حكايات| حسن سبانخ «غانا».. محامي يفتتح سفارتين لأمريكا وهولندا ويبيع التأشيرات

مقر السفارة الأمريكية «الحقيقي» في غانا
مقر السفارة الأمريكية «الحقيقي» في غانا

بكل ثقة قرر محامي غاني التحول إلى دبلوماسي يفتح باب «جنة التأشيرات» عبر افتتاح سفارتين لاثنتين من أهم دول العالم «أمريكا وهولندا»، معتمدًا فقط على قليل من الذكاء.

 

على مدار 10 سنوات، لم يكن خداع القوة العظمى في العالم عبر سرقة مليارات الدولارات أو نهب أشياء ثمنة أو تجارة مخدرات وأسلحة؛ لكن طريقة مبتكرة لجريمة بطعم طريف.. أهلا بكم في العالم النصب باسم «الدبلوماسية».

 

بمبنى وردي اللون، مكون من طابقين، وعلم أمريكي يرفرع أعلى البناية من الخارج، وصورة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، صارت هذه العصابة صاحبة مبنى «سفارة» بالكامل لتقديم خدمات التأشيرات؛ لكن الأغرب أن المئات سافروا عبر التأشيرات الصادرة عنها.

 

 

على كل شبر في أفريقيا ينتظر الملايين يوميًا الحصول على البطاقة الخضراء «الجرين كارد» من أجل السفر إلى الولايات المتحدة، إلا أن هذا الشاب الغاني وبرفقته عدد من أصدقائه الأتراك كان لهم رأي آخر، إذ استمرت مغامرتهم من العام 2006 إلى 2016.

 

في قلب العاصمة الغانية «أكرا»، اختارت عصابة يشكلها مجموعة من الأشخاص مقرًا لـ«سفارة مزيف» لأمريكا، وعلى مدار 10 سنوات كاملة، استطاعوا بيع تأشيرات مزيفة، في فضيحة نشرتها صحيفة «التلجراف» حينها.

 

«جبروت» المتهمين لم يقف عند هذا الحد، بل باتوا يديرون عملية التزوير والنصب، عبر دفع رواتب المسؤولين الفاسدين ليغضوا الطرف عن سفارتهم المزيفة، وكذلك الحصول على مستندات فارغة مشروعة لتتم معالجتها.

 

 

بمرارة كتبت الخارجية الأمريكية بيانًا، كانت تفاصيله مؤلمة لها لكنه كان يحمل موقفًا كوميديًا»، مكتمل الأركان؛ حيث تحدثت سطوره عن أن أعضاء من العصابة الذين يحملون الجنسية التركية تظاهروا بأنهم موظفون قنصليون حين اقتربت لحظة القبض عليهم، مستندين إلى حديثهم بالإنجليزية والهولندية بطلاقة.

 

وأمام ما نشرته الصحيفة الإنجليزية، اعترفت الخارجية الأمريكية بأن المقر المزيف ليس تابعًا لحكومة الولايات المتحدة؛ بل شخصيات من عصابات الجريمة المنظمة في غانا وتركيا، يقودهم محامي غاني ليمارسوا جميعًا استراتيجية خادعة تنافي قانون الهجرة والقانون الجنائي.

 

وبالنظر إلى مبنى السفارة الأمريكية «الحقيقي» في غانا فإنه يتمتع بحصانة كبيرة، بالإضافة وجود مجموعات من «الكانتونات» في أكثر الأحياء شهرة وتكلفة بالعاصمة أكرا وجميعها للتأمين.

 

ويومًا يصطف أبناء غانا في طوابير أمام السفارة الأمريكي في أكرا، لاستخراج التأشيرات، والأعمال القنصلية الأخرى؛ إلا أن المشهد كان مختلفًا على بعد كيلومترات؛ حيث السفارة المزيفة.

 

 

أما التحقيقات في غانا فقد كشفت عن «كارثة كوميدية» أخرى؛ حيث وجودا سفارة هولندية مزيفة أيضًا، غير أن السلطات الهولندية علقت على هذا الأمر في بيان رسمى بكلمات محدودة: «الجريمة الخاصة بنا مختلفة».


السلطات الهولندية حاولت التأكيد على قوة إجراءات بقولها: «الاحتيال تم عن طريق تأشيرات أمريكية ووثائق هوية مزورة بما في ذلك شهادات الميلاد بتكلفة 6 آلاف دولار»، أي أن الأمر برمته بعيدًا تمامًا عنها وأن الدخول إلى امستردام كان يتم عبر تأشيرة لأمريكا ومنها لهولندا.