لا تعتبر محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشراء جزيرة جرينلاند، والتي تعتبر الأكبر في العالم، محاولة جديدة على الإدارة الأمريكية، بل إنها حلم أمريكي يعود عمرة إلى أكثر من 145 عام، وتحديدًا عندما كان الرئيس الأمريكي أندرو جونسون داخل البيت الأبيض..حيث كانت أولى المحاولات الأمريكية للسيطرة على الجزيرة.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي»، فإن التقارير التي نُشرت في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية والتي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش أمر شراء جزيرة جرينلاند مع عدد من المسئولين في البيت الأبيض ليست جديدة، لا على الحكومة الأمريكية أو على الطريقة المعروفة عن تفكير الرئيس الحالي، لكنها تدل بشكل كبير على أن ترامب يعيش «خارج الزمن».
وسلط تقرير المجلة، الضوء على المحاولات الأمريكية لشراء الجزيرة، التي تعتبر حاليًا جزء من أراضي الدنمارك، موضحًا أن جزء من أراضي الولايات المتحدة تم الحصول علية من قبل بواسطة عمليات البيع والشراء، مثل ولاية لويزيانا، وجزء من أراضي دولة المكسيك، الذي كان شراءها بهدف توسيع خط سكة حديد أمريكي.
في عهد الرئيس السابع عشر أندرو جونسون، والذي حكم الولايات المتحدة منذ عام 1865 حتى 1869 كانت أولى المحاولات، لكنها باءت بالفشل.
وعندما تعرضت الدنمارك للغزو في الحرب العالمية الثانية، ورفضت المثول لأوامر حكومة كوبنهاجن المحتلة في ذلك الوقت، وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية حتى تتمكن القوات الأمريكية من دخول الجزيرة والسيطرة عليها وبالتالي منع ألمانيا النازية في ذلك الوقت من استخدامها كقاعدة عسكرية ضد واشنطن وكندا.
سمحت تلك الاتفاقية للولايات المتحدة في ذلك الوقت ببناء عدد من المنشآت العسكرية الخاصة بهم ومن ضمنها قاعدة جوية أمريكية.
وحتى الآن مايزال الحلم الأمريكي بالسيطرة على الجزيرة قائمًا ولو بدفع مليارات الدولارات من أجل السيطرة عليها، لكن وفقًا لفورين بوليسي فإن التعقيدات الدبلوماسية والسنوات الكثيرة التي مرت منذ توقيت أول محاولة للسيطرة على الجزيرة وحتى اليوم، يجعل السيطرة الأمريكية على جرينلاند أمر غاية في التعقيد.
