من «الخوف من يناير» إلى «المعزة المتمردة».. أبرز طقوس الأمازيغ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في أرض الله الواسعة، هناك من يعيش عليها يسبق هذا الزمان بسنواتٍ عديدةٍ وأزمنةٍ مديدةٍ تتجاوز قرونًا من الزمن، يحيون هنا في المنطقة العربية، لكن زمانهم ليس زماننا.

وقديمًا كانوا يسمون "البربر"، وهم الآن طائفة إثنية تُسمى "الأمازيغ"، وهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، ويقطنون الآن في بلدان المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر. وهناك الآن حوالي 32 مليون أمازيغي في شمال أفريقيا، وتحظى المغرب بنصيب الأسد من هؤلاء بتواجد 14 مليون أمازيغي على أرضها.

 

سنة حياتهم

لكن اللافت في أمر هؤلاء هو أنهم يعيشون الآن في العام 2969، في وقتٍ يعيش سائر البشير في أنحاء العالم في العام 2019، أي يعيشون بزيادة 950 عامًا. 

والسنة في التقويم الأمازيغي مثلها مثل السنة في التقويم الجريجوري، المعروف عالميًا بالتقويم الميلادي، فهي تتألف من 365 يومًا في ثلاث سنوات، ثم يأتي بعد ذلك سنةٌ كبيسةٌ مدتها 366 يومًا.

 

بداية السنة الأمازيغية

بيد أن أول أيام السنة الأمازيغية يبدأ يوم الثاني عشر من يناير، وليس الأول من يناير كما هو مألوف لدى الجميع، والسبب في تأخر السنة في التقويم الأمازيغي اثنا عشر يومًا هو قصةٌ أسطوريةٌ لمعزةٍ، سُميت "سلف المعزة".

وحسب المعتقدات الأمازيغية فإن هذه المعزة تمردت على الطبيعة، واغترت وتوهمت أن أيام برد الشتاء القارص قد انقضت، مع نهاية شهر يناير، فكان العقاب أنه زاد شهر يناير يومًا ليصبح 31 يومًا، ولاقت المعزة مصرعها في ذلك اليوم، وفقًا للقصة الأسطورية.

 

لذا يتوخى بعض الأمازيغ الحذر مع دخول شهر يناير، ويفضلون عدم الخروج من ديارهم لمدة اثني عشر يومًا، وهو ما جعل السنة في التقويم الأمازيغي تبدأ يوم الثاني عشر من شهر يناير بالتقويم الميلادي.

 

شهور السنة

وشهور السنة في التقويم الأمازيغي مقاربة في بعض شهورها لنظيرتها في السنة الميلادية، فشهر يناير هنا هو شهر يناير هناك، وكذلك مارس ومايو ويونيو ويوليو (يوليز هناك).

أما شهر فبراير فيُسمى في التقويم الأمازيغي "فورار"، وشهر أبريل "يبرير"، وشهر أغسطس"غُشت"، وشهر سبتمبر "شتنبر"، وشهر أكتوبر "طوبر"، وشهر نوفمبر "وانبر"، وشهر ديسمبر "جنبر".