حوار| أمين مجمع «البحوث الإسلامية»: مبعوثو الأزهر فى أكثر من 56 دولة حول العالم

د.نظير محمد خلال الحوار
د.نظير محمد خلال الحوار

- تنفيذ 2232 قافلة توعوية.. والإجابة عن 400 ألف فتوى خلال ٦ أشهر

بكل جدية يحمل د. نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية المسئولية التى يحملها على عاتقه لإحداث طفرة فى عمل المجمع باعتباره أقدم المجامع فى العالم فى إطار تكليفات الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر،ورغم أن المدة الزمنية لتوليه المسئولية لم تتجاوز شهورا قليلة إلا ان هناك العديد من الانجازات المتحققة خاصة، فيما يتعلق بتأهيل الوعاظ والواعظات وتفعيل دورهم الدعوى وقد تمثل ذلك قوافل المطارات والموانئ لتوعية الحجاج بمناسك الحج، «الأخبار» حاورت الأمين العام للتعرف على الجديد فى عمل المجمع.


فى البداية سألناه عن جهود المجمع للمساهمة فى ضبط مشهد الإفتاء ؟
جهود المجمع مستمرة لمواجهة فوضى الفتاوى التى تصدر عن غير المؤهلين لها، وحماية المجتمع من النتائج السلبية لتلك الفتاوى المضللة التى تخالف التعاليم السمحة للإسلام؛ وهى لا ترتبط بشخص الأمين العام، فاللجان تعمل طوال العام وقد استقبلت لجان الفتوى الرئيسة والفرعية المنتشرة فى كل مدن ومراكز الجمهورية فى الشهور الأخيرة 387253 سؤالًا فى تخصصات متنوعة ما بين مسائل أحوال شخصية، وعبادات، ومواريث، ومعاملات تجارية ومالية، وقضايا معاصرة، وقامت بالرد عليها بشكل مباشر، فضلًا عن الرد على بعض الشبهات المثارة، كما استقبل الموقع الإلكترونى حوالي20197فتوى متنوعة تمت الإجابة عنها جميعًا عن طريق لجنة الفتوى الرئيسة ثم إرسال الإجابة إلى السائل مباشرة.
عمل الواعظات 
 ماذا عن تفعيل دور الواعظات،خاصة بعد استحداث منصب مساعد الأمين العام لشئون الواعظات؟

هناك طفرة كبيرة فى عمل الواعظات، ويتمثل ذلك فى قوافل التوعية المنتشرة فى مختلف الأماكن والتجمعات وآخرها قوافل المطارات للتوعية بمناسك الحج بمشاركة الواعظات، كما أن المجمع لم يغفل الاهتمام بفئة السيدات فى الجانب التوعوي، حيث تم عقد 35106 درسًا للسيدات، فى إطار الاستفادة من جهود وطاقات واعظات الأزهر الشريف فى الجهود التوعوية التى يقوم بها المجمع، من خلال مشاركتهن المجتمعية بجانب الوعاظ فى اللقاءات والندوات، مع التركيز على القضايا والمشكلات المجتمعية التى تشغل بال أفراد تلك الأسر، والتعرف على واقع وملابسات تلك القضايا والمشكلات وبما يسهم فى تقديم حلول لمعالجتها.
عودة لتفعيل دور الواعظات وقوافل التوعية ماهى المحاور التى يتم التركيز عليها؟
دور الواعظات شديد الأهمية حيث تم توزيعهن إلى جانب زملائهن لاستقبال الحجاج قبيل السفر إلى الأراضى المقدسة، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم المختلفة واستخدام الأساليب الميسرة فى توضيح وشرح المناسك لهم بالتفصيل منذ خروج الحجاج من بيوتهم وحتى عودتهم إلى أرض الوطن مرة أخرى مع مراعاة التيسير عليهم ورفع الحرج عنهم.
 تفعيل التواصل مع الجماهير على أرض الواقع أحد أهداف الإمام الأكبر التى يسعى لتحقيقها عبر المجمع لحماية المجتمع من التشدد والتطرف ؟
الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يبذل كل الجهود الممكنة من أجل العمل على أرض الواقع والوصول إلى جميع فئات المجتمع المصرى فى مختلف أماكن تواجدهم وفى كل المناسبات التى تمثل أهمية بالنسبة لهم وقد شهدت الأشهر الأخيرة تنفيذ الكثير من الأنشطة، فعلى مستوى القوافل التوعوية أطلق المجمع نحو (2232) قافلة توعوية ضمن فعاليات البرامج التوعوية التى ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين فى جميع محافظات ومدن وقرى الجمهورية؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل فى نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة فى مختلف المجالات وعقد المجمع ما يقرب من (21907) لقاء فى قطاعات الأمن المركزي، ومراكز الشرطة، والسجون، ودور الرعاية، لأجل نشر الفهم الصحيح للدين وتصحيح المفاهيم المغلوطة إلى جانب (8067) لقاء بالمكتبات العامة، ودور الثقافة، والمقاهى الثقافية، لتحقيق مزيد من الاتصال الفعال بين وعاظ الأزهر الشريف وجميع فئات وشرائح المجتمع، بالإضافة إلى الرسائل التوعوية التى تم توجيهها خلال اللقاءات الفكرية التى نظمها المجمع بالتعاون مع وزارة الأوقاف.
تعليمات مشددة 
 يأمل الكثيرون فى أن يسهم المجمع فى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام عبر تفعيل دور مبعوثيه فهل من جديد فى هذا الملف؟

