قصص وعبر| الدلوعة.. تطلب الخلع

الزوجة الحسناء
الزوجة الحسناء

وقفت الزوجة الحسناء ابنة ال_٢٥ عاما داخل محكمة الأسرة بالتجمع الخامس، ممشوقة القوام، وجهها الأببض الناصع يختفي وراء سحابة شعرها الأصفر الذي يبدو كخيوط من الذهب، وما إن تمعن النظر إليه ترى أنه مشرق ينطق باللطف والرقة، ويلفه الوقار، وعندما تبتسم تجد في عينيها الخضراوان بلون أعشاب البحر تجد فيهما براءة وصدق، واستقرار وتمردا أيضا.


وبصوت متدفق بنغمات تمتزج بالنعومة والرقة والعاشقة للحياة تنساب دموعها ببطء شديد على وجنتيها وكأنها قطرات مثل قطرات الندى قالت: لقد جمعتني الصدفة بزوجي أثناء دخولي النادي بسيارتي حيث فوجئت باصطدام سيارة بها من الخلف كان يقودها، أصابني التوتر والعصبية، وترجلت من السيارة، ووجهت له وابلا من الإهانات، واتهمته بالاستهتار وأنه لا يعرف أصول القيادة، فلم يكن منه ووسط حالة من الصمت التي سيطرت عليه تعلو وجهه ابتسامة خفيفة منتظرا انتهائي من وصلة الإهانات والاتهامات، وبهدوء شديد أبدى لي أسفه، واستعداده لإصلاح التلفيات، وأمطرني بكلمات الإعجاب وأنه لا يتحمل أن يكون سببا في أن أغضب أو أثور، وقعت كلماته كالسحر مما جعلني أشعر بالخزي والكسوف، فما كان مني إلا أن قمت بالاعتذار له عما بدر مني.


وطلب مني رقم هاتفي المحمول كي يتمكن من إصلاح السيارة، وتعددت اللقاءات بيننا داخل النادي ووسط أصدقائي الذين يلقبونني ب— الدلوعة.


وبدأت بيني وبينه قصة حب، وتقدم لخطبتي، وخلال هذه الفترة أبدى الكثير من ملاحظاته على طريقة ارتدائي للملابس، وتعاملي مع أصدقائي، فأوضحت له بأن هذه حياتي التي اعتدت عليها ولا داعي لهذه الغيرة الشديدة، وطلبت منه أن يكون أكثر انفتاحية وتقبلا لذلك، حاول مرارا وتكرارا بتغيير نظرتي للحياة وطريقة ارتداء ملابسي لكنني رفضت بقوة التدخل في أموري الشخصية، واتفق معي على ذلك.


ومرت فترة الخطوبة، وبعد زواجنا اعتقد بأنه ستكون له الكلمة الأولى، ولن يسمح لي باستمرار طريقتي المثيرة في ارتداء الملابس، وتحجيم علاقتي بأصدقائي، وبدأت الخلافات تزداد يوما بعد يوم بسبب سهراتي المستمرة، ودعوة أصدقائي لحفلات الصخب والموسيقى، وفي أحد الأيام بعد عودتي من أحد المولات فقد قمت بشراء بعض من الملابس ذات الموضة، وكان بينها " بنطلون جينز مقطع" وما إن عرضته عليه ثارت ثائرته، وجحظت عيناه وعلا وجهه الغضب قائلا: " لا يمكن أن ترتدي هذا البنطلون فإنه يكشف أكثر مما يستر" وحاول تمزيقه مما أثار غضبي أيضا ونشبت بيننا مشادة كلاميه اتهمته خلالها بأنه راجعي، وفوجئت به يتحول إلى شخص أخر وقام بالاعتداء علي بالضرب المبرح وكأنه يضرب رجلا مثله غير مراع بأنوثتي، وتركت منزل الزوجية وطلبت منه الانفصال بهدوء إلا أنه رفض.


وبالرغم من اتفاقي معه قبل الزواج بأن هذه هي حياتي وطريقة ارتدائي للملابس لما يحلو لي منها، وإنني تربيت على ذلك، ولم يجول بخاطري التقليل من شأنه كزوج، وله كل احترام مني، غير إنني لم أفعل أي شئ يمس شرفه.


لذا ارجو الخلع منه لاستحالة العشرة بيننا ولعلمه بإنني لم أتغير.


وجار استدعاء الزوج لسماع أقواله.