حوار| ابتسام العريبي: نطالب بتسليم الملف الليبى بالكامل إلى مصر

 ابتسام العريبي
ابتسام العريبي

أكدت ابتسام العريبي، عضو مجلس النواب الليبي، أن التدخل "التركي – القطري"، أصبح الآن هو الذي يهدد الأمن والسلم في الشارع الليبي، بل يمارس عمليات القتل والدمار من خلال الأسلحة والتمويل المرسل منه إلى التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة طرابلس.

وأشارت نائبة البرلمان الليبي في حوارها لـ«الأخبار»، إلى أننا بصدد تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن ضد تركيا وقطر، بسبب هذا التدخل السافر في الشأن الليبي، مطالبة مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل لوقف هذا التدخل الذي يزيد من زمن الأزمة الليبية، ويعرقل جهود المصالحة والتسوية السياسية بسبب خوف تركيا وقطر على ضياع مشروعيهما الاستعماري في ليبيا.

كما طالبت نائبة البرلمان الليبي، بضروة تسلم مصر للملف الليبي بالكامل حتى تنعم ليبيا بالاستقرار والأمن، مؤكدة أن الوقت حان لكي تلعب القاهرة دورها المحوري في الأزمة الليبية.

القاهرة قدمت الكثير من المبادرات لتقريب وجهات النظر والعمل على حل الأزمة الليبية، ما تعليقكم؟

مصر صاحبة الفضل على استقرار المنطقة العربية، وكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اكثر من مناسبة بضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي لم تأت من فراغ، بل كان الرئيس السيسي حريصا على إيصال تلك الرسالة للجميع، مفادها أن الدول العربية لا يمكن المساس باستقرارها أو التلاعب بشعوبها.

ومن ثم فإن الموقف المصرى من الأزمة الليبية واضح وقائم على ضرورة توحيد الصف الليبى ومكافحة التنظيمات والجماعات الارهابية، والعمل على قيام المؤسسات القومية التي تعتبر أساس بناء مقومات الدولة، واختيار القاهرة كأول محطة خارجية يعقد فيها نواب من البرلمان اجتماعات لتقريب وجهات النظر يحسب للشقيقة مصر وقيادتها الحكيمة من خلال مواصلة دورها في بحث جميع الحلول لحل الأزمة الليبية.

ومن ثم جاءت زيارة وفد البرلمان الليبي إلى مصر لتعكس مدى عمق العلاقات بين البلدين، وحرص الجانب المصري على دعم ليبيا، والاستماع إلى أعضاء البرلمان الليبي حول مستجدات الأوضاع أمر طيب وجاء بنتائج ناجحة، بخلاف ذلك تبنت القاهرة عدة مبادرات سابقة منها توحيد المؤسسة العسكرية وفتح قنوات اتصال مع جميع الأطراف لحل الأزمة، بالإضافة إلى اجتماعات دول الجوار الليبي وهي مصر وتونس والجزائر لبحث الأزمة الليبية.

بل إنني أطالب مصر أن تتسلم الملف الليبي كاملا لتكون مسؤولة عنه أمام العالم، حتى تصل بنا إلى الاستقرار والأمان، وأن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي قادرة على حل تلك الأزمة من خلال تجاربها السابقة في حل مثل تلك الإشكاليات.

اجتماعات القاهرة 

أعضاء مجلس النواب الليبي الذين شاركوا مؤخرا في اجتماعات القاهرة.. هل يمثلون كافة التيارات الليبية؟

بكل تأكيد، كان هناك أكثر من 70 نائبا من مجلس النواب الليبي ممن شاركوا في مبادرة توحيد الصف الليبي التي استضافتها القاهرة وخير دليل أن اعضاء مجلس النواب هم 170 نائبًا، مما يعني أن الذين شاركوا يمثلون نسبة كبيرة بل هم الذين يحظون بتأثير كبير في العملية السياسية في البلاد وأيضا هم ممثلون لمن لم يحالفهم الحظ في حضور تلك الاجتماعات.

بل أن هناك اعضاء محسوبون على حكومة الوفاق التي يترأسها فائز السراج كانوا ضمن الحضور وحظيت طرابلس وحدها بأكثر من 5 نواب، مما يعني أن هناك توافقاً بين جميع أعضاء مجلس النواب الليبي على تجاوز جميع الخلافات والوصول إلى نقطة التقاء مشتركة تخدم القضية الليبية وتصل بها إلى حلول سلمية توقف نزيف الحرب والقتال بين أبناء الشعب الواحد.

ما هى قراءتكم لما انتهت إليه اجتماعات القاهرة وما صدر من بيان توافقي بين أعضاء البرلمان الليبي لحل الأزمة الليبية؟

حققت اجتماعات القاهرة نجاحا كبيرا، بل أن النتائج التي خرجنا بها لم تكن ضمن التوقعات وبحسب الاتفاق الذي تم بين جميع الأعضاء من مختلف التوجهات السياسية الليبية توصلنا إلى ضرورة تفعيل عمل مجلس النواب ليقوم بدوره على أكمل وجه من خلال توحيد الصف الليبي.

كما أن اتفاق النواب على ضرورة التأكيد على وحدة ليبيا وسيادتها على كامل أراضيها واعتبار ذلك خطاً احمر لا يمكن التنازل عنه بأى حال من الأحوال يعتبر من أسس نجاح المبادرة المصرية حيث أن هذا الأمر يقف بالمرصاد ضد دعوات ونعرات خرجت تؤيد فكرة تقسيم ليبيا الى شرق وغرب ومن ثم فإن هذا الاتفاق يبدد أحلام هؤلاء الذين لا يهمهم مصلحة ليبيا وشعبها بقدر الحفاظ على مصالحهم الشخصية ومكاسبهم على حساب الشعب الليبي، بالإضافة إلى تأكيد البيان الختامى على أن حل الازمة الليبية يكون من خلال مجلس النواب الليبي بصفته السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة بالبلاد من قبل الشعب والممثل الشرعي له أمر ليس فيه مناقشة.

حيث إن البرلمان الليبي يعتبر السلطة التشريعية الوحيدة فى البلاد وكل ما سواه هى - كما ذكرت من قبل- أجسام تنهش في الجسد الليبي وتريد تقسيمه إلى دويلات.

حكومة وحدة وطنية 

لكن تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية هل يوافق السراج على التخلى عن السلطة؟

ما اتفق عليه الجميع يلزم جميع الأطراف، السراج جاء من قبل المجتمع الدولي وليس مجلس النواب ووجوده في السلطة من خلال اتفاق الصخيرات الذي لم يصدق عليه من قبل مجلس نواب الليبي، ولم يتم تضمين هذا الاتفاق ضمن الإعلان الدستوري الليبي، لكننا ارتضينا بالأمر الواقع تحسبا لحل الأزمة الليبية ومن ثم فإن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ينطبق على الجميع لوضع خارطة لحل القضية وفق جدول زمني محدد وآليات تنفيذ واضحة، وإذا أراد رئيس حكومة الوفاق الوطني تجنيب شعبه مزيدا من إراقة الدماء عليه أن يستجيب لأي مبادرة وطنية تحمي البلاد من التقسيم والدمار.

بل أن اجتماعات القاهرة توصلت إلى ضرورة مدنية الدولة والعمل وفق ما تضمنه الاعلان الدستوري من أجل الاستقرار السياسي.

الحوار السلمي 

هل هناك اجتماعات مرتقبة للبرلمان الليبى بعد لقاءات القاهرة؟

بكل تأكيد وبعد المبادرة المصرية من قبل اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبى، سيتم دعوة كافة النواب الذين لم يحضروا اجتماع القاهرة وذلك لاستكمال النقاشات لحل الأزمة الليبية بما يحفظ سلامة الليبيين ويحقق الاستقرار والسلام والوئام المجتمعى والعودة للحوار السلمى فى ظل سيادة الدولة وربما تحتضن القاهرة الاجتماع الثانى لأعضاء مجلس النواب الليبى أو دولة تونس، لكن هناك اتجاهاً لعقد هذا اللقاء في أي مدينة ليبية يتم التوافق عليها، وذلك تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بضرورة أن يتولى مجلس النواب الحل السلمي في البلاد وحسم كل الاشكاليات التي تعوق تحقيق الأمن والسلام السياسي في ليبيا.

لماذا لا يعقد البرلمان جلساته في مقره ببنغازي؟

المقر موجود ومؤمن بالكامل بل هناك مقر للبرلمان في مدينة طبرق لكن بعض النواب في فترات سابقة اعتذروا عن حضور الجلسات بحجة صعوبة الوضع الأمني خاصة عند انتقالهم من جميع المدن الليبية، لكنني أؤكد أن الشرق الليبي والجنوب يحظى بدرجة كبيرة من الاستقرار الأمني بعد نجاح الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في دحر جميع التنظيمات والمليشيات الإرهابية في بنغازي ودرنة والكثير من مدن الشرق.

هل حظيت اجتماعات القاهرة بنتائج طيبة ترضى جميع الأطراف التي حضرت مؤخرا؟

بالفعل، لقد تحقق ما كنا نصبو إليه ونجحت المبادرة المصرية في لم الشمل الليبي تحت راية البرلمان ومنذ فترة كبيرة لم يجتمع أعضاء البرلمان الليبى نظرا للظروف الأمنية هناك وعندما جاءت مبادرة القاهرة للم الشمل وافقنا على الفور، خاصة أن الوفد الليبي الذي شارك في تلك الاجتماعات كان يمثل جميع الأطراف السياسية من الشرق والغرب والجنوب الليبي، بل أن هناك اكثر من 5 ممثلين من العاصمة طرابلس، ويكفي أن الجميع وعلى قلب رجل واحد اتقفوا على ضرورة توحيد الصف الليبي والحفاظ على وحدة التراب الليبي باعتباره خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، بخلاف الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير الملف السياسي في البلاد.

كما اتفق الحضور على ضرورة تصدر مجلس النواب أي حلول سياسية في البلاد باعتباره الممثل الشرعي الوحيد المنتخب من قبل الشعب الليبي.

الأزمة الليبية 

هناك انتقادات وجهت لبعثة الأمم المتحدة وفشلها فى حل الأزمة الليبية، ما تعليقكم؟

بالفعل هناك اخفاقات كثيرة منذ مجئ تلك البعثة الى الاراضى الليبية بعد ثورة 2011 وبداية من اتفاق الصخيرات الذى انتج حكومة الوفاق التى لا تحظى بشعبية داخل الشعب الليبى ولم يصدق عليها من قبل البرلمان الليبى بل، بالإضافة إلى ذلك أن بعثة الأمم المتحدة ومنذ تدخلها لحل الازمة الليبية لم تتوصل إلى أي طريق لوقف الصراع خاصة ما تقوم به الجماعات والتنظيمات المسلحة في ليبيا بل كثيرا ما وجهت انتقادات لتدخل الجيش الليبي في حربه ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية لفرض الأمن والأمان كما حدث في مدن الشرق الليبي والجنوب.

ماذا عن التدخل (التركي – القطري) في ليبيا وما موقف مجلس النواب منه؟

التدخل التركى- القطرى لم يكن خافيا على احد ويمارس دوره الاستعمارى منذ ثورة 2011، بل الآن اكثر شراسة من ذى قبل حيث أصبح هذا التدخل علنا وامام جميع دول العالم دون استحياء، بل ان هذا التدخل السافر يتحمل مسألة تدهور الأمور وزيادة تعقيدها ، والغريب ان المجلس الدولى لم يعترض ولم يدين تدخل تركيا وقطر فى الأزمة الليبية، بل لم يندد او يطالب تركيا بوقف ارسال الأسلحة والعتاد العسكرى للتنظيمات والجماعات الارهابية فى العاصمة طرابلس وهو الأمر الذى بات غير منطقى ولا يمكن السكوت عنه.

هل هناك تحرك دولي من قبل مجلس النواب الليبي بشأن هذا التدخل؟

بالفعل، لقد خاطب المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب،كلاً من الأمين العام للامم المتحدة والرئيس عبد الفتاح السيسى بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقى ، وطالب البرلمان الليبى بضرورة وجود موقف دولى من هذا التدخل غير المقبول من قبل تركيا وقطر ولكننا نتمنى ايضا ان يكون هناك موقف عربى حازم ضد التدخل فى ليبيا وتقوده مصر التى لها ثقل كبير فى المجتمع الدولى لوقف هذا التدخل السافر.

هل اجتماعات البرلمان الليبى فى القاهرة تناولت التدخل التركي - القطري في الازمة؟

هذه حقيقة، خاصة بعد التصريحات العلنية التى اطلقها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان والتي أكدت تورط تركيا المباشر في دعم الجماعات الارهابية فى طرابلس بالسلاح والمال، بالإضافة إلى الدور القطري في دعم المليشيات المسلحة بالمال والعتاد العسكري حتى تتفاقم المشكلة وتفشل جميع الحلول السلمية في استقرار ليبيا، وفي القاهرة اتفق كل من شارك في توحيد الصف داخل البرلمان الليبى على ضرورة التصدي لأي تدخلات خارجية في الشأن الليبي من شأنها عرقلة جهود السلام ومنع تحقيق الاستقرار في ليبيا.