نجرى حاليا مراجعة شاملة لملف البعثات لانتقاء أفضل العناصر، لضمان تبليغ رسالة الأزهر الوسطية للعالم، ولدينا تعليمات مشددة من الإمام الأكبر بتوجيه اهتمام كبير لهذه المسألة لتفعيل دور الأزهر العالمى فى إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، خاصة فى توقيت مهم يحتاج إلى مواجهة حاسمة للمفاهيم المغلوطة التى تروجها جماعات العنف والإرهاب تحت راية الدين وهو منها براء.
فيما يتم التركيز حاليا فى عمل المجمع؟
نعمل على تفعيل الدور العلمى للمجمع والنهوض به ويساعد على ذلك استحداث منصب مساعد الأمين العام لشئون الواعظات، ومساعد الأمين العام للشئون البحثية والعلمية، ونعمل على تنفيذ تكليفات الأمام الأكبر بتطوير الخطاب الدينى وفق آليات العصر ودراسة القضايا الشائكة والجدلية والتى يمكن أن تفسد جو الود بين أبناء المجتمع والوصول لعلاج ناجع لها.
ماذا عن ملف الوافدين للدراسة بالأزهر؟
الوافدون من أهم الملفات التى كلفنا بها شيخ الأزهر حيث يهتم بهم الأزهر وشيخه أشد الاهتمام وهم فى قلب الأزهر حيث يحملون مشاعل النور والعلم الصحيح، العلم الوسطى البعيد عن التشدد وتنطع المتشددين، وهناك عناية شديدة بهم ليس فقط فيما يتعلق بالعملية التعليمية انما هناك دورات تثقيفية لهم ومساعدات انسانية واجتماعية وغيرها من الخدمات ونتطلع لمزيد من التطوير فى هذا الملف بما يخدم سفراء الأزهر والإسلام والعلم والنور الذين يتولون نقله إلى بلدانهم ولكل مناطق العالم.
تدريب الوعاظ
ما الجديد فيما يتعلق بتدريب الوعاظ والواعظات ؟

يسعى الأزهر لرفع كفاءة الوعاظ والواعظات وتمكينهم من حسن التعامل مع القضايا المعاصرة، وكيفية التعامل مع النصوص الشرعية، وإسقاطها على الواقع الذى يعيشه الناس، بشكل يراعى اختلاف الزمان والمكان والحال والعرف والأشخاص، حيث يهتم المجمع بتأهيل الوعاظ والواعظات فى مجالات: العقيدة والتيارات الفكرية، والفقه وأصوله، والقواعد الفقهية، وفقه المعاملات، والأحوال الشخصية، وقضايا فقهية معاصرة، والفقه الطبي، والمواريث بالإضافة إلى الموضوعات العامة وبيان معالم المنهج الأزهري..كما تمثل الواعظات عنصراً دعوياً مهمًا خاصة فى هذا التوقيت الذى يعانى فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتى يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، وذلك لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين، ولذلك يبذل المجمع الجهود لتأهيل وتدريب واعظات الأزهر الشريف على قضايا المرأة وكيفية حلها والتعامل معها وقد سبق قوافل التوعية بالحج دورات لتدريب الواعظات فيما يتعلق بذلك.
هل يتم ذلك بالتعاون مع أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ؟
بالفعل يتم تدريب وتأهيل الوعاظ والواعظات بالتنسيق التام بين المجمع والأكاديمية من أجل تحقيق الاستفادة الكاملةمن البرامج التدريبية المتنوعة،وتمثل البرامج التدريبية فيما تقدمه للوعاظ من مناقشة العديد من القضايا الجدلية ووضع رؤية واضحة فى كثير من المسائل المختلف عليها.
شارك الأزهر مؤخرا فى القمة الافريقية لمواجهة زواج القاصرات وختان الاناث ففيم كان التركيز؟
عرضنا دور الأزهر وجهوده فى علاج هذه القضايا وحرص الأزهر على أن يجمع فى علاجه بين التأصيل العلمى والشرعي، وتحدثنا عن بعض العقبات التى يلزم عنها مثل هذه الظواهر وأن من هذه العوامل: العادات والتقاليد والأعراف، الفهم الخاطيء لبعض نصوص الدين، تغليب المصالح الشخصية، النظرة الجائرة لبعض ما جاء فى كتب التراث، غياب القوانين والدساتير، اعتماد الآراء ووجهات النظر من غير مظانها، نقل المعارف والاعتماد على الحكايات والتراث الشعبى بعيدا عن المصادر الصحيحة.
تصحيح المفاهيم 
ما عدد الدول التى يوجد بها علماء من الأزهروما هو الدور الذى يقومون به ؟

يبلغ مبتعثو الأزهر الشريف نحو 673 مبعوثًا، فيما يقرب من 56 دولة من دول العالم، حيث يقوم المبعوثون بدور توعوى مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم الدين الإسلامى فى صورته الحقيقية السمحة التى تدعو إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير فى تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا