية التى تقضى بالحفاظ على البيئة والاستدامة. قالت ان الاتجاه العالمى يقوم حاليا على التوسع فى دعم وتطوير وسائل المواصلات العامة لحل مشاكل المرور.
ان ذلك يتمثل فى مد خطوط الترام والسكة الحديد باعتبارها تحد من الزحام المرورى وضمان نظافة البيئة.
أشارت صاحبة كتاب «التحضر العشوائى» إلى ان الإقدام على إلغاء تجهيزات مواصلات عامة لصالح السيارات الخاصة لن يخفف من الأزمة المرورية. هذه الأزمة لن تخف الا عندما يجد الناس مواصلات عامة نظيفة ومبهجة وعلى مستوى متقدم ومريح مثل ترام مصر الجديدة. ان توافر هذه الوسيلة سوف يغنيها عن استخدام السيارة الخاصة كما يحدث فى الدول المتقدمة.
طبعا أنا أؤيد وجهة نظر د. جليلة القاضى قلبا وقالبا لاتفاقه مع ما سبق ان كتبته أكثر من مرة فى هذا الشأن وآخرها من عدة أسابيع عن خطوط المترو الجديدة وضرورة الاهتمام بإقامة مواقف فى نهاية المحطات الرئيسية للسيارات الخاصة والاتوبيسات لتشجيع أصحابها وركابها على استخدام المترو. هنا اتساءل: أين جهازا التخطيط العمرانى والجمالى فى مصر المحروسة. كم أرجو ان يتدخل اولو الأمر لإنقاذ ما يمكن انقاذه.