فى الصميم

علاقات أزلية ومصير مشترك

جـلال عـارف
جـلال عـارف

فى أول يوم عمل لحكومة السودان الجديدة كان الوزير سامح شكرى هو أول وزير خارجية يزور السودان الشقيق رسميا حاملا تحيات مصر شعبا وقيادة، ومؤكدا على فتح كل الأبواب للتعاون الوثيق الذى يحقق طموحات الشعبين الشقيقين.
العلاقات الأزلية بين مصر والسودان كانت على الدوام صمام الأمان للبلدين الشقيقين، وكانت- ومازالت - قادرة على التصدى لكل المؤامرات. والآن تنفتح الآفاق فى ظل سودان الثورة للمعنى قدما فى بناء علاقات متميزة تقوم على التعاون فى كل المجالات، والشراكة التى تحقق التكامل وتعلى مصالح البلدين والشعبين الشقيقين فوق كل اعتبار.
تدرك مصر جيدا الميراث الثقيل الذى تتعامل معه حكومة السودان الجديدة بعد ثلاثين عاما من هيمنة «الإخوان»، التى تعرف مصر جيدا معناها، والتى قاست مصر كما قاسى شعب السودان من ويلاتها. ومن هنا كان موقف مصر المبدئى منذ بداية الحراك الوطنى فى السودان بأنها مع ما تقرره الإرادة السودانية وحدها، وهو ما تحقق بانتصار قوى التغيير وتحملها مسئولية انقاذ السودان مما كان ينتظره فى ظل العربدة الإخوانية.
الآن.. كل الأبواب مفتوحة لدعم العلاقات الأزلية بين مصر والسودان، ولدعم السلطة الجديدة فى السودان وهى تتعامل مع الميراث الثقيل، وتفتح الأبواب لحقوق السلام وإنهاء الحروب الداخلية والمضى قدما فى التعامل مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
التعاون بين البلدين الشقيقين ليس فقط تعبيرا عن العلاقات التاريخية  ولكنه أيضا هو السبيل لضمان الأمن وتحقيق المصالح المشتركة فى ظل أوضاع إقليمية زاخرة بالتحديات، ومع تربص قوى لا تريد الخير للسودان أو مصر، ومع مؤامرات ستظل دوما تحاول وضع العراقيل فى طريق العمل المشترك بين البلدين الشقيقين.
التحديات كثيرة.. لكن العلاقات الأزلية بين شعبى مصر والسودان قادرة على أن تفتح كل أبواب الخير وأن تحقق كل طموحات الشعبين الشقيقين.