هشام الصيفي أستاذ التجميل بكاليفورنيا: الخلايا الجذعية الدهنية أفضل إنجاز لعلاج الحروق والتجاعيد

د. هشام الصيفي أستاذ التجميل بكاليفورنيا
د. هشام الصيفي أستاذ التجميل بكاليفورنيا

رئيس الشبكة المصرية للسرطان بامريكا 57357 :لدينا تقدم كبير في مجال جراحة التجميل 

 

د.هشام الصيفى، اسم مصرى حقق نجاحا كبيرا فى الخارج، حتى أصبح من خبراء جراحات التجميل والحروق، وواحدا من أفضل أطباء أمريكا طبقا لتصنيف يو إس نيوز وتصنيف مقاطعة أورانج.

وإلى جانب عمله أستاذا لجراحة التجميل والحروق بجامعة كاليفورنيا بأمريكا، فهو أيضا مصرى "جدع" يساهم في دعم مجال الصحة في بلده من خلال زياراته العديدة لمصر لإجراء الجراحات مجانا وتقديم المحاضرات التعليمية، وكذلك رئاسته لمجلس إدارة الشبكة المصرية للسرطان بالولايات المتحدةالأمريكية (ECN)، التي جمعت أبناء مصر بالخارج ليساهموا فى دعم مستشفى٥٧٣٥٧ بالعلم والخبرة والتدريب والتعليم، وتوفير احتياجاتها من الأجهزة والأدوية وغيرها.

وخلال زيارته الأخيرة لمصر بدعوة من مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة، لمناظرة حالات واجراء جراحات مجانا للمرضى، كان للأخبار معه هذا الحوار.

تحدث د.هشام معى عن تجربة نجاحه بالخارج، وعن الجديد فى مجال جراحات التجميل والحروق،  وعن زيارته الأخيرة لمصر، وعن دور المصريين فى الخارج فى دعم مستشفى ٥٧٣٥٧ باعتباره رئيس مجلس ادارة الشبكة المصرية للسرطان بأمريكا.

 في البداية سألته.. ماذا عن طبيعة زيارتك لمصر هذه الأيام؟

جئت لمصر بدعوة من مجمع الجلاء العسكرى لمناظرة وإجراء جراحات للمرضى من المدنيين والعسكريين وأبطال سيناء ،وهذه الزيارة ليست الأولى فقد تمت دعوتى من قبل لمناظرة وإجراء جراحات فى مستشفيات الجلاء والمعادى العسكرى ومصطفى كامل بالاسكندرية ، إلى جانب زيارات أخرى لإجراء جراحات بقصر العينى، وقد قمت خلال زيارتى هذه المرة بمناظرة أكثر من  40 حالة وإجراء أكثر من 12 جراحة مثل جراحات بناء جدار البطن نتيجة  حدوث اصابات فى المعدة ،وجراحات  اعادة بناء الثدى بعد استئصاله، وغيرها من الجراحات، كما تضمنت الزيارة أيضا محاضرة أكاديمية بكلية طب القوات المسلحة.

تقدم مصري

 من خلال زياراتك المستمرة.. كيف ترى واقع جراحات التجميل فى مصر؟

لدينا فى مصر تقدم كبير فى مجال جراحات التجميل من حيث تجهيز المستشفيات وتوافر الإمكانيات وكفاءة الأطباء، وقد لفت نظرى انتشار سرطان الثدى بين الأعمار الصغيرة حتى الثلاثينيات، رغم أننا منذ عشرين عاما كنا نعتبره من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر، وقد يكون ذلك لزيادة الوعى وتقدم وسائل التشخيص وبرامج الكشف المبكر، ورغم أننى جراح إلا أننى أشعر بتأثير هذه المشكلة الصحية على الجانب الاجتماعى والنفسى للمريضة، بل انها أحيانا تؤدى للطلاق وانهيار الأسرة.

تطور الجراحات

ماذا عن تطور جراحات بناء الثدي.. وهل يمكن أن تساهم فى حل المشكلة؟

إلى حد كبير جدا، فتقنية الجراحة تطورت كثيرا ، والنتائج الآن أصبحت مرضية للمريضة  ، فجراحات الاستئصال المتطورة تتم الآن مع الإبقاء على عضلة الثدى وحلمة الثدى، ويمكن أن تتم جراحة الاستئصال فى وجود جراح التجميل ليقوم بالمرحلة الأولى من بناء الثدى فى نفس وقت الاستئصال، من خلال أخذ عضلة من الظهر أو البطن وزرعها فى الصدر مع وضع ممدد أنسجة أسفل العضلة.

وبعد الجراحة يتم حقن الممدد بمحلول الملح كل فترة حتى يتمدد الجلد وتتسع الرقعة ليسهل بناء الثدى الجديد، وبعد حوالى ٦ شهور نصل للنتيجة المطلوبة، ليتم استكمال الجزء الثانى من الجراحة.

ومع التطور الكبير فى تقنية الجراحة وأنواع ممدات الأنسجة، أصبحت نتائج الجراحة مرضية جدا للمريضة وأصبح شكل الثدى بعد بنائه يقترب جدا من الحقيقى، بل وفى بعض الحالات قد تنشط بعض الأعصاب وتشعر المريضة بعودة بعض الإحساس للصدر، ولكنه بالطبع يكون أقل كثيرا من الإحساس الطبيعي، وفى مجال التطوير أيضا هناك جراحات جديدة الآن لتوصيل الأعصاب للصدر المزروع حتى نعيد له الإحساس الكامل، ولكنها لازالت جراحات نادرة ومكلفة جدا.

الخلايا الجذعية

ماذا عن الجديد فى مجال علاج الحروق؟

لازالت أبحاث الخلايا الجذعية تحمل أملا كبيرا فى علاج مجالات عديدة من بينها الحروق والجروح وبناء الثدى ومجالات التجميل وازالة التجاعيد وغيرها، وأشهر مصدر الآن للخلايا الجزعية ، هو الخلايا الدهنية، حيث يتم أخذ نسيج الخلايا الدهنية من المريض ليتم فصل الخلايا الجذعية منه ثم إعادتها للمريض نفسه، وهى تقنية تحقق نتائج جيدة، ويتم تطويرها للتوسع فى استخدامها فى علاج أمراض أخرى، ولكن المشكلة أن هناك فوضى في استخدام الخلايا الجذعية، وهناك جهات عديدة على مستوى العالم لا تلتزم بالمعايير الأخلاقية فى هذه التجارب، وهو ما يؤدى لظهور مشاكل صحية تسئ لأبحاث الخلايا الجذعية.

وحول الجديد فى مجال الحروق أيضا، فهناك تطور كبير فى صناعة المضادات الحيوية والكريمات والمراهم الموضعية التى تحقق نجاحا كبيرا فى التئام الجروح وشفاء الحروق.

تدخلات غير جراحية

ماذا عن الجديد فى جراحات تجميل الوجه والقوام؟

الاتجاه الآن للتوسع فى التدخلات غير الجراحية فى مجال الرشاقة والتجميل، مثل التطور الكبير فى استخدام الليزر والبوتكس والفيلر والجى بلازما والألترا ساوند، وقد تطورت جراحات شفط الدهون التقليدية لتظهر تقنية البودى شيبينج، أو نحت الجسم وهي جراحات صغيرة بمخدر موضعى تنحت البطن بالشكل المطلوب، بل وتستخدم حاليا أيضا لإبراز عضلات الصدر والبطن للرجال.

رغبات المريض

هل تستجيب لرغبات المريض فى تغيير شكله حتى لو لم يكن فى حاجة لذلك؟

بالطبع لا، فهناك حالات يكون المريض او المريضة فى حاجة فعلا للجراحة لتأثير الأمر على حالته النفسية وثقته بنفسه ، وعادة ما أبدأ مع هؤلاء بالحلول غير الجراحية ، ولكن هناك أشخاص لديهم اضطراب يجعلهم دائما لا يرضون عن أنفسهم كلما نظروا للمرآة رغم عدم حاجتهم للجراحة، وفى هذه الحالة لا أوافق على إجراء الجراحة.

