عن أستاذ الكتابة الساخرة.. أسرار «مهمة» في ذكرى رحيل أحمد رجب «فيديو»

الكاتب الكبير أحمد رجب
الكاتب الكبير أحمد رجب

لبنى عبدالعزيز: كان فيلسوفًا مثقفًا صاحب رسالة وطنية
شردي: تعلمت الصحافة على يد العملاق أحمد رجب 
نعم الباز: هو خريطة مصر.. وكرباج لأي مسئول يخطئ

علاء عبدالهادي: كتاباته كانت شابة جدًا.. وصالحة لكل عصر
 بخيت بيومي: هذا سر «موال الإخوان» مع ملك الفكاهة

 


«الساخر ليس مضحكاً، والكتابة الساخرة ليست تنكيتاً، بل هي كتابة جادة».. بهذا المبدأ سار الكاتب الراجل أحمد رجب، ملك الفكاهة، ورئيس رابطة الساخرين العرب، خلال مشواره الصحفي، الذي بدأه بالصحافة إلى أن تربع على كرسي الكتابة الساخرة الموجزة، ليحفر بقلمه مكانًة خاصة في قلوب محبيه من قراء جريدة «الأخبار».


«رجب» الذي طالما آمن بالحياة الجادة وترجمة فكاهته على الورق فقط، لم يصنع المجد من فراغ، ورغم أنه كان يتحدث باقتضاب أو نادرًا ما يتكلم مع من هم حوله، إلا أن علاقاته في أوساط السياسة والفن والأدب لم تنقطع بل زادت، وكثيرًا ما ترجم ذلك في عموده اليومي «نص كلمة».


في هذا السياق، نرصد جانبًا من شخصية «رجب» على لسان أصدقائه المقربين من نجوم الفن والسياسة والأدب تحت عنوان «قالوا عن أحمد رجب».

 

لبنى عبد العزيز


كانت أقرب أصدقائه.. الصديقة الشقية.. والفنانة الأكثر حرفية التي طالما آمن بموهبتها، ولشدة تعلقه بفنها، تحولت علاقتها من المهنية إلى الصداقة، وأصبحت «لبنى عبدالعزيز» واحدة من المحببين لقلبه ضمن دائرة الأصدقاء.


كواليس وأسرار كثيرة جمعتهما بصفة «لبنى» «أنتيم أحمد رجب»، وعن ذلك تقول: «أحمد رجب لم يكن فقط كاتبا ساخرا، بل كان فيلسوفًا مثقفًا، أفكاره لم تكن ساخرة فقط بل، كانت رسالة وطنية تحث على التعليم والإرشاد».

 

أوضحت أن «رجب» صنع عبقرية فنية عظيمة مع ريشة فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين تجمع بين الكلمة الساخرة الساحرة وبين شخصيات من الواقع بريشة العبقري مصطفى حسين.


وعن سر تطور علاقتهما، ذكرت «لبنى»: «كانت تربطني به علاقة ود وصداقة يملؤها الحب والألفة، سيظل أحمد رجب  اسما محفورا في وجداننا وفي وجدان الصحافة العربية، احمد رجب وحشتنا جدا جدًا، وحشنا قلمك وحشتنا كلمتك الحلوة ونظرتك على الحياة ، نص كلمة كانت بألف كلمة، الله يرحم أحمد رجب ويرحمنا جميعا لأننا مضطرين نعيش من غير أحمد رجب».

 

محمد مصطفى شردي 
«عندما نتحدث عن أحمد رجب، نحن نتحدث عن حالة نادرة الوجود، صعب أن تحدث كان إنسانا جادا جدا».. بهذه الكلمات بدأ محمد مصطفى شردي حديثه، مضيفًا: «كنت أعتبره فردا من العائلة، كنت أقول له يا عمي أحمد نظرا للعلاقة القوية التي كانت تربطه بوالدي "مصطفى شردي"، عندما كان يعمل في مجلة «آخر ساعة» وبالمجموعة العظيمة المتألقة في أخبار اليوم، أمثال إبراهيم سعدة وإبراهيم راشد ومصطفى وعلي أمين، تعلمت الصحافة على يد العملاق أحمد رجب».


واستعاد «شردي» شريط الذكريات الذي جمعه بـ«ملك الفكاهة»، قائلًا :«طلبت منه عندما كنت في الجامعة أن أسجل معه حوار لأن ذلك كان بمثابة فخر كبير لي، أحمد رجب هو أكثر إنسان كتب صورة وكاريكاتير في سطر ونصف يهز بهم العالم بأكمله، وكان لا يحب أن يتدخل أحدا في عمله وحريص جدا على إتقانه، وكان دائم الاتصال بي لمعرفة أهم الأخبار التي تدور على الساحة».


