حروف ثائرة

الوطن والمواطن بين الحيتان والثعالب «2»

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

توقعت وجود رد فعل على مقالى الأسبوع الماضى «الحيتان عندما تتحول إلى ذئاب» حول لصوص أراضى الدولة ثعالب كل عصر.. ما لم أتوقعه كم التفاؤل والثقة لدى الغالبية العظمى بان الدولة جادة فى استرداد حقوقها من تجار نخاسة أراضى الوطن وأكلة قوت شعبه.. جادة وقوية وقادرة على تحقيق الهدف.. فالنظام الآن ليس لديه فواتير يسددها لأحد سوى الوطن.. ولا توجد أمانة سياسات أغلب أعضائها من المحاسيب والمنتفعين دعاة التوريث ودراويش الوريث.. يجتهدون فى «طبخ» القرار السياسى وإطعامه عنوة للشعب وإقناعه أن مراره «شهد مكرر».. وكله من اجل عيون الوريث وزبانيته.. وكله أيضا بثمنه من أراضى مصر وخيراتها حسب النجاح فى تضليل الشعب وتزييف إرادته.
استعرضنا الأسبوع الماضى نماذج من هؤلاء الحيتان وكيف يتحولون إلى ثعالب ترتدى ثياب الواعظين المسبحين بحمد النظام بهتانا وكله بثمنه !!..اليوم نرصد حيلا كثيرة توحشت بها الثعالب وأتخمت بالمال الحرام وحان وقت حسابها.. تلك الحيل أثق أنها لا تنطلى على الدولة..لكن الذكرى تنفع المؤمنين وتكشف الواعظين المزيفين.
هناك أراض تم استثمارها بالفعل وكما هو متفق عليه مع الدولة وهؤلاء نحملهم على الأعناق.. وهناك من لم يستثمر من أصله وهم شر الحيتان.. نبت خبيث غير سائغ طعمه.. وقد بدأت الدولة تواجههم بيد من حديد وتسترد أرضها.. هذان الصنفان واضحان وضوح الشمس سلبا وإيجابا.. لكن هناك أصنافا أخرى مفضوحة رغم محاولات تخفيها وراء مناصب سياسية أو منصات إعلامية.. فى مقدمتهم من غير نشاط الأراضى بقصد التربح وبتوحش مثلا من تم تخصيص الأرض لهم لزراعتها فغيروا النشاط لسكنى أو صناعى.. هذا تربح فاسد لا مراء فيه ومن حق الدولة سحب الارض بل وتغريمهم ومعاقبتهم.. والإسكندرية الصحراوى ملىء بالأمثلة بطوله وعرضه.
وهناك من بنى مصنعا أو مشروعا بجزء من الأرض لتكون ستارا ومحللا للجزء المتبقى منها وهو بملايين الأمتار ولا يوجد خطة واضحة لاستغلاله سعيا للتربح أو تحويلها لنشاط غير المخصصة له.. وهؤلاء أيضا يحاسبون حسابا عسيرا مثلما حدث بأراض شاسعة بطرق السخنة والسويس وسيناء وغيرها.
نصل لنقطة مهمة بهذا الملف العفن ألا وهى وضع اليد.. قد نقبله بمساحة صغيرة ولاستخدامات حياتية ضرورية.. هؤلاء يجب على الدولة الترفق بهم فهى مسئولة مثلهم عن هذا الوضع.. لكن من وضع يده على مساحات شاسعة وبأماكن ثرية مثل الشواطئ والمحاجر وغيرها فلتقطع يدهم التى مدوها على خيرات البلد بنية التربح من قوت المواطن.
القضية متشعبة.. ويحسب للدولة اقتحامها بدعم من الرئيس شخصيا.. فلتكمل المسيرة رغم ما بها من أشواك وألغام لكنها ستنتهى باستعادة الكنوز للوطن والثقة للمواطن.