أفضل الأطباء

 منذ عام 2012 وحتى الآن يتم اختيارك سنويا كواحد من أفضل الأطباء فى أمريكا سواء من خلال تصنيف يو إس نيوز، أو جائزة مقاطعة أورانج، فما هى حيثيات هذا الاختيار؟

يو إس نيوز هى شبكة اعلامية تقوم بترتيب الأطباء والمستشفيات فى أمريكا سنويا وتختار الأفضل ،من حيث التقييم الشامل للطبيب على مستوى النشاط العملى والأكاديمى و العمل الخيري،والحمد لله يتم اختيارى سنويا منذ عام 2012 وحتى الآن من بين أفضل الأطباء فى أمريكا، نظرا لنشاطي العلمى والطبى والأكاديمى إلى جانب نشاطى فى المجال الخيرى والاجتماعى كرئيس مجلس إدارة الشبكة المصرية للسرطان بأمريكا، بالإضافة إلى مساهماتى الطبية والعلاجية بدول عديدة مثل مصر والمكسيك وأمريكا الجنوبية وغيرها.

  الشبكة المصرية للسرطان

كيف بدأت علاقتك بمؤسسة 57357؟

 عام 1992 تعرفت بالدكتور شريف أبو النجا خلال قضائى الامتياز بمعهد الأورام، وكان وقتها شابا طموحا يحب العمل الخيرى، ويقوم بأنشطة عديدة لتطوير قسم الأطفال بالمعهد، ويحلم بإنشاء مستشفى متخصص لسرطان الأطفال، بعدها سافرت لأمريكا، ثم أصيبت والدتى بالسرطان عام 2007 فكنت أعود لمصر كثيرا لرعايتها، وتابعت أخبار افتتاح ٥٧٣٥٧.

والتقيت مرة أخرى بدكتور شريف بعد كل هذه السنوات، فعرض علىّ فكرة إنشاء جمعية فى أمريكا تربط المصريين فى الخارج ببلدهم، ويكون الهدف منها دعم 57357 ومستشفيات سرطان أخرى، وقتها كان هذا الفكر جديدا فتحمست للمشاركة، وقد قام أبناء مصر بالخارج بتأسيس الجمعية عام 2010 طبقا للقوانين الأمريكية، وكان أول اجتماع لها يضم مجموعة من كبار الأطباء كنت أنا أصغرهم، لأفاجأ بترشيحى رئيسا للجمعية، وكان هذا الترشيح مسئولية كبيرة دفعتنى للاهتمام الشديد بالجمعية حتى أصبح لها دور كبير فى دعم المستشفى بالعلم والخبرة والتدريب وتوفير الأجهزة والأدوية وغيرها.

قد قدمت الجمعية للمستشفى حوالى 12 مليون دولار فى صورة تبرعات عينية مثل الأجهزة الطبية ودراسات الجدوى وتحمل تكاليف عمل التصميمات الخاصة بالتوسعات الجديدة وتمويل تدريب وتعليم الأطباء والعاملين بالمستشفى لرفع كفاءتهم واستقدام خبراء أجانب للمستشفى، وأحد مؤسسى هذه الجمعية هو رجل الاقتصاد العالمى د. محمد العريان.

وقد بدأت مؤسسات خيرية أخرى تقتدى بـ ٥٧٣٥٧ وتقيم مثل هذه الجمعيات بالخارج لدعم مشروعاتها بمصر.

المصريون فى الخارج

كيف كان استقبال الأمريكيين و المصريين فى الخارج لهذه الجمعية؟

المصريون فى الخارج رحبوا بالجمعية ووجدوها فرصة لدعم بلدهم من خلال مؤسسة تحقق انجازات كبيرة وتعمل بشفافية وفكر متجدد ، والجميل أن الأمريكيين أيضا انبهروا بوجود هذا الانجاز الطبى فى مصر وبقيمة الأبحاث العلمية والأجهزة والإمكانيات، وأقبلوا على التواصل مع الجمعية وتقديم التعاون العلمى والخبرة للمستشفى. وأنا شخصيا سعيد بتعاونى مع مستشفى السرطان في مصر، وسعيد بزياراتى لمصر لاجراء الجراحات فى مجالي، وأن تتاح لى الفرصة للمساهمة فى جعل مصر مركزا للجراحات التجميلية المتطورة في الشرق الأوسط.

رحلة شاقة

دعنا نعود بالزمن أكثر من 20 عاما لنعرف كيف كانت رحلة نجاحك فى أمريكا؟

كانت رحلة شاقة، بدأت منذ طفولتى فرغم أننى وحيد أبى وأمى إلا أننى تربيت على الالتزام بالنجاح، فدرست فى مدرسة الجيزويت الفرنسية، ونجحت بتفوق لالتحق بطب قصر العينى وأواصل تفوقى لأصبح معيدا بالكلية، وفى عام ١٩٩٦ حصلت على الماجستير وقررت السفر إلى أمريكا للحصول على الدكتوراه والتدريب على أحدث ما وصل إليه الطب، ولم أنتظر حصولى على منحة بل سافرت على نفقتى الخاصة والتحقت بجامعة "إمرى".

