فوق الشوك

الرياضة.. ليست كرة قدم فقط

شريف رياض
شريف رياض

فى مواجهة خسائر متتالية وأداء ضعيف لمنتخبنا الوطنى لكرة القدم فى كأس العالم ٢٠١٨ بروسيا وكأس الأمم الأفريقية التى استضافتها مصر مؤخرا تأتى انجازات رياضية أخرى على المستوى الدولى فى كرة اليد التى فاز فيها منتخب الناشئين بكأس العالم أوائل الشهر الحالى ليصبح بذلك أول منتخب غير أوروبى يفوز بهذه البطولة منذ بدايتها عام ٢٠٠٥..

وفى الكرة الطائرة أيضا وصل منتخب الشباب إلى الدور نصف النهائى أمس فى بطولة كأس العالم المقامة حاليا فى تونس..

وفى المغرب تواصل مصر تصدرها لدورة الألعاب الأفريقية التى تستمر حتى السبت القادم برصيد حتى أمس الأول ١٤٣ ميدالية منها ٤١ ذهب و٦٤ فضة و٣٨ برونز بينما تأتى جنوب افريقيا فى المركز الثانى برصيد ٥٦ ميدالية فقط أى أقل من نصف الميداليات التى حصدتها مصر.


وهناك أيضا انجاز غير مسبوق حققته مصر فى لعبة الاسكواش التى استحوذت فيها على جميع ألقاب اللعبة فى بطولات العالم الفردية وبطولات الفرق.


انجازات تدعو للفخر وتؤكد أن الرياضة فى مصر ليست كرة قدم فقط ما يستدعى تغيير نظرة المجتمع والإعلام لكل اللعبات الأخرى وتسليط الأضواء على أبطالها ودعم اتحاداتها الرياضية سواء من قبل وزارة الشباب والرياضة أو رجال الأعمال الذين ينفقون بسخاء على كرة القدم رغم نتائجها المتدنية.


تكريم الرئيس السيسى مؤخرا لأبطال مصر فى كرة اليد الذين فازوا ببطولة العالم للناشئين ومنحهم وسام الرياضة من الطبقة الأولى يؤكد اهتمام الدولة بالرياضة وتقديرها للأبطال الرياضيين لكن مطلوب أن يرتفع وعى الرأى العام ونظرة الإعلام إلى نفس المستوي.


إرادة التحدى


مادمت أتحدث بفخر عن البطولات التى حققتها مصر رياضيا أجدنى مدفوعا للحديث عن انجاز حققه أحد زملائى فى الدفعة الأولى لكلية إعلام القاهرة «١٩٧٥» وهو الإعلامى هانى الجمل الذى اقتحم بعدما تجاوز عمره ٦٥ عاما مجال الدراسات العليا وخلال ١٦ شهرا فقط أعد رسالة ماجستير متميزة حول العوامل المؤثرة على الأداء المهنى للمراسل الإعلامى فى الخارج وانعكاساتها على الرضا الوظيفى لديه..

جودة الرسالة وتميزها أهلته للحصول يوم الخميس الماضى على درجة الماجستير بامتياز من قسم الإعلام بكلية آداب سوهاج. وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بالرسالة مؤكدين أنهم ولأول مرة يناقشون رسالة خالية من الأخطاء اللغوية قدم فيها الباحث نموذجا يحتذى يستوجب التوقف عنده والأخذ بتوصياته ومقترحاته.


الدرس الأهم من وراء كل ذلك - كما قالت اللجنة- هو إرادة التحدى التى يجب أن يتحلى بها كل انسان يريد أن يترك بصمة للأجيال القادمة.


إرادة التحدى هى التى دفعت هانى الجمل لاتخاذ هذا القرار بعد ٣٤ عاما قضاها فى الإمارات تسبقها ٤ سنوات فى إذاعة القاهرة الكبرى تمرس خلالها على تقديم كافة الأشكال الأخبارية المعروفة من الخبر للتقرير والتحليل والمقال عبر العمل بكل وسائل الإعلام كالراديو والتليفزيون والصحافة وانتهاء بوكالة أنباء الإمارات.. وبعد العودة لمصر مارس التدريس لطلبة كلية الإعلام بجامعة فاروس وهو كاتب صحفى ومحلل سياسى وصاحب مقال اسبوعى ينشر بانتظام كل خميس منذ عام ٢٠١٠ فى صحيفة الرؤية الإماراتية.


ألف مبروك لهانى الجمل فخر دفعتنا وعقبال الدكتوراه.