حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: الحيتان.. عندما تتحول إلى « ذئاب»!!

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي

«محدش هياخد حاجة مش بتاعته.. هى مش طابونة».. جملة قالها بحزم وانفعال عكس طبيعته الهادئة الرئيس السيسى مرات عديدة.. انفعال يعكس معرفة الرئيس حجم نهب أراضى مصر لعقود.. فقد كان أحد رجال جيشنا العظيم.. والمسئول عن مخابراته الحربية فى وقت حرج قبل وبعد ثورة يناير. ودرس هذا «الملف العفن «بحكم مصريته ومنصبه بالمدرسة العليا للوطنية التى قاومت بقوة نهب أراضى مصر فى عصر توغل فيه رجال الأعمال وسيطروا على القرار السياسى بمصر.. لكن قواتنا المسلحة وقتها وعلى رأسها أحد اهم رموز العسكرية المصرية فى تاريخها المشير حسين طنطاوى قاومت وبشدة محاولات بيع مصر فى مزاد نخاسة أمانة سياسات الحزب الوطني.. ومنع ضياع ملايين الأفدنة.. وكان المسئول الوحيد الذى لم يفلح الوريث وزبانيته فى إخضاعه لإمرتهم وأوامرهم.
نعود لتأكيدات الرئيس وآخرها بافتتاح الصوب الزراعية بقاعدة محمد نجيب عن أن عصر الاستيلاء على اراضى مصر وخيراتها ولي.. وهذه حقيقة لا ينكرها الا جاحد..إننى من المؤمنين بدور القطاع الخاص لاقتصادنا.. وأطالب بكافة التسهيلات له ومنها تخصيص الأراضى بثمن زهيد نظير تنميتها وتوفير فرص عمل لشبابنا.. لكنى أفرق بين تقديم التسهيلات لتنمية مصر.. أو بيع ارضها فى سوق نخاسة نتن.
أؤيد بيع الاراضى التنموية ولو بدولار للمتر.. لكن للمشروعات الجادة ونكرم أصحابها.. لكن من قام بتسقيع الأراضى او تغيير نشاطها سعيا لتحقيق المليارات.. هؤلاء عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين من فقراء المصريين.. نشيد برجال الأعمال الوطنيين.. لكن منهم من لا يمت للوطنية بصلة وأنصاف الوطنيين من بنوا مشروعات على جزء من الأراضى وباع الباقى بسوق النخاسة هذا.. ولنعود إلى القضايا الشهيرة لأراض نهبت بطرق الإسماعيلية والسويس والإسكندرية الصحراوية.. ووادى النطرون والساحل الشمالى وسيناء
التاريخ لن ينسى رجال اعمال تسلحوا بالمناصب السياسية فى الحزب غير الوطنى السابق وبرلماناته المزورة.. واخرين احتموا خلف منصات إعلامية وقنوات فضائية وشركات دعائية امتلكوها أو مولوها دفاعا عن نخاستهم.. او من تشبه بالذئاب وارتدى ثوب الواعظين المنفقين بالأسحار.. « وكله من دم الغلابة «.. هؤلاء سبحوا بحمد مبارك ووريثه.. وشكروا الله على نعمة مرسى وصاحبوا عشيرته.. وتمسحوا فى المجلس العسكرى.. واعتقدوا ان الفتات الذى وضعوه فى صندوق «تحيا مصر» سيخدع السلطة عن قديم وحديث جرائمهم.
مصر الان لا ينطلى عليها الذئاب بثياب الواعظين.. والدليل العام الماضى وصف بعام سقوط أباطرة الأراضى.. والمواقف الصلبة للرئيس فى مواجهتهم.. وسوق نخاستهم الذى اوشك ان يغلق أبوابه.. بقى فقط أن نطالب الدولة بفتح تلك الملفات..تصفق للملتزمين..وتكشف عورة الفاسدين وتتعقب من ساندهم وتعيد من براثنهم أموالنا ومصرنا اليوم على ذلك لقادرة.
وللحديث بقية لكشف عورة هؤلاء.