كان تخطيطى أن أحاول الحصول على المنحة وأنا هناك، لكن بعد سفرى اكتشفت أن المنح موقوفة وكانت مشكلة كبيرة لأننى فى بلد غريب، وامكانياتى لا تسمح لى بتحمل نفقات الاقامة والتعليم أكثر من ستة شهور، ولم يكن أمامى إلا التحدى لإنجاز بحث الرسالة خلال هذه الفترة، فتفرغت تماما للدراسة والعمل وإعداد الرسالة، وكانت حياتى لا تخرج عن البقاء فى المنزل للمذاكرة أو الذهاب للمستشفى للعمل والتدريب، وخلال 3 شهور نجحت فى التحدى وأنهيت إعداد الرسالة وقدمت عرضا علميا أمام أساتذة الجامعة هناك، وبعد العرض استقبلنى أستاذى د.بوستوك وطلب منى البقاء فى الجامعة، فطلبت منه مهلة لاستئذان أبى وأمى وأساتذتى الذين دعمونى فى مصر.

مواصلة الرحلة

هل كان قرار سفرك وهجرتك سهلا على والديك؟

 بالطبع لا، فأنا كما قلت وحيدهما، ومحور اهتمامهما، لكن تربيتهما لى كانت تتسم بالعقلانية، فقد شجعانى من البداية على السفر، وحينما عرض علىّ أستاذى البقاء شجعانى أيضا لمصلحتى، وعدت لأمريكا وواصلت العمل، واستطعت مناقشة الدكتوراه بعد أقل من عام، ولم أتوقف عن التعلم، فاستكملت البورد الأمركى ثم الزمالة ، وحققت لأهلى كل ما تمنوه لى، ولكنى لا أنكر أن أمام هذا النجاح كانت هناك أوقات ومشاعر صعبة، بسبب الابتعاد عن الأهل فترات طويلة خاصة فى فترات المرض وفى نهاية عمرهم، لكن الإنسان لا يستطيع أن يأخذ كل شئ فى الحياه .
 

نجاح الزواج

ماذا عن حياتك الخاصة؟

تزوجت بصعوبة فقد كانت حياتى كلها عمل، لكن الله وفقنى للقاء زوجتى وهى مهندسة كمبيوتر مصرية تعيش منذ طفولتها مع أسرتها فى أمريكا وحدث بيننا تفاهم، فتم زواجنا وأنجبنا كريم (12سنة) وكنزى (9سنوات)، ونحن متفقين على أسس تربيتهم بحيث لا يفقدوا هويتهم المصرية، فنعلمهما اللغة العربية وهناك شيخ يدرس لهم الدين، وزوجتى تتفهم ظروف عملى وانشغالى الشديد، الذى يصل أحيانا إلى 36 ساعة
عمل متواصلة، ولابد ان يفهم الشباب أن الحياه الزوجية ليست كلها سعادة، وأن أهم شئ فى نجاح الزواج أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين على قيم أساسية محددة يرضاها الطرفين.

الرماية والقراءة

وسط كل هذا الانشغال.. هل تجد وقتا لممارسة أى شئ آخر غير الطب؟

- مهما كان الانشغال فلابد أن نحرص على ممارسة هوايات أو أشياء نحبها حتى نجدد طاقاتنا، وانا أحب الرماية بالأسلحة وأمارسها من وقت لآخر فى الأماكن المفتوحة، وأيضا ألعب التنس كلما سمح الوقت، وأعشق القراءة فى مجال التنمية البشرية وكيفية مساعدة النفس على النجاح والإنجاز والتحدى، ولكن من ناحية أخرى فهناك هوايات كنت أحبها لكنى توقفت عنها بسبب انشغالى بالعمل، مثل الموسيقى وعزف الجيتار الذى كنت أمارسه فترة الشباب، ولكنى والحمد لله أشعر بالرضا وأدرك جيدا أن الإنسان لا يمكن أن يأخذ كل شئ.