أحلام مصرية جداً

الصراع الأزلى بين الخير والشر

نهاد عرفة
نهاد عرفة

وقع الخبر الذى نشر أمس بالمواقع والصفحات الأولى، علينا كالصاعقة، تقرير رسمى من وزارة الزراعة أعلنت فيه عن ضبط شحنة تشمل 24624 كتكوت بط عمر يوم بسبب إصابته بالسالمونيلا والتى تنتقل للإنسان وتسبب أعراض تسمم غذائى وإسهال، وقد تؤدى للوفاة، وقد تم اكتشافها فى العينات التى تم سحبها بمعرفة الحجر البيطرى بمطار القاهرة فور وصول الشحنة، والتى تم إعدامها بالكامل. فماذا لو كانت كتاكيت البط دخلت الأسواق المصرية؟ الخبر مفاجأة ومثير، لماذا..؟ لأن المستورد جاء ومعه شهادة صحية من فرنسا تفيد بسلامة كتاكيت البط من الإصابة بالسلامونيا، إلا أن إجراءات الكشف عليها أكدت عكس ذلك!.. السؤال، هل أعطت الدولة المصدرة هذه الشهادة فعلاً للمستورد المصرى، أم هناك تلاعب ما حدث من المستورد لإدخال الشحنة إلى مصر؟.. فى عام 2016 ولمدة 4 شهور أوقفت وزارة الزراعة شراء البط من فرنسا عقب إعلان فرنسا عن ظهور 96 بؤرة مصابة بأنفلونزا الطيور والسلامونيا بها، ثم سمحت الزراعة بالاستيراد بشروط وضوابط منها فحص كتاكيت البط خلال وجودها بالمطار عقب ارتفاع الأسعار محلياً وتلبية لزيادة موسم الاستهلاك خلال شهر رمضان، وفى العام الماضى سحبت شركة لاكتاليس الفرنسية ما يزيد على 12 مليون صندوق من حليب الأطفال المجفف الذى تنتجه من أسواق 83 دولة بسبب فضيحة تلوثه ببكتريا السالمونيلا ! أى أن هناك فاسداً بالشركة الفرنسية سمح بوجوده فى حليب الأطفال، أو أن المسئولين عن الفحص أهملوا ولم يؤدوا واجبهم، وليصاب أطفال العالم بهذا المرض اللعين الذى قد يؤدى إلى الوفاة إذا لم يتم علاجه. الفساد، هذا الصراع الأزلى بين الخير والشر منذ بدء الخليقة، ومحاربته ليست مسئولية الحكومات والدول وحدها، إنما بمحاسبة أنفسنا والإبلاغ عن المفسدين. وحين يتبع المستورد الفاسد هواه ومصالحه الشخصية لا علاج له سوى أن يكون عبرة للآخرين لأنه يضر مجتمعا بأكمله، فماذا يضير المستورد غير الغرامة وإعدام شحنته، مطلوب اتخاذ العقوبات المشددة لمن يثبت تورطه بالإتجار فى استيراد الأطعمة الفاسدة وتقليص مدة التقاضى والإسراع فى الأحكام، القانون نص على معاقبة من يثبت تورطه فى قضية لحوم غير صالحة، بالغرامة والسجن لمدة تتراوح ما بين سنة وحتى 3 سنوات، ولكن لا يتم تفعيله.