نص كلمة وزيرة السياحة في مؤتمر الإعلان لمعايير الفنادق الجديدة

 مؤتمر الإعلان لمعايير الفنادق الجديدة
مؤتمر الإعلان لمعايير الفنادق الجديدة

عقدت وزارة السياحة، مؤتمر صحفيا، اليوم، للإعلان عن المعايير الجديدة للفنادق المصرية بمشاركة غرفة المنشآت الفندقية و تحت رعاية مجلس الوزراء.

وتنشر "بوابة أخبار اليوم"، نص كلمة وزيرة السياحة د. رانيا المشاط.

الزملاء الأعزاء، الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة


معالي السادة المحافظين، اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة،
الحضور الكريم،
بداية أتوجه بخالص الشكر والتقدير لدولة رئيس مجلس الوزراء لرعايته لمؤتمر اليوم للإعلان عن المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق في مصر New Hospitality Criteria، والتي لم تُحَدَّث منذ ما يقرب من ١٤ عاما، وهو ما يعد تأكيدا على دعم الحكومة لقطاع السياحة، ويعكس مدى أهمية تطبيق المعايير الجديدة بالنسبة للسياحة المصرية، وهو ما يعتبر-وبحق-حجر الزاوية في رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة وتحسين جودة المنتج السياحي المصري.


لقد عكفت وزارة السياحة منذ يناير ٢٠١٨ على وضع برنامج إصلاح هيكلي لتطوير قطاع السياحة والذى أطلقته الوزارة في نوفمبر الماضي، وذلك لتنفيذ رؤية الوزارة فى تحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف الي رفع القدرة التنافسية للقطاع، وتتماشى مع الاتجاهات العالمية.


إن المحور الهيكلي في اي خطة إصلاح يكون دائما هو الأصعب والأطول فى تحقيقه، لكنه في النهاية يضع الدول على مسار مستدام من التنمية ويزيل العقبات التى قد تواجه أى قطاع ، وهو ما تقوم به وزارة السياحة حاليا من خلال برنامج الاصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، والذي يرتكز على خمسة محاور رئيسية، وهى الإصلاح المؤسسي، والإصلاح التشريعي، وتطوير البنية التحتية والاستثمار، وتحديث آليات الترويج للسياحة، وقد وضعنا مصفوفة تنفيذية لتحقيق هذه المحاور بالتنسيق مع جميع الأطراف ذات الصلة لإنجاحها.


عندما بدأنا خطوات الإصلاح وضعنا نصب أعيننا عنصرين غاية في الأهمية لرفع تنافسية قطاع السياحة؛ وهما : الاستثمار في العنصر البشرى ورفع كفاءة العاملين بالقطاع من خلال التدريب الفني والمهني والمؤسسي، بما يعزز مستوى الخدمة السياحية المقدمة وهو ما نقوم به في الوزارة بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية.


والعنصر الثاني هو رفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت السياحية والفندقية، وفي هذا أخذت وزارة السياحة على عاتقها تحديث منظومة معايير تصنيف الفنادق المصرية للمرة الأولى منذ 2006 لتتماشى مع المعايير الدولية، ولتنافس الفنادق المصرية مثيلاتها العالمية.


ان المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق التي نعلن عنها اليوم، هي نتاج جهد وعمل متواصل، خلال الأشهر الماضية، من قبل وزارة السياحة بالتعاون مع شركائنا من القطاع الخاص والمتمثل في غرفة المنشآت الفندقية، الى جانب التعاون المثمر مع منظمة السياحة العالمية التى قامت بترشيح عدد من الخبراء الدوليين المتخصصين في مجال تصنيف الفنادق للخروج بمعايير تواكب المعايير العالمية، والمنظمة حريصة كل الحرص على دعم برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، ونحن ايضا حريصون على تطوير وإعادة صياغة علاقاتنا مع المؤسسات الدولية الكبرى مثل منظمة السياحة العالمية، وذلك فى إطار محور الإصلاح المؤسسى لبرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة.


وانتهز الفرصة لتقديم الشكر للسيد زوراب بولوليكاشفيلي امين عام منظمة السياحة العالمية لتعاونه المستمر مع وزارة السياحة المصرية، ولايفوتنى أن أشير إلى قيامه بإهداء فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي درع من المنظمة تقديرا منها لدعمه الفعال لقطاع السياحة المصري من خلال اطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة وإسهامه في استراتيجية ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة.


وبالطبع فإن الكلمة المسجلة للسيد امين عام منظمة السياحة العالمية التى عرضناها منذ قليل على حضراتكم والتى قام من خلالها بإرسال تحياته للسيد رئيس مجلس الوزراء ولكم جميعا، تعكس أهمية الإعلان عن هذه الخطوة الهامة في مسار تطوير القطاع، وحرصه على مشاركتنا إياها، رغم انشغاله بالدورة الثالثة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية والتي تبدأ فعالياتها اليوم في سان بطرسبرج في روسيا.
السيدات والسادة،،،


إن وزارة السياحة حريصة كل الحرص على وجود منظومة متكاملة لجودة الخدمات الفندقية، حيث بدأت خطوات صياغة معايير التصنيف الجديدة بعمل العديد من الزيارات الميدانية للفنادق المصرية ذات التصنيفات المختلفة فى المحافظات السياحية لدراسة أوضاعها ومراجعة تقييم تصنيفاتها، وبالرغم من صعوبة هذه المهمة إلا أن فريق العمل نجح في إنجازها، كما تم عمل لجنة مع شركائنا في القطاع الخاص وتم عقد عدة حلقات نقاشية لوضع المعايير الجديدة.


