مجرد ملاحظة

البيروقراطية والفنون التعقيدية

حازم الشرقاوى
حازم الشرقاوى

بعض الموظفين فى القطاعات الحكومية أصبحوا متخصصين وخبراء فى تطبيق كافة فنون البيروقراطية واستخدام أساليب مبتكرة فى تعقيد الاجراءات امام المواطنين، وفِى حال اكتمال أوراق المواطنين يبحثون عن عقدة جديدة وكأنهم يشعرون بلذة فى إجهادهم، ليدور المواطن داخل دائرة «دوخينى يا ليمونة» مما يصيبهم بحالة من الإحباط.
هناك مشاهد تصيب بالحزن والألم منها طوابير طويلة من كبار السن ممن هم على المعاش امام التأمينات، وكذلك فروع بعض البنوك الكبرى المكدسة بالعملاء وبخاصة فى الصعيد، وطوابير طويلة فى مكاتب إصدار بطاقات وشهادات الرقم القومي، فضلا عن مكتب تنسيق الجامعات فى مدينة الطلبة بجامعة القاهرة، بالاضافة إلى مكاتب الشهر العقارى التى تحولت إلى قطعة من العذاب وبخاصة المكتب العقارى بمدينة سوهاج، وكذلك الأحياء فى مختلف المدن والمحافظات والقرى.
اعتقد ان هذه نماذج بسيطة لحجم البيروقراطية التى يديرها موظف بسيط ويعانى منها المواطنون.
كل هذا الامر يمكن حله بالتدريب المستمر للموظفين حول مهارات التعامل مع الجمهور وكذلك استخدام التقنية الحديثة فى انهاء المعاملات دون اى احتكاك بين الموظف والمواطن، وفق آليات متكاملة تجمع ما بين الجهة الحكومية والتقنية والبريد والمواطن بحيث يكون هناك تكامل فى الخدمات كى يحصل المواطن على خدمته ويتسلمها عبر البريد وبرسوم محددة، اما بالنسبة لبعض المواطنين ممن يجهلون التعامل مع التقنية فهناك حاليا مكاتب خاصة للخدمات فى القرى والمدن مرخصة من الحكومة تقدم خدماتها للمواطنين مقابل رسوم رمزية بهدف تسهيل الإجراءات امام المواطنين، والحكومة تحتاج إلى مشروع قومى لرفع مستوى البنية التحتية فى قطاع الاتصالات لتحويل مصر إلى دولة رقمية تقنية تستطيع التعامل مع الجيل الخامس وإنترنت الأشياء الذى سيغير وجه الارض ويحول العالم إلى هاتف ذكي.