نهار

طعم النوم

عبلة الروينى
عبلة الروينى

١-القتل!!
فى «طعم النوم» (روايته الأحدث) تجاوز طارق إمام «هدوء القتلة»(روايته الأولى) إلى إبداعهم... هو قاتل محترف.. قاتل مبدع، يستعرض مهاراته المدهشة فى السرد، وبقلب بارد يقتل الجميع!!.. حيث (الكتابة) كما (الحب) لديه هما (فعل القتل) لا فعل (الولادة) كما يظن كثير من المبدعين!!... هل أشير إلى طارق إمام شخصيا؟ (ربما).. هو نفسه لا يضع حدودا ولا حواجز.. كل شيء متاح، وكل شيء حر تماما...
تتقاطع رواية طارق إمام (طعم النوم) مع رواية (الجميلات النائمات) لليابانى كاواباتا، وتتقاطع أو تتعارض أيضا مع (ذاكرة عشيقاتى الحزينات) لجارسيا ماركيز.. يستعير طارق إمام الشخصيات الرئيسية فى الروايتين (منزل النائمات، القوادة، العجوز) وأيضا فكرة القتل.. لكن طارق إمام ينشغل بالبحث عن معنى القتل وسر الرصاصة.. من القاتل؟ من يطلق رصاص مسدسه؟ أم من يحرضه على إطلاقها؟!... ويشغله أكثر قتل آخر، يؤسس له فى لعبة الكتابة الفاتنة.. يقتل طارق إمام الجميع..(كاواباتا) و(ماركيز) و(آمنة).. لم تستطع أن تمتلك حذر الكروان وحيطته، يحلق على ارتفاع منخفض، لكن ليس سهلا اصطياده.. قتلها الحب حين سعت لقتل المهندس!!...
لم تشغلنى الحكاية كثيرا في (طعم النوم).. هى تفكيك لحكاية كاوباتا، وحكاية ماركيز.. إعادة ترتيبها أو بعثرتها.. الإمساك بالمسكوت عنه فيها (الفتاة النائمة) لتكون هى الحكاية المختلفة، والخيال الجامح والسرد المدهش... وليكون طارق إمام هو القاتل الفاتن والمفتون... مفتون بما حوله.. مفتون بالحياة كلها، وحكايتها الممتدة... ومفتون بنفسه، يعيد تفكيك الحكايا فى كتابة هى القتل، تسمح له بسرد حكايات لم يعشها... خير من أصحابها!!.