إن أهمية المعايير الجديدة تكمن في أن تطبيقها سوف يعزز من تنافسية قطاع السياحة في مصر، ويرفع من تنافسية القيمة السعرية للإقامة بالفنادق المصرية، حيث يُعتبر تَمَيُز الفندق وجودة الخدمة المقدمة به عاملا أساسيا في استمتاع السائح بزيارته وتشجيعه على تكرارها، وأود أن أشير هنا إلى أن معايير تصنيف الفنادق في مصر التي لم يتم تحديثها منذ عام 2006 كانت تقتصر على المكونات الثابتة بالفندق دون النظر إلى أسلوب الخدمة المقدمة او مراعاة المعايير البيئية والصحية، وبالتالي فإن تطبيق معايير جديدة لتتماشى مع المعايير العالمية كان ضرورة ملحة، فقطاع السياحة عالميا في تطور مستمر ويتعين علينا العمل على مواكبة هذه المتغيرات المتلاحقة.


ان المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق ستمثل نقلة نوعية كبيرة للقطاع، حيث ان التقييم الجديد يشتمل على معايير ترتكز على المكونات الثابتة بالمنشأة الفندقية وكذا المعايير المتغيرة التي تقيس المستوى الصحي ومستوى الخدمة المقدمة من العنصر البشرى وأسلوب الإدارة للمنشأة وغيرها.


كما أن هذه المنظومة تم وضعها مع مراعاة البعد البيئي وتطبيق مفهوم الفنادق الخضراء واستخدام تكنولوجيا الطاقة النظيفة بما يساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الموروثات الطبيعية والتراثية.


وفي إطار التنمية المستدامة واستغلال المقومات السياحية وتلبية احتياجات السوق ومتطلبات السائحين فقد تم لأول مرة إضافة أنماط سياحية جديدة للإقامة تهدف إلى جذب مزيد من السائحين، وذلك في ضوء التغيرات التي طرأت على صناعة السياحة عالميا والطلب المتزايد على مثل هذه الأنماط والمتمثلة في الذهبيات، والفنادق البيئية والمعروفة باسم، Eco lodges ، والشقق الفندقية Apartment Hotels ، والبوتيك أوتيل.


كما تم أيضا تحديث المعايير السابقة لأنماط الفنادق الثابتة والمنتجعات والفنادق العائمة والفنادق التراثية والمعروفة ب Heritage Hotels، والمخيمات التي شملت إضافة معايير لمخيمات السفارى، مع مراعاة البعد البيئي ومعايير الفنادق الخضراء واستخدام تكنولوجيات الطاقة النظيفة بما يساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الموروثات الطبيعية والتراثية.


وبعد تعريف كل نمط من هذه الأنماط قمنا بوضع معايير تصنيف خاصة بها،، مما سيتيح لوزارة السياحة الفرصة للقيام بدورها الرقابي على مثل هذه المنشآت لضمان جودتها وجودة الخدمات التي تقدمها.


وإيمانا بأهمية العنصر البشرى في نجاح أية منظومة وضرورة توفير المناخ الملائم للعمل حتى يتسنى تحقيق أفضل النتائج فقد تم تضمين شروط وضوابط خاصة بسكن العاملين في المعايير الجديدة.
وبالتزامن مع صياغة معايير التصنيف الجديدة قامت الوزارة بتدريب مفتشى قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية على المعايير الجديدة وذلك على يد خبراء من منظمة السياحة العالمية لضمان جاهزيتهم واستعدادهم للقيام بعملهم فور تطبيق المنظومة الحديدة.


فقد تم تأهيل 23 مفتشا من قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية بالوزارة على المنظومة الجديدة وتأهيل 6 مدربين TOT لضمان استمرارية التأهيل والتطوير، وتدريبهم على استخدام tablet تم تصنيعه خصيصا لهذا الغرض، وذلك ضمن هدف التحول الرقمى digitalization بما يضمن ان تتم عملية التقييم بكل نزاهة وشفافية.


ومن منطلق حرص الوزارة على دعم المنشآت الفندقية، وتقديرها للتحديات التي مرت بها على مدار السنوات الماضية فسوف يتم منح هذه المنشآت مهلة لتوفيق أوضاعها وفقا لهذه المعايير الجديدة، لأن القطاع الخاص كان ولا يزال وسيظل شريكنا في النجاح.


ونهاية ...لا يفوتنى أن أتقدم بالشكر لوزارتي البيئة والصحة والسادة المحافظين على تعاونهم الدائم معنا، كما أتقدم بالشكر والتقدير لفريق العمل بقطاع الرقابة على المنشآت الفندقية بالوزارة بقيادة الأستاذ عبد الفتاح العاصى، كما أتوجه بالشكر للمستشارة السابقة الدكتورة نورا سالم، والمستشارة الحالية الدكتورة سها بهجت، وغرفة المنشآت الفندقية ورئيسها الأستاذ ماجد فوزى والأستاذ عبد الحميد أبو يوسف عضو الغرفة، وذلك لجهودهم التي أثمرت عن هذه المعايير الجديدة التي سوف تضمن لقطاع السياحة في مصر تحقيق تنافسية أكبر بين المقاصد السياحية على مستوى العالم.


أشكركم على حسن استماعكم... وأتمنى مزيد من التطور والنجاح لقطاع السياحة الذي يمثل أحد دعائم الاقتصاد القومي ،،،،