وخلال فترة مرضه، كان «شردي» من المقربين من «رجب» آنذاك، وعن ذلك يقول: «كان يكره الاستسلام للمرض لأنه كان يعتمد دائما على حواسه في العمل، وكان لديه طقوس مقدسة في حياته اليومية يحترم المواعيد، ويعتبر أن العمل عبادة مثل باقي العبادات، من أهم وأعظم ما كتب أحمد رجب هو الرسالة الموجهة منه للشعب المصر، حيث أنه كان دائم السخرية من المسئولين والقيادات دفاعا عن الشعب».


وتغيرت ملامح «نص كلمة» بعد ثورة 25 يناير، ويوضح «شردي» ذلك بقوله: «بعد الثورة كان رجب يوجه كلامه للشعب المصري دفاعا عن مصر وعن وجودها وعن ترابها، عندما قال في نص كلمة "ربنا يحمى مصر من المصريين"، هذا الرجل كان إنسانا بسيطا لا يسعى إلى مناصب ولا مظاهر، رفض أن يعمل في أي مكان آخر رغم كل ما عرض عليه من مناصب، رحم الله عمنا أحمد رجب الذي كانت حياته سطرين ونص مثل نص كلمة».

 

ماما نعم الباز 
 أما نعم أحمد خليل الباز، الأديبة والكاتبة بأخبار اليوم، فلم تتمالك نفسها أثناء الحديث عن صديقها أحمد رجب، فقالت: «الكلام عن أحمد رجب يشعرنا وكأننا نتحدث عن خريطة مصر فهو شخصية جمعت مصر كلها كان صادقا لا يخشى في الحق لومة لائم .. كانت نص كلمة بمثابة كرباج لمن يخطئ وزهرة تتفتح لمن يكن على صواب كان محبوبا لدرجة قوية من كل من حاول أن يهاجمهم بكلماته كان صاحب نقد بناء، كان أحمد رجب أستاذ ومعلم لنا جميعا دون أن يشعر فعندما يتكلم كان يعطى لنا درسا في الصحافة كان دائما يوجهني ولا يبخل بالنصيحة على أحد».


وعن المرأة في حياة أحمد رجب، تقول «ماما نعم» كما لقبها: «كان رجب يرى المرأ من خلال عقلها وشخصيتها فهي لا تختلف عن الرجل، اللوحة الفنية الكاريكاتيرية التي كانت تجمعه بالعملاق الفنان مصطفى حسين كانت بمثابة نكتة تلخص الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر والمنطقة بأكملها».

 

وأضافت،: «لو تحدث عمرا عن أحمد رجب لن أوفيه حقه لأنه شخصية لن تعوض لخصت مصر كلها فهو لم يعيش لنفسه بل عاش للمجتمع أود أن اطلب من ابننا ياسر رزق أن يجمع نكت أحمد رجب ومصطفى حسين في كتاب خاص لأخبار اليوم يستطيع من خلاله القارئ أن يعرف مصر كلها رحم الله أحمد رجب وملأ قلبه نورا وجعله في الجنة لأنه أعطى لمصر الكثير، فقد حمل سلاحه وهو القلم دفاعا عن مصر مثل الجندي الذي يحمل بندقيته دفاعا عن الوطن».

 

محمد بركات


ربطت أحمد رجب، بالكاتب محمد بركات، «رابطة المحب» لما يقرأ في مهنته وللأساتذة الكبار، ويقول بركات: «هذا لأنه بالفعل كان أستاذا كبيرا في هذه المهنة، والرابطة الأخرى كانت رابطة الصحفي الذي يرقب أستاذا كبيرا في هذه المهنة يحب أن يقتدي به ويكون صادقا وأمينا مثله ،أحمد رجب كان معبرا عن ضمير الأمة لوقت كبير».


وتابع: «كتاباته كانت حديث كل الناس فقد كان كتلة من الأحاسيس الإنسانية كان مراعيا للصداقة محتفظا حتى أخر لحظة بصداقته العميقة بالأستاذين مصطفى وعلي أمين ، وكان دائما شجاعا ساخرا مدافعا عن الحق، محبا لأخبار اليوم  ،فقد عرضت عليه الكثير من الفرص للعمل بصحف أخرى، لكنه رفض ذلك لأنه محب لهذه الدار حتى يأتيه القدر الذي ينتظرنا جميعا.

 

رحم الله الأستاذ أحمد رجب فقيد الصحافة العربية، الذي فقدت مصر نصف ابتسامتها بوفاته كما قال عنه نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد».

 

علاء عبد الهادي


أما علاء عبدالهادي، تلميذ الأستاذ، فحكي عن علاقتهما، قائلًا: «علاقتي بالكاتب الراحل الكبير احمد رجب زيها زى العلاقة اللي بتحكم كل  تلاميذ مدرسة أخبار اليوم، لم يكن هناك علاقة إنسانية مباشرة، تعرفت عليه لأول مرة في السنوات الأولى لدخولي أخبار اليوم، كنت واحدًا من تلاميذ الكاتب مصطفى أمين، أثناء اجتماعاته، كان ساعات بيجيله أحمد رجب أو مصطفى حسين، كان دائما قليل الكلام  كان البعض يتسائل هل هو أحمد رجب الذي يستطيع بكلمات قليلة أن يضحك كل المصريين والعرب، كانت ملامحه جادة ، نبرات قليلة التي كان لي الحظ لسماعها منه».


