الوحدة الوطنية وثورة 1919 في محاضرة بمكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

قال الدكتور محمد عفيفي؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب، جامعة القاهرة، إن مصر شهدت أعلى مراحل المواطنة خلال ثورة 1919 والسنوات التي تلتها.

جاء ذلك خلال محاضرة "الوحدة الوطنية وثورة 1919"، التي نظمها مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية أمس في إطار موسمه الثقافي التاسع.

وأضاف عفيفي: "من حق مصر أن تزهو وتفخر بمرور 100 سنة على قيام ثورة 1919، فهي الثورة الشعبية الكبرى في مصر، وهي التي أسست شرعية مصر الدولية، فقبلها كانت مصر ولاية عثمانية".

وأكد أننا مازلنا نستلهم صورة القمص سرجيوس والشيخ مصطفى القاياتي أثناء ثورة 1919 باعتبارها أكبر رمز للمواطنة في مصر، لافتًا إلى أن الاحتلال الإنجليزي فشل في إقناع العام بأن ثورة 1919 هي نتاج حوادث طائفية، فلجأ إلى اعتقال ونفي سرجيوس والقاياتي، مما أدى إلى تأجيج نيران الثورة.

وأضاف أن مفهوم المواطنة تجسد أيضًا في دستور 1923 عندما رفضت الأغلبية فكرة التمثيل النسبي "الكوتة"، معتبرين أن ذلك سيكرس الطائفية، ومؤكدين على حق الجميع في المشاركة في الحياة السياسية.

وشدد عفيفي، على أن مفهوم المواطنة هو أشمل وأعم من فكرة التحام المسلمين مع الأقباط، فقد شهدت ثورة 1919 مشاركة غير مسبوقة للنساء في التظاهرات، وكانت بداية مشاركة المرأة المصرية في الحياة السياسية.

ولفت إلى مشاركة البدو في الثورة أيضًا، حيث كان حمد الباسل شيخ عربان الفيوم من أوائل من شاركوا في الثورة، وبعد نفيه خرج عربان الباسل لمواجهة الإنجليز.

وفي الختام أكد أن حالة المواطنة التي عاشتها مصر خلال ثورة 1919 تؤكد أن تماسك البنية الوطنية هو سبب تخطي مصر للأزمات في الماضي والحاضر، فمصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تنقسم على نفسها. وشدد على أن معركة مصر الأولى هي الحفاظ على المواطنة.