هجمات 11 سبتمبر| مهندسة مصرية تروي شهادتها من داخل البنتاجون

صورة لمبنى البنتاجون المنهار
صورة لمبنى البنتاجون المنهار

عندما ذهبت للولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة عندما كانت طفلة، لم تتوقع المصرية «منال عزت» أن تكون شاهدة على يوم من أسوأ الأيام التي عاشها العالم، وليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية.

المهندسة المصرية منال عزت، كانت واحدة من ضمن المتواجدين داخل مبنى البنتاجون عندما قرر تنظيم القاعدة الإرهابي شن هجماته الدامية في 11 سبتمبر 2001.

وفي تقرير نشره موقع واشنطن بوست، في الذكر الـ18 للهجمات الدامية، نقل تصريحات عزت، التي روت تفاصيل اليوم التي وقعت تفاصيله منذ 18 عامًا، ولم تعتقد أنها ستخرج منه على قيد الحياة.

كانت منال تعمل مهندسة في مبنى البنتاجون الذي استهدفته واحدة من بين أربعة طائرات سيطر عليها تنظيم القاعدة الإرهابي في ذلك اليوم. قُتل حوالي ما لايقل عن 184 شخص نتيجة ذلك الهجوم، إضافة إلى 3000 آخرين في مدينة نيويورك جراء استهداف برجي مبنى التجارة العالمي.

تقول منال إنها خرجت من البنتاجون في ذلك اليوم بسرعة شديدة، كانت تركض برعب وخوف، حتى أن الحجاب وقع من على رأسها دون أن تشعر.

في اليوم التالي للهجوم الإرهابي كانت النيران ماتزال مشتعلة، إلا إن منال رأت أنه يجب عليها العودة مرة أخرى للمساعدة في إحياء ذكرى الحادث وتكريم من لقي حتفه قائلة « أردت القيام بشيء ليساعد الناس على تجاوز الأزمة».

قررت منال العمل على إنشاء نصب تذكاري يحتوي على كنيسة صغيرة للصلاة، كرمز للسلام في الموقع الذي شهد الحادث المآساوي داخل مبنى البنتاجون.

لكن عودة المهندسة المسلمة المصرية إلى مقر وزارة الدفاع لم تكن أمرًا سهلا على الإطلاق، فعلى مدار عام كانت تسمع للكثير من التصريحات التي ربطت بين الإسلام والإرهاب، «كانت أسوأ فترات عاشها العرب في الولايات المتحدة الأمريكية» بحسب تصريحاتها.

وتقول منال: «كنت أسمع الكثير من المحادثات والاتهامات التي أثارت غضبي، لكن واجبي وعملي داخل البنتاجون لكي نعيد إنشاء ما تم تدميره جراء الهجمات الإرهابية جعلني أتجاهل الكثير من الأشياء».

بعد عام من عملها داخل البنتاجون كانت مال عزت قد أنهت مشروعها مع زملائها، لكنها طلبت نقلها بعد ذلك إلى مكان آخر للعمل وهو ما حدث بالفعل.

الآن وبعد مرور 18 عاما على الحادث، تتذكر منال عزت ما حدث كواحدة ليست فقط من شاهدي العيان، ولكن من الأبطال الذين قرروا أن يعودوا إلى المواقع التي طالتها الهجمات الإرهابية بينما ماتزال النيران مشتعلة، فقط من أجل أن تؤدي عملها، وتحاول قدر استطاعتها أن تُعيد السلام لما حاول الإرهاب تدميره.