حكايات| تابان شوريش.. كردية نجت من الإعدام وعمرها 4 سنوات

تابان شوريش.. كردية نجت من الإعدام وعمرها 4 سنوات
تابان شوريش.. كردية نجت من الإعدام وعمرها 4 سنوات

«صوت القنابل كان يخيفني أكثر من شكل القبور».. كلمات نطقت بها الكردية تابان شوريش التي حكم عليها نظام الرئيس الراحل صدام حسين بالإعدام ولم يتعد عمرها 4 سنوات، إلا أنها نجحت في الهروب، والعودة مرة أخرى في عمر الـ36 لإنقاذ بعض الأشخاص من نفس المصير التي كانت ستلقاه.

قبل عشرات السنوات كانت أسرة تابان شوريش تعيش في مدينة أربيل التابعة لإقليم كردستان العراق، ويمتلك أبيها نشاطا سياسيا كان مقلقًا لنظام صدام حسين - كبقية الأكراد- إلا أن هذا النشاط جعلها تعيش عامين من الدراما والاقتراب من الموت وهي مازالت في الرابعة فقط.

 

في خريف عام 1986 فوجئت شوريش بجنود صدام حسين يقتحمون منزلها ويلقون القبض على عائلتها بالكامل، ويصطحبوهم جميعا إلى السجن، ففي هذا الوقت كان النظام العراقي يلقي القبض على عائلة أي ناشط كردي حتى وإن كان مجرد «شاعر».

 

 

«لقد كان الجميع يبكون.. وترجون الجنود أن يتركوني في المنزل.. فأنا طفلة عمري 4 سنوات ولا دخل فيما يجري.. لكنهم رفضوا».. هكذا وصفت شوريش لحظة القبض على أسرتها، والتي سجلتها الطفلة الصغيرة في خانات الذكريات غير القابلة للمحو.

 


 

وتابعت: «تم نقلنا إلى سجن واحد حيث تم استجوابنا وتم استجواب أمي وأقاربي لمحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات منهم».

 

الهروب من الموت

 

وروت شوريش قصة هروب عائلتها من الموت على يد جنود صدام حسين في مذبحة الأنفال التي وقعت عام 1986.

 

 

وقالت شوريش: «كانت أسماؤنا على قوائم الإعدام.. وعندما خرجنا من أماكن الاحتجاز كان جميع الأشخاص الكبار يبكون.. ظنوا أنهم ذاهبون لموتهم بعدما شاهدوا القبور المحفورة خارج السجن؛ لكنني كنت طفلة ولم أفهم ما يدور حولي».

 

وتابعت: «أجبرونا على مشاهدة القبور وهي يتم حفرها لنا.. ثم إلقاء الأحياء فيها وردمهم بالتراب.. إلا أن عائلتي نجت بمعجزة من هذا الأمر عندما فتح رجلان كرديان الحافلة التي كانت تقلنا لمكان القبور وأخبرونا بأن علينا أن نتظاهر أننا أموات وأنهم ينقلونا إلى مكان آخر.. وهذا ما تم».


وأضافت: «بعد ثلاثة أشهر من الاختباء هربنا فيهم من الألغام والقنابل والرصاص ، وصلت عائلتي أخيرًا إلى إيران، إلا أن نظام صدام حسين لم يتركنا وقام بتسميم أبي الذي نقل لبريطانيا لتلقي العلاج في عام 1987 عن طريق منظمة العفو الدولية». 

 

 

وأشارت إلى أن أفراد أسرتها وصلوا إلى المملكة المتحدة بعد عام واحد في عام 1988 لتبدأ شوريش في التعافي من صدمات الطفولة التي كان بها العديد من اللحظات المخيفة، وكان أكثرها رعبا هو صوت القنابل.

العودة للعراق

خلال سنوات مراهقتها، درست تابان وتزوجت في سن التاسعة عشر، قبل أن تصبح أماً في العام التالي، وبعد ذلك عملت في إحدى شركات إدارة الأصول الاستثمارية، وقامت بتربية ابنها البالغ من العمر 16 عامًا.. إلا أن شيئا ما كان عالق في ذاكرتها.

 

بعد سنوات عديدة من خداع الموت كانت تابان شوريش لا تزال تشعر بالذنب حيال معاناة أولئك الذين ما زالوا في بلادها الأمر الذي دفعها للقيام بعمل إنساني في عام 2014.

 

أسست تابان مؤسسة زهرة اللوتس في عام 2016، وهي مؤسسة خيرية ملتزمة بمساعدة النساء والفتيات المتضررات من النزاع والتشرد ، ومساعدتهن على إعادة بناء حياتهم. 

 

وقالت تابان: «لدينا ثلاثة مراكز في ثلاثة معسكرات مختلفة وتمكنا من مساعدة 7500 امرأة وفتاة حتى الآن، وهذه مجرد بداية».