مقالات القراء| الوسطية في الإسلام

تعبيرية
تعبيرية

كتبت: أميرة محمد عثمان

 

قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)، وقال المفسرون عن هذه الآية أن الوسط هو العدل الخيار وهذه الأمة ولله الحمد عدول كما شهد الله لها بذلك.

 

لأن هذه الأمة ستشهد على الأمم يوم القيامة والشاهد يشترط فيه أن يكون عدلاً فهذه الأمة تحملت هذه الشهادة لما منّ الله عليها به من بعثة هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين كما قال تعالى: (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) .

 

فهي ستشهد على الأمم يوم القيامة، إذا جاء الله جل وعلا بالأمم وأنبيائها يوم القيامة فإنه يسأل الأنبياء هل بلغتم فيقولون يا ربنا بلغنا ما أرسلتنا به إليهم ثم يسأل الأمم هل بلغوكم فيقولون لا، قال تعالى: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) فينكرون فيقول الله جل وعلا للرسل من يشهد لكم أنكم بلغتم فيقولون يشهد لنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته.

 

فيسأل الله جل وعلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون أن الرسل بلغوا أممهم، وكيف عرفوا ذلك عرفوه مما أنزل الله عليهم في الكتاب من قصص الأنبياء من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم هذا موجود في القرآن ومدون كل ما جرى بين الأنبياء وأممهم، كأنك تشاهد وكأنك حاضر.

 

فيشهدون بما علمهم الله يشهدون عن علم لأن الشهادة إنما تكون عن علم كما قال تعالى: (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، فيشهدون عن علم أورثهم الله إياه في هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهذه الأمة وسطية وستشهد على الأمم، والرسول صلى الله عليه وسلم يشهد لهذه الأمم ويزكيها.

 

كما قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فهذه الأمة وسط والوسطية مأخوذة من الوسط وهو ما كان بين طرفين .. إذا فماذا وعلى أي أساس مصرون نحن على العداوة ؟ .


 
لماذا نحن مصرون علي هذه المغالاة والمزايدات علي بعضنا البعض ؟، فمن منا معه مفاتيح قلب الآخر من منا دخل عقل الأخر ونظر بين جوارحه بأي شيء يفكر ولماذا كل منا أصبح جلادا للأخر ؟ .

 

من منا يملك حق المحاسبة ؟، فحاسبوا أنفسكم .. أنا كشخص سوي لا يلزمني أن أنصب نفسي حاكمًا، وأقول هذا مرتد وهذا ملحد وهذا كافر وهذا كذا .

 

كان رسولنا الكريم سمحًا ورحمته شملت الإنسان والطير والحيوان، ولنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة، أحبتي حان وقت الصحوة من الغفلة، فإلى أين نحن ذاهبون ؟، أوقفوا ألسنتكم التي أصبحت أداة للتعذيب ولقذف الاتهامات .

 

الدين النصيحة ..علينا النصح، والنصح له آداب فلو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. نبي الله الذي لا ينطق عن الهوى كان رحيمًا في دعوته .. كلنا عبادًا لله وإليه سوف نعود، فعودوا إلي عقولكم وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا يوم القيامة كل منا سيحاسب علي عمله فقط .

 

نعم من رأى منكم منكرا فليغيره ولكن بأخلاقيات، وإن كنت لا تملك التغيير فعليك بالحكمة وحسن التدبر، آن الآوان أحبتي لنحيي قلوبنا لماذا كل هذا العنف لماذا كل هذه القسوة، ألسنا مميزون بأننا بشر .. بشر نخطئ ونصيب .. تحابوا .. توادوا .. تواصلوا .. تراحموا .. حتى يرحمكم الله .

 

ليتنا نفيق من هذه الغفلة ونعود للماضي حيث الزمن الجميل كنا نشعر ببعض ونحزن لحزن بعض .. ويسعدنا سعادة الغير لماذا تغيرنا وتجردنا من المشاعر .

 

أسأل الله أن يردنا إليه ردًا جميلًا وأن يصرف عنا شتات العقل والتفكير، وأن يلهمنا الصواب ويذهب الغشاوة عن أبصارنا، أحيوا القلوب كي ترتقي العقول، أحيوا القلوب كي ترتقي العقول، إن الله ينظر إلى قلوبكم .

 

تستقبل «بوابة أخبار اليوم» شكاوى ومقترحات ومقالات القراء، بالإضافة إلى إبداعاتهم على رقم واتس اب 01200000991، ورسائل صفحة «بوابة أخبار اليوم» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك .