«الوضع المخيف».. الصراع على كشمير قد يجر العالم نحو «حرب نووية»

علما الهند وباكستان
علما الهند وباكستان

يوم بعد الآخر يكتسب الصراع حول كشمير حلقةً جديدةً من التصعيد بين باكستان والهند، وذلك في ظل أجواءٍ مشحونةٍ بين البلدين في الآونة الأخيرة، ليصبح الصراع بينهما مفتوحًا على كل الاحتمالات، وأكثرها خطورةً هو أن الأمر قد يؤول إلى حربٍ نوويةٍ بين البلدين.

والهند وباكستان كلاهما من الدول النووية في العالم، والصراع بين الجانبين حول كشمير يعتبر من أكثر القضايا الدولية المستعصية في العالم.

صراع جديد

هذا الصراع بدأ يعود ليطغى على العالم من جديد هذا العام، بداية من الخامس من أغسطس الجاري، حينما قررت الهند فرض الحكم المباشر على إقليمي وادي كشمير وجامو، الخاضعين لحكمها، وإلغاء تمتعهما بالحكم الذاتي، في محاولةٍ لبسط سيطرتها على منطقة كشمير الخاضعة لها.

وأوشك البلدان في فبراير من هذا العام على الدخول في حربٍ ثالثةٍ بينهما، بعد تصعيدٍ عسكريٍ من الجانبين، يعيش العالم بعضًا منه هذه الأيام عند الحدود الفاصلة في كشمير.

ومنذ أن استقلت باكستان والهند عن بريطانيا في منتصف أغسطس عام 1947، وهما يعيشان نزاعًا حول كشمير، أفضى إلى حربين من قبل، الأولى كانت طويلة الأمد بين عامي 1947 و1965، والثانية كانت عام 1999، وعُرفت بحرب كارجل، مع وجود مناوشاتٍ عسكريةٍ بين البلدين بين حينٍ وآخر في المنطقة.

التوتر الناشب الآن عند كشمير استدعى أن يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، في وقتٍ سابقٍ هذا الشهر، أول جلسةٍ له تتناول النزاع حول كشمير منذ نحو نصف قرنٍ من الزمن، وهددت باكستان أول أمس الثلاثاء باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي للاحتكام في النزاع بينها وبين الهند حول كشمير.

تصريحات رئيس وزراء باكستان

واليوم أطلق رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، العنان لتصريحاته المعادية للهند، قائلًا إن الحوار مع الهند "لا معنى له"، معتبرًا أنها فسرت جميع محاولات بلاده من أجل السلام والحوار، "على أنها تنازلات".

جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اتهم خلالها خان الهند بأنها ستحاول إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية ضد باكستان عبر تنفيذ حملة تضليل في كشمير، معربًا عن شعوره بالقلق بهذا الخصوص، ومحذرًا في الوقت ذاته نيودلهي بالقول "باكستان سترد في مثل هذه الحالة".

ليس هذا فحسب، فقد ألمح عمران خان إلى إمكانية أن يفضي الوضع إلى حربٍ نوويةٍ بين البلدين، قائلًا "ننظر إلى بلدين يملكان أسلحة نووية، لذا يمكن أن يحدث أي شيء قد يرتفع التوتر، وهذا سيكون وضعًا مخيفًا بالنسبة للعالم".

وفي ضوء تلك التصريحات، يبدو العالم مقبلًا على أيامٍ صعبةٍ فيما يتعلق بالأزمة بين الهند وباكستان حول كشمير.

وضعية كشمير

ومنطقة كشمير، ذات الغالبية المسلمة، مقسمةٌ حاليًا بين ثلاثة بلدان، وتحظى الهند بالنصيب الأكبر من ذلك التقسيم، حيث تسيطر على 43% من مساحة المنطقة، وتحكم قبضتها على مناطق جامو ووادي كشمير ولاداخ ونهر سياتشين الجليدي، في حين تسيطر باكستان على 37% من منطقة كشمير، وتشمل آزاد كشمير وجلجت.

أما الصين فتحكم الجزء المتبقي، وتسيطر بكين حاليًا على مناطق ديمشوك ووادي شاكسجام ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند في الأخيرة، وتدعي تبعيتها لها.

وتحكم الهند وادي كشمير، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية، والمنطقة التي يهيمن عليها الهندوس حول مدينة جامو، بينما تدير باكستان منطقة في الغرب تعرف باسم آزاد كشمير، وتسيطر الصين على منطقة مرتفعة قليلة السكان في الشمال.

وتشهد منطقة كشمير "الخاضعة للهند" تمردًا انفصاليًا من قبل سكانها، الذي يشكل المسلمون غالبيتهم. ويسعى المسلمون هناك إلى الانفصال عن الهند والانضمام إلى باكستان، أو إقامة دولتهم المستقلة في كشمير، وهنا بيت القصيد في الصراع الأزلي بين الهند وباكستان.