إنها مصر

العبوا من جديد فى الداخل !

كرم جبر
كرم جبر

نذير الشؤم ظهر من جديد، حليق الرأس، عارى الجسد، جاحظ العينين، وتعلق بصدره القاذورات، كأنه خرج لتوه من بئر مجارى، ويبكى من جديد دموعا رائحتها «وحشه».
لن يصدقك أحد، ولن تنال إلا الاحتقار، ولن تتكرر التمثيلية التليفزيونية والفوضى والعبث والضحك على المشاهدين، وستصبح أرض الوطن الذى انتهكت سمعته اشواكا، اذا فكرت ان تطأها.
لعنة الله على كل خائن يبيع ضميره فى أسواق النخاسة النضالية، ويشعل الفتن ليدمر وطنا ويشرد شعباً، ظنا منهم ان أمن الأوطان «لعب عيال»، وان الخيانة مجرد وجهة نظر مدفوعة الثمن.
ظهورك شؤم عليك وعلى أتباعك، وعلى جماعتك ومؤيديك، ولن ينطلى خداعاً على شعب اكتشف بنفسه حقيقتك، وأنت تشعل الحرائق، ثم تفر كالجبان لتحيا عيشة الملوك.
من أنتم وما جنسيتكم، وهل رضعتم ماء النيل سماً، وتنفستم هواء الوطن دخاناً، وصارت كراهيتكم لبلدكم أمرّ من كل الأعداء على مر التاريخ؟
ظهور غراب الشؤم فى هذا التوقيت، جاء متزامناً مع حملة هجوم قذرة على جيش مصر، فى محاولة لاعادة انتاج نفس اللعبة التآمرية التى فعلوها من قبل، ولكن فاتهم ان المصريين تحصنوا ضد الكذب، لن يحنوا أبدا للخراب.
ظهورهم يأس وإحباط، بعد أن كانوا يتصورون أن الوطن سيقع بعد أن يحبو خطوات قليلة، ولما طال انتظارهم، عادوا فى افتراءات هيستيرية، وتشعر أن عقلاً واحداً يديرها، وأصابع كثيرة تنفذها.
كيف يستطيع رئيس مصر أن يعيد مكانتها فى العالم؟.. وتفتح له عواصم الدنيا شرقاً وغرباً أبوابها، ويستقبله كبار زعماء العالم بالاحترام والتقدير، ويثنى الجميع على إنجازاته؟.. هاجموه حتى تثبطوا عزيمته.
كيف استطاع البلد التى خططوا لإفقاره وتجويع شعبه، أن يبنى ويعمِّر ويزرع، ويصل إلى الاكتفاء الذاتى فى كثير من المواد الغذائية؟.. حرضوا الناس بالاكاذيب.
كيف تبنى مصر جيشها من جديد، وتسلحه بأحدث الأنظمة فى العالم، وتنشئ قواعد عسكرية كبرى شرقاً وغرباً، وتؤمِّن حدودها، وتفكك البنية التحتية للإرهاب، وتقلم أظافره وتخلع أنيابه؟.. طول ما الجيش صاحى، البلد دى «مش هتهمد».
لم تنفع أموالهم فى تأليب الرأى العام العالمى، والصحف المدفوعة، ومراكز حقوق الإنسان الممولة، وفضحتهم اكاذيبهم التى وثقوها حول التعذيب والاختفاء القسرى.. العبوا من جديد فى الداخل.
مصر بخير، ولكنهم «تعبانين»، ففى قوتها إضعاف لهم، وفى وقوفها خفض لرءوسهم، وفى عزتها وكرامتها وكبريائها، هوان ومذلة وضياع لاحلامهم ولمشروع نهضتهم وطائرهم الحزين.
كلهم صنف واحد واتحدت إرادتهم على النيل من بلدهم، وابتداع الشائعات والفتن والأكاذيب، وتحريض الناس على الغضب، وعادوا كالذئاب المسعورة بعد فترة كمون.
ظهور غراب الشؤم ليس صدفة، و«اتحاد ملّاك الشر» ليس غريبا، حان وقت الاصطفاف.