حروف ثائرة

المستشفيات الخاصة.. «كله بما يرضى الله»!!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

لا شك أن هناك اهتماما غير مسبوق من الدولة بالصحة.. وليس مقبولا التشكيك فى ذلك لتقصير هنا او سوء معاملة هناك او إهمال طبى وسلبيات أخري..لنكن منصفين ونحكم العقل بعيدا عن التربص.. فالصحة عانت مثل عدة قطاعات الإهمال الجسيم لعقود..وتراكمت المشاكل ورفعت مستشفيات الدولة شعار « الداخل مفقود والخارج مولود «.. ولا يعقل أن تنتهى مشاكل عقود بجرة قلم او ضغطة زر..وعندما تبدأ الدولة خطة إصلاح ناجحة بشهادات دولية فلنهدأ ونراقب الدولة..نشد على يدها مشجعين نجاحاتها ونوجه ونقوم إنحرافها.
وهنا نتحدث عن نقطة مهمة بمنظومة الصحة ولا أدرى هل تضعها الدولة فى حسبانها؟.. إنها المستشفيات الخاصة..لا أتحدث عن كبرى المستشفيات وأشهرها بالقاهرة وعواصم المحافظات.. إنما مستشفيات تقع بحوارى القاهرة وقرى ومدن المحافظات..بعضها للأسف يتبع جمعية خيرية إسلامية أو قبطية.. تلك المستشفيات « تذبح « المرضى وأهلهم بسكين تلم هو التكلفة.. وأسوق هنا مثالين حقيقيين يكشف غياب الرقابة عن تلك المستشفيات..
المثال الأول لمستشفى بالقاهرة تابع لجمعية خيرية إسلامية..أنهى المريض أسبوعا بعنايته المركزة ودفع 30 ألف جنيه ليتبقى عليه 15 ألفا..استفسر عن مفردات الفاتورة أدخلوه فى حسبة برما.. نجح أهله فى الوصول للمدير بواسطة وطلبوا فقط مراجعة الأدوية التى كانت تبلغ يوميا حوالى 5 الاف جنيه بدون منطق.. الرجل خفض 7الاف جنيه.. بالطبع هناك مكسب بعد الخصم فمن المسئول عن تلك الزيادة؟
مريض اخر دخل العناية بمستشفى تابع لجمعية قبطية بشمال الصعيد.. دخل مصابا بصدمة تسممية كما قالوا.. تحسنت حالته بعض الشئ واخبرهم طبيب بالعناية أن حالته لا تستدعى البقاء بالمستشفى ولا أدويته وأجهزته ويمكنه الخروج.. لكن حدثت مماطلة من إدارة المستشفى وحجج متباينة من كل طبيب ليبقوا عليه ثلاثة أيام إضافية ظلت حالته خلالها كما هي.. ليكتشف انه مطالب يوميا بحوالى 5 الاف جنيه أدوية وأجهزة.. إذا كانت حالته مستقرة كما أكد الطبيب الأول فلماذا بقى بالعناية ولماذا كل تلك الأدوية.. أصر أهله معرفة أنواع الأدوية فجاءوه بانواع متباينة الأغراض والأسعار ولم ينجح بالوصول لمن يخفض المبلغ مثل الأول لكن سألهم بحسن نية.. من يثبت أنه تناول كل تلك الأدوية.. أجابوه « ضميرنا المهنى « !!
الأسئلة كثيرة.. أهمها من يراقب تلك المستشفيات.. ومن يحسم حاجة المريض للعناية والبقاء فيها..ومن يؤكد تناوله للأوية.. ومن يحاسب المستشفى فى حالة وجود أخطاء.. والى من يشتكى المريض هذا الإستنزاف لغير لله ؟ تلك المستشفيات باتت ترفع الشعار القديم لنظيرتها الحكومية.. مع وجود قسم خفى فيها جميعا الا وهو مجزر لسلخ المريض وأهله.. و» كله بما يرضى الله « !!