عاجل

طفلة أثارت الرعب بالإسكندرية.. سر اختفاء «سما»

 الطفله " سما "
الطفله " سما "

قصة اختفاء الطفلة «سما» ذات التسع سنوات أثبتت أن وسائل التواصل الاجتماعي أكبر ارهابي متوغل ومسيطر على عقول الشعب المصري، فما أن قامت إحدى صفحات الـ«فيس بوك»، بنشر خبر عن اختفاء الطفلة من أمام منزلها، وصورة من كاميرا أحد المحلات المجاورة لمحل سكنها بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، توضح اصطحاب إحدى السيدات للطفلة ومغادرة المنطقة، من هنا انطلق الخبر على «السوشيال ميديا» كالنار في الهشيم بأنها عمليه اختطاف، وبدأ الحديث بأن هناك عصابات لخطف الأطفال والاستيلاء منهم على أعضائهم، وبدأ البعض في إطلاق نداءات للأهالي بمنع تواجد أطفالهم بالشوارع و منهم من أطلق نداءات بعمل صفحه باسم «انقذوا أطفال الإسكندرية من الخطف»، وكأن الإسكندرية أصبحت غابه خارج نطاق الدولة.

 

تغيب الطفلة
وأثناء تداول تلك الشائعات، كانت عيون أجهزه الأمن تبحث وتحقق من اختفاء الطفلة، خاصة وأنه لا يوجد أي بلاغ تغيب يخص الطفلة، حتى توصلت التحريات إلى أن الطفلة بالفعل «متغيبة» من محل سكنها من أمام منزلها بمنطقة أرض الفضالي بسيدي بشر قبلي بدائرة قسم شرطة أول المنتزه، فتم استدعاء والدها «عبدالرحمن.أ.ش» لتقديم بلاغ بواقعة الاختفاء، أثبت فيه أن نجلته «سما» تبلغ من العمر 9 سنوات، اختفت من أمام محل إقامتها، وترتدي إسدال صلاة لونه «أحمر مشجر وشنطة بني علي الظهر».

 

صورة الكاميرا

كما تقدم والد الفتاة بصورة تم التقاطها من كاميرا بالشارع توضح أن «سما»، لختفت بصحبه سيده وبعد يوم واحد من تقديم البلاغ، بدأ الأب ينشر نداءات على مواقع التواصل الاجتماعى يطلب فيه المساعدة في البحث عن نجلته، وشهد هذا النداء تفاعلا كبيرا بين السكندريين، إلا أن أصحاب النفوس الضعيفة، بدأوا في بث شائعات أصابت السكندريين بالرعب على أطفالهم، كما أن البعض عندما عثروا على طفله تائهة بمنطقة الزراعيين بالكيلو 21 غربي الإسكندرية قاموا بالاتصال بوالد «سما»، وأبلغوه أنه تم العثور على نجلته، وعندما توجه إلى المكان اكتشف أن الطفلة ليست ابنته، وعاد أدراجه إلى منزله لعيش حالة القلق مرة أخرى، حتى ظهرت والدة «سما» وهي منفصلة عن زوجها، والد الطفلة المتغيبة  في مقطع فيديو بثته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجهت فيه نداء إلى السيدة التي ظهرت برفقة «سما» بترك نجلتها في أي مسجد أو أي كنيسة لكي تعود إليها سالمة.

 

تحريات المباحث
على الجانب الأخر، كان اللواء شريف رؤوف مدبر إدارة البحث الجنائي، قد شكل مجموعة عمل على مستوى عال من الاحترافية لإعادة الطفلة إلى أسرتها دون أن يصيبها مكروه، وبدأ فريق العمل من ضباط البحث الجنائي بجمع المعلومات من كل اتجاه، كما قاموا بالتحفظ على الكاميرات المنتشرة بمحيط محل سكن الطفلة والطرق المؤدية إليه، كما بدأ مجموعه من الضباط بالبحث عن السيدة التي ظهرت مع «سما»في الفيديو المصور، كما قام المقدم عبد الحميد السكران رئيس مباحث قسم شرطة أول المنتزه، بجمع المعلومات من أسرة الطفلة، الذي أمكنه من التوصل إلى أول خيط في حل لغز اختفاء الطفلة، حيث أوضحت الدكتورة «آية رحال»، ابنة خالتها أن «سما» اختفت من منزل والدها بمنطقة الفضالي، كما أن والد ووالدة سما منفصلين منذ سنوات، وسما تقيم مع والدها رفقة زوجته، و كانت الطفلة دائمة الشكوى من سوء معاملة زوجة أبيها، كما أن والدها منعها من رؤية والدتها منذ 5 أشهر، و أن والدتها تلقت اتصالاً من والدها يخبرها بنزول ابنتها لشراء حلوى من الشارع واختفت.

 

تحديد «الخاطفة»
ونجحت مجموعه أخرى من فريق البحث، من تحديد شخصية السيدة التي ظهرت في الفيديو، وتبين أنها ربة منزل، مقيمة بمنطقة الفلكي، حيث توجهت مأمورية من ضباط المباحث لضبط السيدة من منزلها، وكانت المفاجئة وجود «سما» داخل منزل السيدة، وفي حالة جيدة، و بسؤال السيدة عن علاقتها باختطاف «سما»، قالت السيدة: إنها تصادف مرورها صباحاً بمنطقة أرض الفضالي، فشاهدت الطفلة في الشارع تبكي وأخبرتها أنها تعيش بصحبة زوجة أبيها التي تسيء معاملتها لذا قررت ترك المنزل بعدما جمعت بعد أغراضها في حقيبة «ظهر».
وأضافت ربة المنزل أمام ضباط المباحث، أنها اصطحبت الطفلة بحسن نية إلى منزلها لحين إعادتها إلى أسرتها مرة أخرى، إلا أن مرض طفلتها حال دون الإسراع في ذلك، وفوجئت بعد مرور يومين من خلال الجيران بتداول صورة طفلة تائهة تبحث عنها أسرتها فقررت تسليمها لقسم الشرطة.

 

بداية القصة
وبسؤال الطفلة، أيدت أقوال السيدة، وقالت إن السيدة لم تقم بخطفها، وأنها نزلت من بيتها بمفردها وكانت تريد الذهاب الى جدتها لأن زوجة والدها تقوم بالتعدي عليها بالضرب، مضيفة بأنها سارت في الشارع دون أن تعرف أي من المواصلات يمكن أن يوصلها إلى عنوان جدتها، فتقابلت مع السيدة التي أخذتها لتوصلها إلى جدتها، وذهبت معها إلى منزلها، لكن بسبب مرض ابنتها لم تستطيع توصيل الفتاة إلى جدتها أو تقديم بلاغ بقسم الشرطة.