حوار| صاحبة برنامج «حياتي»: مشاكل الجمهور لم تتغير.. وهذه أسبابها

الإعلامية الكبيرة فايزة واصف
الإعلامية الكبيرة فايزة واصف

ابتكرت أسلوبا مميزا لحل مشكلات المواطنين، من خلال عرضها بشكل درامى ممتع يحفظ لأصحابها السرية ويؤثر فى المشاهد، وهكذا نجح برنامج «حياتى» فى الحفاظ على نجاحه أكثر من 30 عاما، لتصبح صاحبته الاعلامية الكبيرة «فايزة واصف» واحدة من أنجح رواد الإعلام فى برامج المشكلات الجماهيرية.
..............
من صغرى بحلم أكون مذيعة، «كنت أمسك فنجان القهوة وأعمله ميكروفون»، وكنت أيضا أحب التمثيل وأشارك فى عروض التمثيل فى المدرسة، لكن مشكلتى أنى كنت هادئة وخجولة جدا، ووصلت للمرحلة الجامعية، والتحقت بكلية الآداب قسم اجتماع، ومازلت أعانى من مشكلة الخجل،ووجدت أخيرا أن أفضل علاج نفسى لحالتى هو الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج.
.......................
بعد تخرجى تقدمت لامتحان الإذاعة ونجحت،والتحقت بصوت العرب التى ساهمت فى تكوين شخصيتى الإعلامية، وكانت بداية عملى فى برامج المنوعات لكنى فشلت فشلا شديدا، لدرجة أننى كنت أخطئ فى نطق أسماء الأغانى لعدم درايتى بها.
....................
فى بداية الستينيات انتقلت للتليفزيون المصرى، وكنت معجبة ببرنامج فى صوت العرب اسمه «افتح لى قلبك»، ففكرت فى نقل الفكرة للتليفزيون بعد استئذان صاحبته، وقدمت أول برنامج لعرض المشكلات باسم «رسائل»،وكان يعتمد على ذهابى لأصحاب المشكلة فى بيتهم، لكن أساتذتى فى الإعلام انتقدونى لعدم حفاظى على أسرار الناس، فغيرت طبيعة البرنامج وفكرت فى تحويل المشكلة إلى شكل درامى مع الإشارة بالأحرف الأولى لاسم صاحب الرسالة، وتغير اسم البرنامج إلى «مشاكل»،ثم «آرائى»، وأخيرا «حياتى» بعد أن وجدنا كلمة حياتى تتكرر كثيرا فى الرسائل، وحقق البرنامج جماهيرية كبيرة واستمر أكثر من 30 عاما لاحتفاظه بنسب مشاهدة عالية.
............................
عمرى ما فكرت فى المناصب، ولم يعرض علىّ أى منصب، وربما لو عرض علىّ لرفضت لأنى كنت أحب التركيز فى البرنامج الذى صنع شهرتى، لدرجة أننى
كثيرا ما كنت أشارك فى كتابة السيناريو الدرامى للمشكلة تطوعا ودون الحصول على أى أجر إضافى، كما أننى كنت أستقبل المشكلات طوال اليوم حتى على تليفونى الشخصى.
....................
مشاكل الناس مازالت كما هى، ومعظمها سببه الزيادة السكانية وتأثيرها على الأسرة والبيت والأبناء، وأيضا مشكلة تعدد الزوجات وترك الرجل لزوجته وأبنائه بلا ذنب، وكثيرا ما طالبت بوجود قوانين لتقنين تعدد الزوجات، لكن رجال الدين اعترضوا، المشكلة الوحيدة التى وجدوا لها حلا هى مشكلة إنكار الأب لابنه، وقد تم حلها بتحليل «دى إن إيه».
.....................
أنا صنعت اسمى ونجاحى وشهرتى من التركيز فى مجال واحد وبرنامج واحد وحرصى المستمر على تطويره، وهو ما ساهم فى ربط المشاهد بى وبالبرنامج،وكثير من أبناء جيلى حققوا نجاحهم من خلال عملهم فى برامج لها طبيعة محددة، أما الآن فأرى معظم المذيعين يفضلون التغيير المستمر، ويعملون فى كل أنواع البرامج، وأتصور أن التخصص هو الأفضل وهو الذى يساهم فى صناعة شخصية
واسم المذيع وربطه بالجمهور.
......................
أكره السمنة والماكياج، وأحرص دائما على الحفاظ على نحافتى، وأندهش كثيرا من انتشار السمنة بين المذيعات الشابات، فأنا لا أطيق رؤية المذيعة السمينة، «زمان لو المذيعة زاد وزنها كان الوزير يقول لها اقعدى فى البيت لحد ما ترجعى لطبيعتك».
..................
أعترف أننى لست «ست بيت»، وطول عمرى أكره الطهى بل وأكره «وقفة المطبخ»، بصراحة أنا كنت «دلوعة البيت» لأنى كنت فتاة وحيدة على أربعة أولاد، وكنت الأصغر أيضا، وابنى يقول لى: «انتى الست الوحيدة اللى متعرفش تطبخ». وتبتسم قائلة: أنا تزوجت زواج صالونات، والسبب الرئيسى الذى جعلنى أوافق على زوجى من أول لقاء، أنه قال أنه لا يحب وقوف المرأة فى المطبخ.
........................
زوجى الراحل كان سفيرا بالخارجية، وكان متفهما جدا لطبيعة عملى ويشجعنى عليه،وظللت أعمل فى التليفزيون المصرى حتى سبعة أعوام مضت، ولم أعمل بعدها فى جهة أخرى لارتباطى بالتليفزيون المصرى، وبعد ترك العمل كنت أحرص على الذهاب للنادى ولقاء أصدقائى، حتى أجريت جراحة تغيير مفصل فى يناير الماضى، ومن وقتها أتحرك بالعكاز وأصبح خروجى نادرا.
.......................
لدىّ طارق ورندة، وكلاهما بعيدان عن الإعلام، ولدىّ أربعة أحفاد بعضهم يعيش معى، وبصراحة أنا متحمسة جدا للبنات وأرى أن تربيتهن أسهل، أما ابنى فكان مزعجا، وحفيدى أيضا مزعج فى تربيته، وبصراحة البنات تكسب.