الأمطار تروى زراعات البطيخ والتين والزيتون والعنب

صور| «وادى الحريقة».. ينتظر موسم الخير

«وادى الحريقة».. ينتظر موسم الخير
«وادى الحريقة».. ينتظر موسم الخير

الأمطار الشديدة والسيول قد تكون نقمة على اغلب محافظات الجمهورية إلا أن الوضع يختلف تماما فى محافظة مطروح التى استطاع أهل البادية الاستفادة من مياه الأمطار وتحويلها إلى نعمة ينتظرونها كل عام عن طريق تخزينها خلف السدود لإعادة استخدامها فى الزراعة والرعى. 


وينتظر المواطن البدوى البسيط فى قلب صحراء مصر الغربية بداية من مدينة الحمام شرقا وحتى مدينة السلوم غربا موسم الأمطار بفارغ الصبر ويتضرع الى الله عز وجل بالدعاء لنزول المطر الغزير لاعتماده الرئيسى على مياه الأمطار فى الشرب والزراعة والرعى طوال العام من خلال تخزينها فى الآبار والسدود. 


وفى إطار رحلتنا إلى وادى الحريقة على بعد ٦٥ كيلو مترا شرق مدينة مرسى مطروح وبعمق 15كيلو فى قلب الصحراء لرصد استعدادات أهل البادية «لموسم الخير» وفصل الأمطار الغزيرة فى أحد الوديان التى تم تأهيلها وتنميتها لقاطنى التجمعات الصحراوية.


يقول الحاج سلامة عيسى من قبيلة الجبيهات إن البدوى فى قلب الصحراء يستعد لموسم الأمطار بشكل مختلف من خلال بناء السدود الترابية والاسمنتية لحجز مياه الأمطار وحفر الآبار التى تتراوح سعتها التخزينية بين 150و300متر مكعب للاستفادة منها فى الزراعات الموسمية وأعمال الرعى طوال العام.


وأشار إلى ان تأهيل وادى الحريقة الذى يخدم اكثر من ٣٢ اسرة بدوية يبلغ طوله أكثر من ٢كيلو ونصف الكيلو وتم فيه انشاء ٣٢ سدا لحجز مياه الأمطار وتخزينها فى عدد ٥ آبار موزعة بطول الوادى بسعة ١٥٠ مترا مكعبا للواحد وذلك بعد أن تقدمنا لمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح ومعاينة الوادى وإقامة الدراسات البحثية من جانب المختصين تمهيدا لزراعته وتأهيله ليبدأ أهالى التجمعات الصحراوية من قبائل المغاورة والزعيرات فى خطة استصلاح الوادى الذى استغرق شهرين ونصف الشهر من العمل بمراحل تدبيش السدود ونقل الدبش وتسوية الارض وإنشاء الآبار فى مناطق مرتفعة لمدنا بالمياه بدون مواتير وزراعتها بالبطيخ الصحراوى والتين والزيتون والعنب وتعد هذه الزراعات ماركة مسجلة باسم محافظة مطروح.


ويضيف الحاج عبد المعطى سنوسى نقيب الفلاحين بمطروح ان المحافظة تسعى من خلال التعاون مع وزارة الزراعة والمنظمات الدولية، إلى تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، وحصادها من خلال احتجازها خلف السدود فى الوديان أو تخزينها فى خزانات عملاقة وآبار، لاستخدامها فى الزراعة والشرب وتربية الأغنام والماشية.


وأكد المهندس عربى منصور مدير وحدة الأراضى والمياه بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن هناك متابعة أعمال استصلاح الوديان الصحراوية والاستعداد لحصاد الأمطار حيث تم مؤخراً تنمية 2 كيلو متر بوادى الخروبة، جنوبى مدينة مرسى مطروح، مؤكداً أن تنمية الوديان أحد أنواع أساليب حصاد مياه الأمطار لاستغلالها فى الزراعة.


وأشار إلى أن اتجاه سريان المياه المتجمعة من سقوط الأمطار يأتى من الجنوب وينحدر إلى الشمال فى اتجاه البحر بسبب طبيعة الأرض، وقبل تنمية الوديان كانت مياه الأمطار تجرف معها التربة الخصبة وتحملها إلى البحر.

 

وأوضح منصور أنه قبل بداية تنمية الوديان يتم عمل دراسة للمناسيب الأرضية، بعدها تبدأ أعمال التسوية من بداية الوادى، وتقسيم الوادى إلى مساحات بمستويات مدرجة، يفصل كل مستوى سد يتم إنشاؤه بعرض الوادى، ويتم عمل فتحة بمنتصف السد «مفيض» يسمح بمرور المياه الزائدة عن الحاجة إلى المساحات والسدود التالية، وحتى نهاية الوادى، وبذلك يكون قد تم حصاد كميات كافية للزراعة من مياه الأمطار، قبل ذهاب الفائض إلى البحر، مشيرا الى ان النوع الثانى من حصاد مياه الأمطار، هو حفر الآبار والخزانات لتجميع وتخزين المياه.