بالبلدى..

«دكة» عم شحتة

مصطفى يونس
مصطفى يونس

لو كنت من أهل الصعيد فستفهم كلماتى سريعا، ونفس الشيء فى محافظات الوجه البحرى ذات الطبيعة الريفية.. قد يصعب الأمر قليلا على سكان العاصمة وبعض المدن، فالقصة حقيقية عمرها تجاوز 40 عاما لتصبح إحدى علامات أشهر المناطق الشعبية.. فعندما تجبرك الظروف إلى الذهاب للعمل أو قضاء مصلحة ما فى إحدى المناطق وتسأل أحد الأشخاص كيف تصل إلى المكان الذى تقصده؟ فستجده يقول لك عند دوار فلان أو مندرة الحاج فلان أو حتى منزل كذا، وهو ما يدل بالتأكيد على أن هذه علامات اشتهر بها المكان.. هنا فى إمبابة أشهر المناطق الشعبية فى القاهرة الكبرى لو قدر الله لك النزول أو السكنى أو حتى التدخل فى الحياة السياسية، فبالتأكيد ستسمع عن "دكة" عم شحتة.. الـ "دكة" هى موضع الجلوس والإستراحة، مصنوعة من الخشب وتتكون من أربعة أرجل ومستطيل خشبى ومسند للظهر ليتكئ عليه الجالسون، منتشرة فى قرى ونجوع الصعيد.. "دكة" عم شحتة لها حواديت وقصص بين أهالى المنطقة، فعليها يجلس نواب البرلمان وكبار المنطقة وعامة الشعب ويستقبل عم شحتة السنتريسى صاحب الدكة العديد من مشاكل وشكاوى الأهالى ويقوم بالتدخل لحلها، حلا عرفيا.. القصة طويلة بالفعل منذ والده رحمه الله فى سبعينيات القرن الماضى، لتصبح فى الفترة الأخيرة موضع أمان للكثيرين ممن تأذوا من شخصيات بعينها، أو لجوء البعض من الذين لهم ميول انتخابى للفضفضة والتعرف على الوافدين عند عم شحتة.. والأكثر من ذلك هو أنك لا ترى مرشحا انتخابيا أو شخصية عامة بالمنطقة بأكملها إلا وتجلس بين حين وآخر على "دكة" عم شحتة، حتى أصبح البعض يتقابل عليها لتتحول إلى منتدى ثقافى وكتلة انتخابية لا يمكن إهمالها.. بالمناسبة عم شحتة السنتريسى شخصية قوية تتمتع بكاريزما مثل عمدة القرية، بزيه الصعيدى رغم أنه "منوفى الأصل" ولديه قبول لدى الكثيرين لتواجده فى المناسبات بين الأهالى.. إمبابة بالتأكيد تحتاج إلى الكثير من المخلصين حتى يكونوا سندا لرجال الشرطة الشرفاء الذين لا يتوقفون عن محاربة المخدرات والخارجين عن القانون وكشف غموض عشرات القضايا بإشراف اللواء المحترم محمود توفيق وزير الداخلية وجهد جهازى الأمن الوطنى والأمن العام ومديريات الأمن.