حكايات| «شُرب اه بيع لا».. المكسيك تسمح باستخدام الكوكايين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«تجارة المخدرات» الصورة الأولى التي تظهر أمامنا بمجرد ذكر المكسيك – وهي بالطبع لا تعكس حكما قاطعًا على كل سكان البلد اللاتيني- إلا أنها الغالبة بسبب المعاناة الكبيرة التي تعيشها البلد من تلك التجارة.

وبلغة الأرقام فإن المكسيك من أكثر دول العالم التي تعاني من الجرائم المتعلقة بتجارة المخدرات و التي وصلت إلى 33341 قضية، بالإضافة إلى شهرة تاجر المخدرات الأشهر في العالم حاليا «آل تشابو» والذي تم القبض عليه في عام 2017 بعد حربا كبيرة مع الشرطة وسنوات من الهروب.

ولكن البلد التي تعاني من تلك التجارة اتخذت إحدى محاكمها خطوة غريبة بعدما سمحت لشخصين بحرية تناول المخدرات وحملها. 

بداية الحكاية..

البداية كانت عن طريقة مؤسسة تسمى «المكسيك المتحدة ضد الجريمة» والتي ترى ضرورة محاربة تجارة المخدرات بشكل مختلف، ليس عن طريق تجريمها، وبعدما تقدم شخصين – لم يعلنا عن هويتهما – بطلب لحمل المخدرات تبنت تلك المؤسسة قضيتها.

وقالت محكمة مكسيكو سيتي – بحسب صحيفة إندبندنت- إنها ستسمح لكلا المُدعين 'بحيازة الكوكايين وحمله واستخدامه. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الشخصين الذين حصلوا على الموافقة لن يسمح لهما ببيع المخدر، ولكن استخدامه فقط.

وخاطبت المحكمة المكسيكية هيئة الصحة في البلاد بتنفيذ القرار على الفور والسماح لهؤلاء الأشخاص بحمل المخدرات دون ملاحقة قانونية.

وقالت ليزا سانشيز مديرة المنظمة المكسيكية التي تبنت القضية في بيان لها 'هذه القضية تشكل خطوة أخرى في الكفاح من أجل بناء سياسات بديلة للمخدرات تسمح للمكسيك بإعادة توجيه الجهود الأمنية وخدمة الصحة العامة بشكل أفضل».

ولن يتم تنفيذ القرار على الفور ولكنه سيحتاج إلى مراجعة فورية من قبل محكمة أعلى، بالإضافة إلى النظر في الاعتراض الذي ستتقدم به هيئة الصحة، والتي نقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية قولها بأنها ستعارض القرار.

المكسيك والمخدرات.. حرب لا تنتهي

وتخوض الحكومة المكسيكية صراعًا طويل الأمد مع عصابات المخدرات، والتي تسيطر على جزء كبير من البلاد، بالإضافة إلى تنفيذها لآلاف من عمليات القتل – بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.

وفي عام 2018 ، ارتفع عدد جرائم القتل المرتبطة بالمخدرات في المكسيك إلى 33341 ، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية، وحققت الأرقام زيادة كبيرة وصلت إلى 15 %عن العام السابق.

وكانت المحكمة العليا في المكسيك سمحت بالفعل باستخدام الماريجوانا في عدد من الحالات الفردية.

بينما وعد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي تولى منصبه في ديسمبر الماضي بإجراء تغييرات كبيرة في أسلوب تعامل البلاد في حربها على المخدرات.

قل إن المخدرات لن تكون «غير قانونية» ولكن سيتم استبدال نظام الاعتقالات من خلال نظم العلاج الإجباري والخضوع لعدد من البرامج التأهيلية للمتعاطين.