وأضاف: «مدرسة احمد رجب في الكتابة الساخرة كان ورائها مصطفى أمين، عندما طلب منه  أن يكتب الكتابة الساخرة المكثفة التي تحتوى على عدد معين من الكلمان تبعث بها رسالة التي تريدها كأنك تبعث تلغراف لأحد فخرجت إبداعات احمد رجب من مدرسة مصطفى أمين».


وتابع: «الكتابة الساخرة كثيرون يكتبونها لكن لا أحد يستطيع أن يكون أحمد رجب، فهو استطاع أن يحافظ على الكتابة الساخرة باستثناء كل جيله، فجميع المراحل العمرية تقرأ له كانت كتاباته شابة جدا، تتميز أيضا كتاباته أنها صالحة لكل زمان واوان وهذه هى العبقرية».

 

الشاعر بخيت بيومي


الشعر والكتابة كالسبابة والوسطى، لا يفترقان.. هكذا كانت علاقة أحمد رجب بالشعر بخيت بيومي، ويحكي بيومي عن علاقتهما، قائلًا: «عندما أتحدث عن الكاتب العظيم أحمد رجب، لازم أضرب تعظيم سلام، لملك الكلمة في القرن الواحد والعشرين لأنه من الشخصيات التي تتواجد مرة واحدة، وأنا أعتقد أنه في تذكرة ذهاب بدون عودة فهو سيظل عايش في حضرة صاحبة الجلالة مدى الحياة، فهو ظاهرة لن تتكرر،لأنه جزء من مبدعي الصحافة الحقيقة التي نشأت في عصر مصطفى وعلى أمين».


 وأضاف: «كنت أقوم بترجمة كل كتاباته بالموال منذ عام 2012، فعندما كتب أحمد رجب نص كلمة أيام فترة حكم الإخوان بعنوان «مصر بتوجعني» وقفت عند هذه الكلمة، وقررت أن أكتب عنها موالًا، وبالفعل كتبت الموال وأرسلت له نسخة قبل النشر، وفى اليوم التالى اتصل بي وأخبرني أن لا ينشر الموال لأنه سينشر في «نص كلمة» فقولت له أن هذا اليوم يعد بمثابة عيد قومي لبخيت بيومي».

 

آمال عبد السلام


«أفتقد أحمد رجب كثيرا جدا وأشتاق لكلماته، فهو ظاهرة جميلة يصعب على أي إنسان التحدث عنه، يتحدث بجرأة لكنه خجول إلى درجة كبيرة جدا كتاباته كانت السهل الممتنع».. بتلك الكلمات وصفت الكاتبة الصحفية آمال عبدالسلام «ملك الفكاهة».


وواصلت حديثها عنه وذكرياتها معه، قائلة: «أتذكر أن أول مرة أكتب عمود فى الأخبار، لجأت له لأخذ رأيه، فكان رده إوعى تفشلى هزعل منك لو فشلت، سألته أكتب المقال الطول ولا بالعرض فرد قائلا: اعمليه بالعرض علشان الناس متعملش مقارنة "وعند نزول المقالة اتصل ليهنئني، يكفيني فخرا أنى اتعلمت من هذا الرجل، افتقدنا وسنظل نفتقد عظيم بحجم أحمد رجب».

 

عمرو فهمى 


وأخيرًا الكاتب عمرو فهمي، الذي أكد أنه كان سعيدًا جدا بمشاركته أحمد رجب بالكاريكاتير، بعد أن سنحت له الفرصة للحديث عن العبقري العظيم الراحل «أحمد رجب».


وعن اللقاء الأول، قال «فهمي»: «التقينا لأول مرة في افتتاح مجلة «كاريكاتير برئاسة الأستاذ مصطفى حسين، عندما حدث خلاف بينه وبين الراحل مصطفى حسين، وانقطع التعاون بينهم، وتم تكليفي من قبل الأساتذة إبراهيم سعدة وأحمد رجب، بالتعاون مع العظيم أحمد رجب فى عمل  الكاريكاتير».


وأضاف: «لكن وقتها طلب الأستاذ مصطفى حسين أن يتغير شكل الفلاح لأنه شخصية من تأليفه وله حق ملكيته .لعدة مسئولين هم عاطف عبيد وأحمد نظيف، ورسمت شخصية الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبالفعل تم التعاون معه في عمل كاريكاتير فلاح كفر الهنادوة  في البداية».


 وذكر في نهاية حديثه: «قال لى الكاتب الكبير وجيه أبو ذكرى، لو تم كتابة فكرة أحمد رجب على إحدى رسوماتك ستدخل التاريخ».