من باب العتب

الحاجات دى بتتنظر..!

د. محمود عطية
د. محمود عطية

 عشت فترة قصيرة فى الخارج وتحديدا فى انجلترا.. فهمت عاداتهم وتقاليدهم خاصة فى الحمل والزواج.. وما لفت انتباهى لذلك ما وجدته بالمقابل عندنا فى «الحمل» وما يصحبه عند كثير من نسائنا وعموما فى شرقنا.. على سبيل المثال حين تتزوج «بنت من بتوع بلاد بره» وترزق بالحمل.. تجدها سريعا تعلن النبأ على الجميع كأنها قد حققت ما لم يحققه الأوائل.. وبلغت عنان السماء بغير مركبة فضاء.. وعلى عجل يبدأ أصدقاؤها يحتفلون معها ومع أسرتها بالحمل الجديد.. والهدايا ترف عليها من كل حدب وصوب.. وبدورها تعلن كل فترة عن «شهرها» وتطرح الاسم المقترح «توم» على أصدقائها لأخذ رأيهم.. وتصدع دماغ صديقاتها بأخباره بيتحرك ناحية اليمين ثم يتجه يسارا، إنه شقى جدا.
ويوم أن تضع حملها ترى صديقاتها بجانبها متحلقات تحكى لهن وقائع ولادتها بالتفصيل.. كيف كانت سهلة موت عشان أخدت بنج و«جيمى» - جوزها - كان يقف ساعة الولادة بجانبها زنهار وما حستش بأى حاجة.. والطبيب طمأنها على البيبى ووزنه فوق الطبيعى.. وتلتزم بنصائح الطبيب من حيث رعاية المولود وأكله الصحى.
قارنت ذلك بما حدث فى خلفتى الأولى وما مررت به.. طب ازاى؟!.. أقولك.. عندنا الحكاية اختلفت خالص.. فحين حدث الحمل الأول لزوجتى طبعا ما حدش خد خبر خالص أن المدام حامل ولا حتى أنا.. طبقا لتعليمات الست حماتى تحت بند «أصل الحاجات دى بتتنظر».. المهم بدأت المدام تلبس واسع.. وانتبهت أنه حين تسألها إحدى زميلاتها انت حامل؟ تجيب: «والله ما انا عارفه..».. ولما أصبح بطنها قدامها مترين لم يعد الكذب نافعا بدأت تردد فى إنفة: «والله غصب عنى انا ماكنتش عايزة دلوقتى..».. طب انت فى الشهر الكام؟، تستمر فى المراوغة وترد: تقريبا فى الخامس خمسة.. والله أعلم ..!! طب ولد ولا بنت تجيب بنفس الطريقة العجيبة: أصل الدكتور مش عارف يشوف عشان البيبى مقرفص.. طب نفسك تجيبى واد ولا بنت.. ترد: كل اللى يجيبه ربنا كويس ؟.. وانا عارف هيه ح تموت عايزة ولد.. ولو اتزنقت فى السؤال وبإلحاح تقول نفسى فى بنت لكن أبوها بقى..!.
وبعد ما تضع حملها تقول مش طلع ولد ومكناش عارفين.. لا يا شيخة والنبى.. وتؤكد أنها كانت بتموووت ساعة الولادة أصل ولدت قيصرية.. مع أنها ولدت طبيعى.. وتبدأ شهر نفاس فى بيت أبيها.. نفسة بقى.. وخد عندك فراخ وحلبة وكراوية وقرفة وموغات.. وتردد دائما أن الواد تعبان وماحدش يخش عليه حالق شعره.. والواد كان زى القرد.. وتراوغ فى أخبار صحته.. عنده الصفرة ومبيرضعش.. آه والله مبيرضعش.
وطول الليل تصوت انت إيه عايز ترضع طول اليوم دا شفطنى خالص اتهد شوية أنا تعبت خلاص.. وشهرين وبقت حامل تانى بقدرة قادر.. طب مش بتقولى أعرف بس.. أقول إيه ما انت عارف الحاجات دى بتتنظر..!