احم احم !

مكالمة د.معيط

هشام مبارك
هشام مبارك

ربما تكون هذه هى المرة الأولى لى فى حياتى الصحفية التى أكتب فيها عن نفس القضية فى مقالين متتاليين.أفعل ذلك تقديرا لرجل أعتبره فعلا من الشخصيات الرائعة التى تستحق ذلك.لِمَ لا والرجل يثبت كل يوم أنه من القلائل الذين يقدرون عمل الصحفيين ويؤمنون برسالتهم السامية فى تنوير الرأى العام بكل مايدور حوله من أحداث.يحدث ذلك فى وقت يعانى فيه أغلبنا نحن الصحفيين على اختلاف تخصصاتنا من الحصول على معلومة صحيحة ودقيقة فى وقت مناسب بحجة أن كبارالمسئولين ليس لديهم وقت للرد على استفسارات الصحفيين مع أنهم لو خصصوا وقتا كافيا كل يوم للتواصل مع الصحفيين لكان ذلك أفضل له وأجدى من عشرات الاجتماعات التى يعقدونها يوميا دون جدوى.
كنت قد كتبت فى الأسبوع الماضى عن قرار الدكتور محمد معيط وزير المالية بمنع اثنين من الزملاء الصحفيين المكلفين بتغطية أخبار وزارة المالية من دخول الوزارة بسبب بعض الموضوعات التى نشراها ورأى فيها الوزير أنها ليست صحيحة.كتبت مبديا دهشتى خاصة مع ما أعرفه عن سعة صدر الدكتور معيط وحرصه على التواصل مع جميع الزملاء وجها لوجه للإجابة عن أى استفسارات خاصة بالوزارة وهو ما كنا نفتقده زمان فى التعامل مع وزراء المالية بالذات.
تلقيت من الدكتور معيط مكالمة طويلة عقب نشر مقال الأسبوع الماضى شرح لى فيها كل التفاصيل الخاصة بعملية عدم التعاون مع الزميلين، مؤكدا أن ماتم نشره من قبل الزميلين لم يكن يتعلق بشخصه هو كوزير ولكن ببعض القضايا التى تدخل فى نطاق عمل الوزراة وكان النشر وقتها فيه ضرر كبير بالمصلحة العامة.تواصل الوزير مع أحدهما وحاول أن يشرح له خطورة النشر فى توقيت معين وليس على الإطلاق كان من الممكن أن يعطل بعض الإجراءات الهامة ناهيك عن البلبلة التى قد تحدث عن النشر نظرا للحساسية الشديدة التى تصاحب أى قرارات تصدر عن وزارة المالية، ومع ذلك لم يستجب الزميل وأصر أن مابين يديه يعد سبقا صحفيا لن يتردد فى نشره مهما كانت النتائج، وهو ماكان له تداعيات سلبية كثيرة.قالى لى الوزير إنه اضطر بعدها لمنع الزميل من دخول الوزارة.والطريف مع ذلك أن الوزير يلتقى بالزميل فى كثير من المؤتمرات حتى الآن ولا يتردد فى الإجابة على أى أسئلة له لأن الخلاف أولا ليس شخصيا بل كان متعلقا بمصلحة عامة وثانيا لأنه كما قال لى يضع نفسه مكان الصحفى الذى من أبسط حقوقه أن يجد إجابة على أسئلته.أما الزميلة الاخرى فتفهمت الموقف ولم تكرر نشر مسائل حساسة فى غير توقيتها لذا انتهى الخلاف معها وبدأت صفحة جديدة فى التعامل مع الوزارة.
بقى أن أقول إن وراء أى وزارة ناجحة إعلامياً وحدة إعلامية ناجحة والحقيقة أن وحدة الإعلام فى وزارة المالية التى تشرف عليها منذ سنوات الصحفية المرموقة ابتسام سعد لها دور كبير فى إبراز نشاط الوزراة وشرح كل مايتعلق بها من قرارات.وهو ليس بمستغرب على الزميلة ابتسام سعد فهى واحدة من أبرز الصحفيات اللائى عملن بالتحرير الاقتصادى فى مصر.نجاح ابتسام يجعل كل وزراء مالية مصر يعتمدون عليها كمستشار إعلامى لِمَ لا وهى توفر للصحفيين المختصين بتغطية أخبارالوزراة ولكل الكتاب المهتمين يوميا مادة إعلامية ومتعمقة وغزيرة جدا.لذا أداعبها دائما كلما لقيتها مؤكدا لها أن أخبار وزارة المالية تحتاج صفحة يوميا لنشرها.فكل الشكر لابتسام وفريق وحدة الإعلام بالمالية والشكر موصول طبعا مرة أخرى للوزير الدكتور محمد معيط لحرصه على توضيح الأمر،وهو أمر متوقع منه وليت جميع الوزراء يفعلون ذلك لتسهيل عمل الزملاء الذين يعانون فعلا فى الحصول على الأخبار الصحيحة فى الوقت المناسب.