أزمة كشمير.. داخل أروقة الأمم المتحدة لأول مرة منذ 50 عامًا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عادت أزمة منطقة كشمير تطغى على الساحة الدولية من جديدٍ، بعدما قررت الهند في الخامس من شهر أغسطس الجاري فرض الحكم المباشر على إقليمي وادي كشمير وجامو، وإلغاء تمتعهما بالحكم الذاتي، في خطوةٍ تهدف من ورائها إحكام قبضتها على كشمير، التي تسعى للانفصال عنها.

 

هذا القرار أشعل نار الغضب في باكستان، التي نددت بخطوة نيودلهي، فطردت سفيرها لدى أسلام أباد، وأعقب ذلك مناوشاتٍ عسكريةٍ بين جيشي البلدين، وقال الجيش الباكستاني إن ثلاثة من جنوده قُتلوا، في حين قُتل أربعة جنود هنود في منطقة النزاع كشمير.

 

أول اجتماع لمجلس الأمن

وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، أمس السبت، أول اجتماعٍ له منذ نحو 50 عامًا بشأن كشمير، لمحاولة وضع حدٍ للأزمة السياسية الناشبة بين البلدين المسلحتين نوويًا في شبه القارة الهندية.

 

لكن الصين، التي تسيطر على جزءٍ صغيرٍ من كشمير، أخفقت في ضمان إصدار مجلس الأمن بيانًا بشأن كشمير. وتدعم الصين باكستان، في حين تدعم الولايات المتحدة الهند.

 

ذكرى الاستقلال

وأحيى البلدان في الأيام القليلة الماضية الذكرى الثانية بعد السبعين لاستقلال كلٍ منهما عن المستعمر البريطاني، وكان أزمة التصعيد في كشمير هي الشغل الشاغل لحديث زعماء البلدين في ذكرى الاستقلال.

 

واستقلت باكستان عن بريطانيا في الرابع عشر من أغسطس عام 1947، واستقلت الهند في اليوم الموالي، ليبدأ بعدها النزاع على منطقة كشمير التي تمتلك حدودًا مشتركةً مع البلدين.

 

هذا النزاع أفضى إلى حربٍ طويلة الأمد بين عامي 1947 و1965، إضافةً إلى حرب أخرى عام 1999، وعُرفت بحرب كارجل، مع وجود مناوشاتٍ عسكريةٍ بين البلدين بين حينٍ وآخر في المنطقة. وأوشك البلدان على الدخول في حربٍ ثالثةٍ في فبراير الماضي بعد تصعيدٍ عسكريٍ من قبل البلدين.

 

وضعية كشمير

ومنطقة كشمير، ذات الغالبية المسلمة، مقسمةٌ حاليًا بين ثلاثة بلدان، وتحظى الهند بالنصيب الأكبر من ذلك التقسيم، حيث تسيطر على 43% من مساحة المنطقة، وتحكم قبضتها على مناطق جامو ووادي كشمير ولاداخ ونهر سياتشين الجليدي، في حين تسيطر باكستان على 37% من منطقة كشمير، وتشمل آزاد كشمير وجلجت.

أما الصين فتحكم الجزء المتبقي، وتسيطر بكين حاليًا على مناطق ديمشوك ووادي شاكسجام ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند في الأخيرة، وتدعي تبعيتها لها.

وتحكم الهند وادي كشمير، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية، والمنطقة التي يهيمن عليها الهندوس حول مدينة جامو، بينما تدير باكستان منطقة في الغرب تعرف باسم آزاد كشمير، وتسيطر الصين على منطقة مرتفعة قليلة السكان في الشمال.

وتشهد منطقة كشمير "الخاضعة للهند" تمردًا انفصاليًا من قبل سكانها، الذي يشكل المسلمون غالبيتهم. ويسعى المسلمون هناك إلى الانفصال عن الهند والانضمام إلى باكستان، أو إقامة دولتهم المستقلة في كشمير.