شركة أدوية: 59% من السيدات المتزوجات يستخدمن أدوية منع الحمل

صورة من المؤتمر
صورة من المؤتمر

 

أعلنت إحدى الشركات الوطنية لصناعة الدواء، تنفيذ خطة لمضاعفة إنتاجها من أدوية منع الحمل التي تضاهي المنتج المستورد وبنصف ثمنه، وطرح أدوية جديدة مازالت قيد التسجيل لتغطية احتياجات السوق.

وأكد عضو مجلس إدارة الشركة د.محمد شرين حلمي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء 4 سبتمبر، أنه بالإضافة لمضاعفة أدوية منع الحمل يجري إطلاق حملة مكبرة تتضمن جانبين الأول التوعية في الصيدليات حتى يكون الصيادلة على دراية كاملة بالمنتجات المصرية ذات الجودة العالمية لمنع الحمل، والثاني تدريب الصيادلة على أيدي أطباء متخصصين حتى يقدموا استشارات للسيدات اللاتي يترددن على الصيدليات للتوعية بتنظيم الأسرة وتعريفهم بالبدائل المحلية الجديدة.

وأوضح أن ذلك يأتي في إطار دور الشركة الوطني للمساهمة في سد احتياجات السوق، من وسائل منع الحمل، من أجل المشاركة في مواجهة أزمة الزيادة السكانية التي تعاني منها مصر وتلتهم كل جهود التنمية.

وأضاف د.محمد شيرين حلمي أن الحكومة تعمل على الحد من ارتفاع معدلات المواليد بمختلف الوسائل والطرق من خلال توفير وسائل تنظيم الأسرة سواء من خلال الطرح المباشر لهذه الوسائل من خلال المستشفيات الحكومية أو من خلال دعم شركات الأدوية العاملة في إنتاج وسائل تنظيم الأسرة. وأشاد بدورها في إدارة كافة الجهود المبذولة من خلال الجهات المختلفة بالاضافة إلى دورها الأساسي في توفير هذه الوسائل في المستشفيات والوحدات الحكومية.

وأشارت مسئول الخدمات الصحية بمجلس السكان الدولي د.نسرين فؤاد، إلى أن نسبة استهلاك أدوية منع الحمل في مصر بلغت 59% من السيدات المتزوجات، عام 2018، ونسبة الحاجة غير الملباة وصلت إلى 13 %، بعد أن وصل عدد السكان لأكثر من 100 مليون نسمة، وتحاول الدولة مواجهة الزيادة السكانية المضطردة سواء بحملات توعوية أو توفير وسائل منع الحمل إلا أن المشكلة لا تزال قائمة، تلتهم الموارد وتؤثر سلبًا على الاقتصاد والتعليم والصحة وجودة الخدمات.

وأكدت على الدور المحوري لمؤسسات المجتمع المدني من جمعيات أهلية لزيادة التوعية بأهمية وفوائد تنظيم الأسرة للفرد والمجتمع وكذلك تصحيح المفاهيم المغلوطة حول وسائل منع الحمل، وقيام شركات الأدوية الوطنية بدور أكثر محورية لتوفير أدوية تنظيم الأسرة بأسعار مناسبة وبإمداد مستمر طوال العام للحد من عدم توافرها.

قال العضو المنتدب لشركة تكنو فارما د.أحمد رفاعي، إن الشركة تضخ شهريًا بعد مضاعفة الإنتاج، نصف مليون عبوة من منتجاتها، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج حوالي 5 مليون عبوة بنهاية العام الجاري، و6 مليون عبوة خلال العام المقبل 2020، لتغطية احتياجات السوق، بالإضافة إلى مليون عبوة من أدوية الهرمونات الأخرى.

وأضاف أن الشركة تنتج أربعة أدوية منع حمل هي عقار فيموجيسال أقراص بسعر 24.5 جنيه، وعقار نورجسيتاديول أقراص بسعر 22.25 جنيه، وتكنوسبيرون أقراص بسعر 25.25 جنيه، وعقار افيونهيبيتا أقراص لمنع الحمل للسيدات في فترة الرضاعة بسعر 22 جنيها.

وأوضح أن الشركة تستخدم في تصنيع أدويتها مواد خام فائقة الجودة يتم استيرادها من الإتحاد الأوروبي لتحقق أعلى فاعلية وأمان للمستخدمين ولمنافسة مثيلاتها المستوردة.

من جانبه قال أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس د.أشرف قرطام، أن الوسائل المتاحة لتنظيم الأسرة، تتنوع بين اللولب وهو الأشهر والأوسع استخدامًا في مصر ثم حبوب منع الحمل حيث تضم الحبوب الأحادية التي تستخدم أثناء الرضاعة والحبوب المركبة التي تحتوي على مزيج من الهرمونات التي تماثل الهرمونات في جسم السيدة، وكذلك الواقي الذكري والأنثوي وحقن منع الحمل والكبسولات التي تزرع تحت الجلد.

وردًا على تساؤل حول الآثار الجانبية لأدوية منع الحمل أضاف أنه لا توجد وسيلة دون أثار جانبية حتى المستورد، فقد تعاني بعض السيدات خلال الفترة الأولى لاستخدام أدوية منع الحمل مثل الأقراص من بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل الصداع، اضطرابات بالجهاز الهضمي، بعض الآلام بالثدي، إلا أن هذه الأعراض تختفي بالتدريج مع الاستمرار في الاستخدام كما أنها لا تحدث لجميع السيدات، وبنسبة محدودة للمستخدمين.

عن الأضرار التي قد تحدث نتيجة نسيان تناول حبوب منع الحمل قال دكتور أشرف إن ذلك قد يؤدى إلى إضعاف تأثيرها، ويمكن التعامل مع ذلك في حدود معينة ومع تجاوزها تقل فعالية الدواء، ومن ثم تزيد احتمالية حدوث الحمل، وقد يتسبب نسيان تناول الحبوب فى تغير مستويات الهرمونات مما قد يؤدى إلى حدوث بعض الخلل في موعد الدورة الشهرية للسيدات.

وأشار إلى أن أقراص منع الحمل لها فوائد أخرى بخلاف تنظيم النسل وهي خفض الالتهابات الحوضية وتقليل نسبة الأورام الليفية، وعلاج بطانة الرحم المهاجرة، حالات زيادة الشعر في أماكن غير طبيعية للسيدات بسبب مرض التكيسات المبيضية، والحالات المصابة بالإنيمياو تريد وسيلة لتنظيم الأسرة، بالإضافة إلى الوقاية من بعض الأورام السرطانية مثل سرطان المبيض.

كما عرض أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة ومدير مستشفى النسا بقصر العيني د.أحمد محمود، أهم التحديات التي تواجه تنظيم الأسرة في مصر وهي انتشار عدد من الشائعات منها تأثير حبوب منع الحمل على الخصوبة وتسببها في العقم، وتسبب أدوية منع الحمل في الأورام السرطانية المختلفة، نافيًا هذه الشائعات التي تستلزم مواجهتها من قبل الأطباء المختصين وجهود التوعية.

وأوضح أن ثاني التحديات تمثل في عدم توافر بعض الوسائل على فترات مختلفة من العام، ولذلك اتجهت العديد من الشركات الوطنية لإنتاج وسائل تنظيم الأسرة محليًا على مستوى من الجودة والفعالية التي تقارن بمثيلاتها من الوسائل والأدوية المستوردة، وتشترط وزارة الصحة على شركات الأدوية المصرية أن تكون الفعالية مماثلة للأدوية المستوردة حتى يتم السماح لها بالتداول في السوق المصري.

وأشار د. احمد محمود إلى أن سلوك السيدات في استخدام الوسائل المختلفة أو التوقف عن الاستخدام بدون الرجوع للطبيب أحد العوامل التي قد تحد من نجاح فعالية وسائل تنظيم الأسرة.

ودعا المستشفيات والوحدات الحكومية بتقديم المشورة الصحيحة والخدمة اللائقة والمعلومات الكافية عن الطرق الصحيحة لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة لمواجهة الشائعات والحد من الزيادة السكانية.